تتصاعد حدة التوترات السياسية والقانونية في المملكة المتحدة بشأن أزمة فريق تطوير GTA 6 بشكل ملحوظ، حيث تواجه شركة روكستار موجة عاتية من الانتقادات اللاذعة من قبل شخصيات سياسية بريطانية بارزة على خلفية الجدل الواسع الذي أثاره قرار الشركة بفصل أكثر من ثلاثين موظفاً من طاقم العمل خلال شهر أكتوبر الماضي؛ وقد بررت إدارة الشركة هذه الإقالات الجماعية بأنها ناتجة عن سوء سلوك جسيم من قبل الموظفين، في حين رفضت نقابة العمال هذه التبريرات جملة وتفصيلاً واعتبرت ما حدث نوعاً من القمع الممنهج للعمال، مما حول قضية فريق تطوير GTA 6 إلى ساحة صراع مفتوحة بين حقوق المطورين وسلطة الشركات الكبرى.
تداعيات التحرك السياسي لدعم فريق تطوير GTA 6 في إدنبرة
تكشف التقارير الميدانية تفاصيل دقيقة حول التدخل الحكومي المباشر في هذه القضية الشائكة، فوفقاً لما نشرته شبكة STV الإخبارية فقد قاد عضو مجلس مدينة إدنبرة دان هيب تحركاً رسمياً لمساءلة الشركة؛ حيث تقدم هيب الذي ينتمي لحزب الخضر الاسكتلندي بمذكرة عاجلة تهدف لدفع المجلس المحلي لمناقشة أبعاد القضية واتخاذ خطوات فعلية لدعم المتضررين من قرارات الفصل التعسفي، ومن المقرر أن يتم عرض هذه المذكرة الحاسمة على لجنة العمل العادل خلال اجتماعات الأسبوع المقبل لمناقشة سبل حماية العاملين في فريق تطوير GTA 6 وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
يسعى هذا التحرك السياسي إلى تصعيد الضغوط على إدارة روكستار من خلال القنوات الرسمية، حيث سيُطلب من المجلس توجيه خطاب رسمي شديد اللهجة إلى الشركة يطالب فيه بإعادة الموظفين المفصولين إلى أعمالهم فوراً؛ وتوضح البيانات التالية أبرز ملامح التحرك السياسي الذي يقوده دان هيب ضد سياسات الشركة تجاه المطورين:
| المحرك الرئيسي للقضية | الانتماء الحزبي | الجهة المستهدفة | المطلب الأساسي |
|---|---|---|---|
| دان هيب (عضو مجلس المدينة) | حزب الخضر الاسكتلندي | شركة روكستار (Rockstar) | إعادة الموظفين المفصولين فوراً |
تشير التقارير الواردة إلى أن المذكرة لا تكتفي بالمطالبة بالإعادة للعمل بل تتطرق إلى ضرورة إلزام الشركة بتقديم دعم مالي للمطورين المتضررين خلال فترة توقفهم، إضافة إلى إرشادهم قانونياً حول حقوقهم الاجتماعية الكاملة؛ وتعد هذه الخطوة بمثابة ورقة ضغط قوية قد تزيد من الأعباء الرسمية على الشركة التي تحاول الحفاظ على صورتها أمام الجمهور والمستثمرين، خاصة وأن هذه التحركات جاءت كاستجابة مباشرة لموجة الغضب التي اجتاحت الأوساط التقنية والعمالية والتي يخشى أن تؤثر سلباً على معنويات باقي أعضاء فريق تطوير GTA 6 المستمرين في العمل.
