المنتخب السعودي في كأس العرب يتأهب لخوض تحدٍ كروي مثير بعد أن اتضحت معالم رحلته في دور المجموعات، حيث أسفرت التصفيات النهائية عن اكتمال عقد المجموعة الثانية التي تضع الأخضر في مواجهات قوية ومتباينة المستوى، إذ يطمح المدرب الفرنسي هيرفي رينارد إلى استغلال هذه البطولة المقامة على الأراضي القطرية كأفضل بروفة تحضيرية قبل الاستحقاق العالمي الكبير في المونديال القادم، بالإضافة إلى السعي الجاد للمنافسة على اللقب العربي الذي يمثل مطلبًا جماهيريًا ملحًا لتعزيز خزائن الكرة السعودية.
جدول ومواعيد مباريات المنتخب السعودي في كأس العرب
تتجه الأنظار صوب الملاعب المونديالية في قطر مطلع ديسمبر المقبل لمتابعة انطلاقة الأخضر، حيث تأكد انضمام كل من منتخب عمان ومنتخب جزر القمر إلى المجموعة بعد تجاوزهما عقبتي الصومال واليمن بركلات الترجيح على التوالي؛ ليصبح الجدول النهائي للمواجهات حافلًا بالإثارة والندية، إذ يستهل الأخضر مشواره بمواجهة خليجية خالصة، قبل أن يلتقي بالوافد الجديد، ويختتم الدور الأول بقمة كروية منتظرة ضد أسود الأطلس، ويمكن استعراض تفاصيل المباريات والملاعب التي ستحتضن هذا الكرنفال الكروي كما هو موضح في الجدول أدناه الذي يبين التواريخ والملاعب المحددة لكل مواجهة بدقة:
| المباراة | التاريخ | الملعب |
|---|---|---|
| السعودية ضد عمان | 2 ديسمبر | استاد المدينة التعليمية (الريان) |
| السعودية ضد جزر القمر | المباراة الثانية | استاد آل البيت (الخور) |
| السعودية ضد المغرب | 8 ديسمبر | استاد لوسيل |
وتكتسب هذه المواعيد أهمية قصوى للجهاز الفني الذي يعول على تدرج مستوى المنافسة داخل المجموعة، حيث يبدأ المنتخب السعودي في كأس العرب بمواجهة يعرف خباياها جيدًا، ثم ينتقل لاختبار مجهول نسبيًا، قبل الاصطدام بأقوى المرشحين في الختام؛ مما يتطلب توزيع الجهد البدني والذهني للاعبين بذكاء لضمان حصد النقاط اللازمة للتأهل إلى الأدوار الإقصائية وتجنب أي مفاجآت قد تعكر صفو التحضيرات للمستقبل القريب.
تاريخ مواجهات المنتخب السعودي في كأس العرب وخصومه
يمتلك الأخضر أرشيفًا حافلًا من المواجهات ضد منافسيه في المجموعة باستثناء منتخب جزر القمر الذي سيواجه الصقور الخضر للمرة الأولى تاريخيًا، ورغم الباع الطويل للسعودية أمام المنتخبات الأفريقية العريقة مثل مصر والجزائر وتونس، إلا أن هذه المباراة ستحمل طابع الاكتشاف الأول، بينما يختلف الحال تمامًا مع الشقيق العماني الذي تحولت مبارياته مؤخرًا إلى عقدة تحتاج للحل، لا سيما بعد الخسارة الأخيرة في نصف نهائي “خليجي 26” بهدفين لهدف؛ مما يجعل لقاء الافتتاح فرصة سانحة لرد الاعتبار وتصحيح المسار أمام المنافس الخليجي العنيد.
وتشير لغة الأرقام إلى تفوق تاريخي عام للأخضر في مجمل اللقاءات الخمسة عشر التي جمعته بنظيره العماني، حيث حقق المنتخب السعودي انتصارات عريضة أبرزها الفوز الساحق بنتيجة ستة أهداف دون رد في تصفيات البطولة عام 1984، وهي النتيجة الأكبر في تاريخ لقاءات المنتخبين، ولكن السنوات الأخيرة شهدت ندية واضحة وتطورًا ملموسًا في أداء الأحمر العماني الذي نجح في خطف لقب خليجي 2009 من أمام السعودية بركلات الترجيح؛ ويمكن تلخيص تاريخ المواجهات المباشرة بين الطرفين في النقاط التالية:
- فوز المنتخب السعودي: 9 مباريات
- فوز منتخب عمان: 4 مباريات
- التعادل بين المنتخبين: مباراتان
أما على صعيد المواجهة الثالثة ضد المغرب، فإن الكفة تبدو متوازنة تاريخيًا بين المنتخبين الكبيرين، حيث يحفظ التاريخ للأخضر ذكرى رائعة في مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية عندما قاد سعيد العويران ورفاقه السعودية للفوز بهدفين لهدف في أول ظهور عالمي، بينما تمكن أسود الأطلس من حسم المواجهة الأخيرة لصالحهم بهدف نظيف في النسخة الماضية من البطولة العربية؛ مما يضفي على اللقاء المرتقب في استاد لوسيل طابع الثأر الكروي والرغبة في فك الاشتباك التاريخي بين القوتين العربيتين.
سجل إنجازات المنتخب السعودي في كأس العرب عبر السنين
يحتفظ المنتخب السعودي بمكانة مرموقة في سجلات البطولة العربية، حيث يُعد أحد فرسان الرهان الدائمين رغم غيابه عن النسخ الثلاث الأولى، فقد شارك في سبع مناسبات سابقة نجح خلالها في كتابة اسمه بحروف من ذهب، متوجًا بلقبين غاليين في نسختي 1998 و2002 بفضل جيل ذهبي جمع بين المهارة الفنية والشخصية القيادية، وهو الإنجاز الذي وضعه في وصافة أكثر المنتخبات تحقيقًا لللقب، كما نافس بقوة في نسخ أخرى محققًا المركز الثالث عام 1985 والمركز الرابع في نسخة 2012؛ ليثبت علو كعبه واستمرارية حضوره في المربع الذهبي.
ويدخل المنتخب السعودي في كأس العرب هذه المرة بطموحات متجددة تحت قيادة هيرفي رينارد الذي يبحث عن تدوين اسمه في سجل الشرف للبطولة، وتعويض الإخفاقات السابقة التي لازمته في البطولات المجمعة مع الأخضر، حيث توقفت رحلته عند نصف نهائي كأس الخليج وربع نهائي الكأس الذهبية “الكونكاكاف”، ولذلك تمثل النسخة القادمة في قطر فرصة مثالية للمدرب الفرنسي لكسر هذا الحاجز النفسي وقيادة الأخضر لمنصة التتويج الثالثة في تاريخه، مستندًا إلى إرث كبير ورغبة جامحة في استعادة الزعامة العربية قبل التوجه للعالمية.
