سيارات الأجرة ذاتية القيادة تبدأ نقل الركاب في أبوظبي والحجز متاح عبر تطبيق أوبر

سيارات الأجرة ذاتية القيادة تبدأ نقل الركاب في أبوظبي والحجز متاح عبر تطبيق أوبر

سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي باتت اليوم واقعًا ملموسًا يعيشه سكان العاصمة الإماراتية وزوارها، إذ أعلنت شركة أوبر الرائدة عالميًا عن إطلاق هذه الخدمة الثورية بشكل رسمي لتؤكد مكانة الإمارة كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التقني، وهذه الخطوة تجعل من أبوظبي السوق الرابع على مستوى العالم الذي يشهد تشغيل هذه المركبات المتطورة، مما يعكس حرص الجهات المعنية على تبني أحدث حلول التنقل الذكي وتوظيفها لخدمة المجتمع وبناء بنية تحتية رقمية متينة تواكب تطلعات المستقبل.

نطاق عمل وتفاصيل تشغيل سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي

يأتي هذا الإطلاق التاريخي ثمرة للتعاون الوثيق بين شركة أوبر وشركة “WeRide” الصينية التي تعد من أبرز الأسماء في عالم تكنولوجيا المركبات المستقلة، وقد بدأت الخدمة فعليًا بعد مرور عام كامل على التجارب المكثفة التي تضمنت وجود سائقي أمان لضمان أعلى معايير السلامة للركاب، وتتركز العمليات التشغيلية في مرحلتها الأولى بشكل أساسي داخل محيط جزيرة ياس التي تمتد على مساحة تقدر بنحو 31 كيلومترًا مربعًا، حيث يمكن للمستخدمين طلب الرحلات عبر التطبيق التقليدي وسيقوم النظام بمطابقة طلبات فئات “UberX” أو “Uber Comfort” تلقائيًا مع المركبات الروبوتية في المناطق المحددة للخدمة، كما حرصت الشركة على تحديد تكلفة الرحلة لتكون مقاربة لأسعار خدمة “Uber Comfort” لتشجيع شريحة واسعة من الجمهور على خوض هذه التجربة الفريدة، مع توفير دعم فني متواصل عبر الأجهزة اللوحية المثبتة داخل السيارات لضمان راحة الركاب واطمئنانهم طوال مدة التنقل.

تتوزع آليات العمل الحالية للخدمة وفق مستويات محددة تعتمد على المنطقة الجغرافية وطبيعة الطريق لضمان التدرج الآمن في التطبيق، ويمكن تلخيص مراحل التشغيل المتاحة حاليًا في النقاط التالية:

  • المستوى الأول (القيادة المستقلة كليًا): يتم تفعيل هذا النمط حاليًا بشكل حصري ضمن حدود جزيرة ياس، حيث تتنقل المركبة دون أي تدخل بشري مباشر أو وجود سائق خلف المقود.
  • المستوى الثاني (وجود سائق للسلامة): يشمل هذا النمط الرحلات التي تمر عبر الطرق السريعة أو تلك المنطلقة من مطار أبوظبي الدولي والمناطق التي تربط الجزر الأخرى، حيث يغطي هذا النطاق مساحة أوسع تصل إلى 78 كيلومترًا مربعًا لضمان المراقبة البشرية في المسارات المعقدة.

التوسع الإستراتيجي لخدمة سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي

يمثل نجاح تشغيل سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي نقطة تحول جوهرية في المسار الإستراتيجي لشركة أوبر التي تسعى لإعادة تشكيل مفهوم التنقل عالميًا، فعلى الرغم من بيعها لقسم القيادة الذاتية الخاص بها في عام 2020، إلا أنها عادت بقوة عبر بناء منظومة شراكات ذكية تجعل من منصتها واجهة عالمية تجمع بين النقل التقليدي والمستقبلي، وقد تجلى ذلك في توقيعها لأكثر من 20 شراكة إستراتيجية وضخ استثمارات ضخمة بمئات الملايين في شركات تطوير التكنولوجيا وعلى رأسها “WeRide”، وتطمح الشركتان إلى توسيع رقعة الخدمة لتشمل مناطق جديدة داخل العاصمة الإماراتية، مع وجود خطط طموحة لنقل التجربة قريبًا إلى مدينة دبي، وهو ما يعزز من تكامل شبكة النقل الذكي في دولة الإمارات ويدعم رؤيتها نحو التحول الرقمي الشامل في قطاع المواصلات.

لا يقتصر طموح نشر خدمة سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي على النطاق المحلي فحسب، بل هو جزء من اتفاقية دولية واسعة تم توقيعها في شهر مايو الماضي وتهدف إلى نشر هذه التقنية في 15 مدينة جديدة حول العالم خارج الولايات المتحدة والصين خلال السنوات القليلة القادمة، وتظهر البيانات التالية ملامح التواجد الحالي والمستقبلي لخدمات أوبر الذكية في المنطقة والعالم:

المنطقة / المدينة حالة الخدمة ونوع الشراكة
أبوظبي (الإمارات) تشغيل تجاري رسمي (ذاتي كليًا ومع سائق أمان) بالتعاون مع WeRide
الرياض (السعودية) إطلاق خدمات تجريبية أولية مع سائقي سلامة تمهيدًا لطرح الروبوتاكسي
الولايات المتحدة (مدن متعددة) تشغيل رحلات ذاتية القيادة بالتعاون مع شركة “Waymo” التابعة لألفابت

الآثار الاقتصادية المترتبة على تبني سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي

تتجاوز أهمية طرح سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي البعد التكنولوجي البحت لتحدث تأثيرًا عميقًا في الهيكل الاقتصادي للإمارة، حيث يساهم هذا التحول في إعادة رسم خريطة التكاليف التشغيلية لقطاع النقل وفتح آفاق استثمارية غير مسبوقة أمام الشركات العالمية، ويُعد نجاح هذه التجربة برهانًا قويًا على نضوج البيئة التنظيمية والتشريعية في أبوظبي وقدرتها العالية على استيعاب التقنيات المتقدمة وتوفير بيئة خصبة للابتكار، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحراك إلى جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لتأسيس مراكز للأبحاث والتطوير والاختبار داخل الدولة، مستفيدين من الدعم الحكومي الكبير والبنية التحتية الرقمية المتطورة التي تسهل عمليات التشغيل التجاري للابتكارات في مراحلها المبكرة قبل تعميمها.

يساهم التوسع المستمر في استخدام سيارات الأجرة الذاتية القيادة في أبوظبي في خلق منظومة اقتصادية معرفية جديدة تعتمد على الكفاءات البشرية المتخصصة، إذ يمهد هذا التوجه الطريق لظهور فرص وظيفية نوعية تتطلب مهارات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات وتقنيات الأمن والسلامة الرقمية للمركبات، وهو ما يدعم جهود الإمارة في التنويع الاقتصادي والتحول التدريجي نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار كركائز أساسية للنمو المستقبلي، ليجعل من العاصمة نموذجًا يحتذى به عالميًا في دمج التكنولوجيا المتقدمة ضمن نسيج الحياة اليومية والاقتصادية.