نتحدث في هذا التقرير عن موضوع شائك في الشريعة الإسلامية. وبالتالي، فإن هذا الموضوع هو عقاب متخذي القبور مساجد. ومن ثم، فقد أباح لنا الشرع بعض الأمور التي تفيدنا في حياتنا وديننا. علاوة على ذلك، فقد نهانا عن الأمور التي تخالف الشرع والفطرة. وبخاصة، أن هذه الأمور قد تؤدي إلى الفتنة والضرر بالمسلمين. ومن هنا، يأتي الدور على السؤال، ما معنى اتخاذ القبر مسجدًا؟ وما هو حكمه.
عقاب متخذي القبور مساجد
أيضا، نتحدث في “يلا شاهد”، عن معنى اتخاذ القبور مساجد، أي الصلاة عند القبور، أو بناء مساجد عليها. وفي هذا الصدد يقول العلماء إن أيمسجد بُني على قبر، يجب هدمه. ولا تجوز الصلاة في المقبرة عند القبور لأي سبب كان، عدا الصلاة على الجنازة. لأنّ، هذا الأمر جائز ومن أدركته الصلاة وهو في المقبرة، يجب أن يستعجل بالخروج من المقبرة وقت الصلاة لأدائها خارج المقبرة. وبالتالي، لا يجوز الصلاة إلى القبور، ولا تخاذها مساجد. ومن ثمّ، إذا صلّى المسلم عند القبر، في هذه الحالة يكون قد اتخذها مسجدًا. وإذا صلّى عند القبر بأي اتجاه كان يمينه أو يساره، أمامه أو خلفه. ومن ثم، فإن ذلك كلّه لا يختلف في مسماه عن اتخاذ القبر مسجدًا.
عقاب متخذي القبور مساجد
علاوة على ذلك، فإننا سنتطرق أيضا، إلى عقاب متخذي القبور مساجد. وتكون العقوبة هي اللعنة، أي الطرد من رحمة الله تعالى. واستند العلماء في رأيهم إلى هذا الأمر، إلى حديث عائشة أم المؤمنين. حيث قالت “قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَرَضِهِ الذي لَمْ يَقُمْ منه: لَعَنَاللَّهُاليَهُودَوالنَّصَارَىاتَّخَذُواقُبُورَأنْبِيَائِهِمْمَسَاجِدَ، لَوْلَا ذلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غيرَ أنَّه خَشِيَ – أوْ خُشِيَ – أنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا”.
قالت: فلولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتم اتخاذه مسجدًا. علاوة على ذلك، فإننا نستمر في “يلا شاهد”، في الحديث عن حكم اتخاذ القبور مساجد. وفي هذا الصدد، قال الحافظ بن حجر “فكأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه مرتحل من ذلك المرض، فخاف أن يُعظّم قبره كما فعلت الأقوام السابقة بتعظيمها للقبور، فلعن اليهود والنصارى إشارة منه إلى ذم من يقوم بذلك الفعل من المسلم ولعنه”.
عقاب متخذي القبور مساجد
حكم اتخاذ القبور مساجد
وأفتى العلماء أيضا، بعدم جواز تحويل المساجد إلى قبور، والقبور إلى مساج. علاوة على ذلك، فقد شدد الفقهاء، علىأن حدوث هذا الأمر لن يكون إذا ضيّعت الأمة رسالتها، ومبادئها، واضطربت مسيرتها. ومن ثم، يتحوّل المسجد إلى مقبرة. وتنقلب المقبرة لمسجد، فيصبح المسجد خاويًا على عروشه. وبالتالي، لا يؤدي رسالته العظيمة التي وجد لأجلها. حيث لن يحوي ذلك المسجد حلقات العلم ولا العلوم الدينية. ولا خطب الوعظ والإرشاد والتوجيه. ولكن، يصيرر القبر مسجدًا يغض بالخرافات والبدع والضلالات.
كان للعلماء أكثر من رأي في هذه المسألة، وفي “يلا شاهد”، نستعرض هذه الآراء. في البداية، مذهب الشافعية، أن اتخاذ القبور مساجد كبيرة من الكبائر. علاوة على ذلك، مذهب الحنفية، اتخاذ القبور والمساجد عندهم مكروه وحرام. وقال الحنفية بالكراهة. ومن ثم، فقد قال الإمام محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة “لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر، ونكره أن يُجصص، أو يطيّن، أو يُجعل عنده مسجدًا”.