احتجاجات العمال ومطالب إنصاف فريق تطوير GTA 6 المفصولين
لم تتوقف ردود الفعل عند البيانات السياسية بل انتقلت إلى الشارع عبر حراك ميداني منظم، حيث جاءت هذه التدخلات السياسية عقب موجة احتجاجات غاضبة نظمها موظفون سابقون في روكستار بمشاركة واسعة من ناشطين وعاملين آخرين في قطاع صناعة الألعاب؛ وقد انطلقت مسيرة حاشدة من أمام المقر الرئيسي للشركة في “روكستار نورث” وصولاً إلى مبنى البرلمان الاسكتلندي لإيصال صوتهم لصناع القرار، مطالبين بوضع حد لما أسموه تجاوزات الإدارة بحق المواهب التي ساهمت في نجاحات الشركة، وهو ما يسلط الضوء على حجم الاحتقان الذي يعيشه فريق تطوير GTA 6 والبيئة المحيطة به.
تتمحور مطالب المحتجين والداعمين السياسيين حول نقاط محددة تهدف إلى حماية المستقبل المهني للمطورين، حيث يسعى الحراك الحالي إلى تثبيت مجموعة من الحقوق الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها لضمان بيئة عمل عادلة داخل استوديوهات التطوير الكبرى؛ ويمكن تلخيص أبرز الخطوات والمطالب التي يتم الضغط لتحقيقها في النقاط التالية:
- إلزام الشركة بإعادة جميع الموظفين الذين تم فصلهم تعسفياً إلى وظائفهم السابقة دون قيد أو شرط.
- تقديم تعويضات مالية ودعم اقتصادي للمطورين لتغطية الأضرار الناجمة عن فترة الفصل.
- توفير استشارات قانونية مجانية للموظفين لتعريفهم بحقوقهم الاجتماعية والعمالية في مواجهة الشركات.
- دفع المجلس المحلي لتوجيه خطابات لوم ومساءلة رسمية لإدارة روكستار حول سياسات التوظيف.
يبدو أن القضية أخذت منحنى تصاعدياً لا يمكن تجاهله خاصة وأنها لم تعد مجرد خلاف داخلي بل تحولت لقضية رأي عام، فالقضية لا تبدو في طريقها إلى مكان هادئ خصوصاً بعد أن تقدم عضو البرلمان الاسكتلندي كريس لو عن حزب SNP بمذكرة أخرى تدعم موظفي روكستار الأسبوع الماضي؛ وجاء هذا التحرك ليعزز الموقف العمالي بعد طرح الموضوع للنقاش الساخن في البرلمان من قبل نائب آخر خلال الأسابيع الأخيرة، مما يؤكد وجود إجماع سياسي متزايد على ضرورة التدخل لحماية حقوق العاملين في فريق تطوير GTA 6 والقطاع التقني ككل.
مستقبل العمل على اللعبة في ظل أزمة فريق تطوير GTA 6
تؤكد التحليلات الاقتصادية والسياسية أن هذا التفاعل المتصاعد داخل أروقة الحكومة البريطانية قد يقود إلى تداعيات كبيرة وخطيرة على الشركة إذا استمرت الضغوط بنفس الوتيرة الحالية، فدخول البرلمان ومجالس المدن على خط الأزمة يعني احتمالية فرض تشريعات أو غرامات أو حتى تشويه لسمعة الشركة في وقت حساس للغاية؛ وهو شيء ليس جيداً على الإطلاق خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تنصب فيها كل الجهود على العمل لإنهاء تطوير الجزء الجديد من اللعبة، حيث يحتاج فريق تطوير GTA 6 إلى أعلى درجات التركيز والاستقرار الوظيفي لإنجاز المشروع الضخم المنتظر عالمياً.
يتطلب الوضع الراهن من إدارة روكستار التعامل بحكمة وسرعة لاحتواء الموقف قبل تفاقمه وتحوله إلى أزمة وجودية تؤثر على سير العمل، فاستمرار الاحتجاجات والضغوط السياسية قد يؤدي إلى زعزعة ثقة المستثمرين والجمهور على حد سواء؛ وتظل الأنظار معلقة بما ستسفر عنه اجتماعات لجنة العمل العادل القادمة وهل ستنجح الوساطات في إعادة المياه لمجاريها، أم أن الشركة ستواجه عقبات جديدة قد تؤخر إطلاق اللعبة وتزيد من معاناة فريق تطوير GTA 6 الذي يقع في قلب العاصفة.
