بياستري يتجاوز اللحظة الخطيرة وينتزع صدارة انطلاقة سباق السبرينت

تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى انطلقت وسط أجواء مفعمة بالحماس والترقب على حلبة لوسيل الدولية، حيث شهدت مفاجآت مدوية وتغيرات دراماتيكية في موازين القوى بين الفرق المتنافسة؛ إذ تمكن السائق الشاب أوسكار بياستري من خطف مركز الانطلاق الأول ببراعة فائقة، متفوقًا على منافسيه في مكلارين ومرسيدس، ليضع فريقه في مقدمة المشهد قبل السباق القصير المرتقب، بينما اكتفى زميله لاندو نوريس بالمركز الثالث في جولة قد تكون حاسمة لمسيرته نحو اللقب العالمي الأول.

تفاصيل انطلاقة بياستري ونوريس في تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى

أظهرت مجريات الحصة التأهيلية سيطرة واضحة لفريق مكلارين رغم بعض الهفوات البسيطة؛ فقد قدم أوسكار بياستري أداءً استثنائيًا جعله الأسرع في كافة لفاته السريعة تقريبًا، ليحجز مكانه في مقدمة شبكة الانطلاق ليوم السبت، وقد عبر بياستري عن رضاه التام عن أداء السيارة التي وصفها بالممتازة طوال اليوم؛ مشيرًا إلى أن العمل الشاق الذي قام به الفريق أتى ثماره في هذه الجولة الحاسمة، ورغم تألقه اللافت؛ إلا أن بياستري واجه لحظة عصيبة وخطيرة عند المنعطف الرابع، حيث تعرض لانزلاق مفاجئ كلفه وقتًا ثمينًا وكاد أن يطيح بآماله في الصدارة لولا تداركه الموقف بمهارة عالية، وفي المقابل؛ كان لاندو نوريس يسير بخطى ثابتة نحو المنافسة على المركز الأول، إلا أن خطأً تقديريًا في المنعطف الأخير من الحلبة حرمه من فرصة اعتلاء القمة، ليكتفى بالمركز الثالث خلف جورج راسل سائق مرسيدس الذي انتزع المركز الثاني ببراعة، مما يجعل سباق السبرينت المقبل ساحة معركة حقيقية بين الثلاثي المتصدر.

وفي سياق المنافسة الشرسة خلال تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى؛ يبرز الجدول التالي ترتيب المنطلقين الأوائل والفرق التي يمثلونها، موضحًا الفوارق الدقيقة التي حكمت هذه الجولة المثيرة:

معاناة فيرستابن والمفاجآت في تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى

لم تكن الأمور وردية بالنسبة لبطل العالم ماكس فيرستابن الذي واجه صعوبات جمة خلال حصة التصفيات؛ إذ اشتكى السائق الهولندي بمرارة عبر الراديو من ارتداد شديد في السيارة وانزلاق مستمر حال دون قدرته على مجاراة سرعة سيارات مكلارين ومرسيدس، وقد تفاقمت معاناة فيرستابن بعد خروجه عن المسار واصطدامه بالحصى، مما يرجح احتمالية تضرر أرضية سيارته وتأثير ذلك على أدائه العام؛ ليتراجع إلى المركز السادس في ترتيب الانطلاق، والمفاجأة الأكبر كانت تفوق زميله في المعسكر التابع لريد بُل، يوكي تسونودا، عليه بفارق ضئيل جداً بلغ 0.009 ثانية فقط، مما يعكس حجم المشاكل التقنية التي واجهها بطل العالم في التعامل مع ظروف الحلبة القطرية، وعلى الجانب الآخر؛ شهدت تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى تألقًا لافتًا للمخضرم فرناندو ألونسو الذي فجر واحدة من أبرز مفاجآت اليوم بانتزاعه المركز الرابع لصالح فريق أستون مارتن، متفوقًا على سيارات بدت أسرع نظريًا، فيما حل السائق الشاب كيمي أنتونيللي في المركز السابع، وتوزع كارلوس ساينز وأليكس ألبون على جانبي شارل لوكلير في مراكز الانطلاق، أما بطل العالم السابق لويس هاميلتون فقد بدت عليه علامات الإحباط عند سؤاله عن صعوبة القيادة، مكتفيًا بإجابة مقتضبة تشير إلى استمرار المعاناة بقوله “كما هي دائمًا”، في إشارة واضحة لعدم رضاه عن استجابة السيارة.

حسابات اللقب المعقدة بعد تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى

تتجه الأنظار الآن إلى الحسابات الرقمية المعقدة التي تحيط بفرص لاندو نوريس في حسم لقب البطولة؛ فعلى الرغم من أدائه القوي، إلا أن نوريس لا يملك فرصة لحسم اللقب بشكل نهائي فور انتهاء سباق السبرينت يوم السبت، حتى لو حقق الفوز فيه، فالنظام النقطي المعتمد يتطلب سيناريوهات محددة لضمان التتويج، ومع ذلك؛ فإن نتائج السبرينت ستلعب دورًا محوريًا في التمهيد لسباق الجائزة الكبرى الرئيسي يوم الأحد، حيث يحتاج نوريس إلى توسيع الفارق النقطي مع منافسيه المباشرين، وهما زميله أوسكار بياستري ومنافسه الشرس ماكس فيرستابن، بفارق نقطتين إضافيتين على الأقل ليضمن اللقب الغالي، وتجدر الإشارة إلى أن النقاط في السباق القصير توزع وفق نظام دقيق يمنح الأفضلية للمراكز الأولى فقط، مما يزيد من حدة التنافس على كل مركز، وفيما يلي تفصيل لنظام النقاط المعتمد في هذا النوع من السباقات:

• يحصل الفائز بالمركز الأول على 8 نقاط كاملة تضاف لرصيده في البطولة
• ينال صاحب المركز الثاني 7 نقاط، وتتناقص الحصيلة تدريجيًا
• تستمر النقاط في الانخفاض بمعدل نقطة واحدة لكل مركز تالٍ
• يتوقف توزيع النقاط عند صاحب المركز الثامن الذي يحصل على نقطة وحيدة

عطلة نهاية الأسبوع في الدوحة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والترقب، حيث يسعى كل سائق لاستغلال مخرجات تصفيات سباق السبرينت لجائزة قطر الكبرى لتحسين موقعه في البطولة؛ فبينما يطمح بياستري لتأكيد جدارته بالانطلاق أولاً وتحويل هذا التفوق إلى فوز صريح، يقاتل نوريس من أجل كل نقطة تقربه من الحلم العالمي، في حين يسعى فيرستابن وراسل وألونسو لقلب الطاولة واستغلال أي هفوة قد يرتكبها سائقو المقدمة في المنعطفات السريعة لحلبة لوسيل.