مارسيل كولر يعترف: فكرت جديًا في سحب فريق الأهلي أثناء مواجهة الجيش الملكي

مارسيل كولر يعترف: فكرت جديًا في سحب فريق الأهلي أثناء مواجهة الجيش الملكي
مدرب الأهلي المصري: فكرت في الانسحاب من مباراة الجيش الملكي

شهدت مواجهة الأهلي والجيش الملكي التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا أحداثاً درامية وتصريحات نارية من المدير الفني للفريق المصري، فقد عبر الدنماركي ييس توروب عن مشاعر متباينة جمعت بين الاستياء من القرارات التحكيمية والإشادة بكرم الضيافة المغربية، مؤكداً أن المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله كانت اختباراً صعباً للغاية وهو الأمر الذي كان يتوقعه جهازه الفني قبل السفر إلى الرباط لخوض هذا اللقاء المصيري.

جدل التحكيم وغياب العدالة التقنية في مواجهة الأهلي والجيش الملكي

استحوذ الجانب التحكيمي على جزء كبير من حديث المدرب الدنماركي عقب انتهاء اللقاء، حيث أبدى انزعاجه الشديد مما وصفه بالأخطاء المؤثرة التي غيرت مسار النتيجة، مشيراً بشكل صريح إلى ركلة الجزاء التي احتسبت ضد فريقه، إذ يرى توروب أنها لم تكن صحيحة من الأساس، وما زاد الطين بلة بالنسبة له هو دخول لاعبي الخصم إلى منطقة الجزاء قبل التنفيذ الفعلي للركلة، وهو ما يعد مخالفة قانونية واضحة تغاضى عنها طاقم التحكيم في لحظة حاسمة تسببت في تأخر فريقه بهدف مبكر؛ مما وضع ضغوطاً هائلة على اللاعبين للعودة في النتيجة خلال مواجهة الأهلي والجيش الملكي الصعبة.

ولم يتوقف النقد عند قرارات حكم الساحة فحسب، بل امتد ليشمل المنظومة التنظيمية للبطولة القارية بشكل عام، فقد وصف المدير الفني للأهلي غياب تقنية الفيديو “VAR” عن مباريات دور المجموعات بالأمر الكارثي الذي لا يليق ببطولة بحجم دوري أبطال أفريقيا، موضحاً أن الأخطاء البشرية واردة في كرة القدم، ولكن غياب التقنية المساعدة في ظل استثمارات الأندية الضخمة والجهد الكبير المبذول قد يؤدي إلى ضياع حقوق الفرق بسبب صافرة خاطئة أو تقدير غير دقيق لموقف لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة؛ وهو ما يهدد نزاهة المنافسة وتكافؤ الفرص بين جميع الأندية المشاركة في هذا المحفل القاري الكبير.

عنصر الانتقاد تفاصيل تصريح المدرب
ركلة الجزاء اعتبرها غير صحيحة مع وجود مخالفة دخول اللاعبين للمنطقة مبكراً
تقنية الفيديو وصف غياب الـ VAR في دور المجموعات بالأمر الكارثي والمكلف للأندية

ازدواجية المشهد الجماهيري وكواليس مواجهة الأهلي والجيش الملكي

انتقل الحديث في المؤتمر الصحفي إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدرجات، حيث كشف توروب عن لحظات من التردد عاشها على الخطوط، متسائلاً عما إذا كان يجب عليه سحب لاعبيه من الملعب حفاظاً على سلامتهم أم استكمال اللعب، وذلك بعد تعرض عناصر الفريق للقذف بالزجاجات وأجسام صلبة من قبل بعض الجماهير الغاضبة، مؤكداً أن هذه التصرفات كادت أن تفسد العرس الكروي وتخرج مواجهة الأهلي والجيش الملكي عن إطارها الرياضي التنافسي الشريف؛ مما تسبب في حالة من التوتر غير الضروري داخل المستطيل الأخضر أثرت بشكل أو بآخر على تركيز اللاعبين في بعض فترات اللقاء.

ورغم استيائه من سلوك القلة، حرص المدرب الدنماركي على إنصاف الجانب المضيء من التجربة المغربية، مشدداً على أن تلك التصرفات الفردية لا تعكس طبيعة الشعب المغربي المضياف، فقد أشاد بحفاوة الاستقبال وجودة الإقامة، كما أبدى إعجابه الشديد بأرضية الملعب والأجواء الحماسية التي تصنعها الجماهير المغربية والتي تمنح كرة القدم متعة خاصة، مؤكداً أن السلبية الوحيدة في الرحلة كانت مشهد إلقاء الزجاجات، بينما كان كل شيء آخر مثالياً ويعكس تطور البنية التحتية والرياضية في المغرب؛ وهو ما جعل بعثة الأهلي تشعر بالارتياح خارج أوقات المباراة العصيبة.

وفي سياق تلخيصه للمشهد العام والأجواء المحيطة بالمباراة، يمكن رصد أبرز النقاط التي ركز عليها المدرب في تصريحاته بشأن التنظيم والجماهير على النحو التالي:

  • روعة الأجواء الجماهيرية العامة التي تحفز على تقديم كرة قدم ممتعة
  • الرفض القاطع لسلوكيات الاعتداء على اللاعبين وإلقاء المقذوفات
  • الإشادة الكبيرة بجودة الملعب وظروف الإقامة الممتازة في المغرب
  • التأكيد على كرم ضيافة الشعب المغربي رغم التوتر داخل الملعب

التقييم الفني وصعوبة المجموعة عقب مواجهة الأهلي والجيش الملكي

على الصعيد الفني البحت، أظهر توروب رضاه النسبي عن ردة فعل لاعبيه خاصة في الشوط الثاني من اللقاء، حيث نجح الفريق في تدارك التأخر والعودة لتسجيل هدف التعادل، بل وكان قريباً من خطف نقاط الفوز في اللحظات الأخيرة، مؤكداً أن الخروج بنقطة من ملعب صعب وأمام خصم عنيد يعد أمراً إيجابياً في مشوار دور المجموعات الطويل، خاصة وأن التركيز الأساسي للجهاز الفني ينصب دائماً على تطوير الأداء الجماعي وتصحيح الأخطاء، معتبراً أن مواجهة الأهلي والجيش الملكي قدمت دروساً فنية مهمة ستفيد الفريق في قادم المواعيد والمباريات الحاسمة.

واختتم المدير الفني حديثه بتحليل واقعي لقوة المنافس وصعوبة المجموعة الحالية، واصفاً إياها بأنها واحدة من أصعب المجموعات التي وقع فيها الأهلي منذ سنوات طويلة، حيث أثبت فريق الجيش الملكي أنه خصم لا يستهان به ويمتلك قدرات هجومية مميزة مكنته من صناعة فرص عديدة وتهديد مرمى الأهلي بمساندة جماهيره العريضة، مشدداً على أن أي فريق سيزور هذا الملعب سيعاني بشدة للخروج بنتيجة إيجابية، وهو ما يؤكد قيمة النقطة التي عاد بها المارد الأحمر من الرباط في ظل هذه الظروف المعقدة والتنافسية الشديدة.

أكد توروب في نهاية حديثه سعادته بزيارة المغرب للمرة الأولى رغم صعوبة الأحداث، مشيراً إلى أن مواجهة الأهلي والجيش الملكي ستظل عالقة في الأذهان كواحدة من أقوى الاختبارات القارية.