الأهلي ينهي الشكوك ويحسم بقاء ميريح ديميرال لقطع الطريق على العروض الأوروبية

تتصدر أنباء تجديد عقد ميريح ديميرال المشهد الرياضي داخل قلعة الكؤوس في الوقت الحالي؛ إذ باتت إدارة النادي الأهلي السعودي قاب قوسين أو أدنى من الإعلان الرسمي عن استمرار المدافع التركي الصلب لسنوات إضافية بقميص “الراقي”، وتأتي هذه التحركات السريعة من قبل مسيري النادي الغربي لقطع الطريق تمامًا أمام الأندية الأوروبية التي كانت تترقب وضع اللاعب مع اقتراب دخوله الفترة الحرة في يناير المقبل، وهو ما يعكس رغبة متبادلة بين الطرفين لمواصلة النجاحات معًا.

تفاصيل اتفاق تجديد عقد ميريح ديميرال مع الأهلي

نجحت إدارة النادي الأهلي في وضع النقاط على الحروف فيما يخص ملف بقاء صخرة الدفاع التركية؛ حيث ذكرت مصادر إعلامية موثوقة، منها قناة “الإخبارية” عبر صحيفة “اليوم”، أن الاتفاق قد تم بالفعل بين النادي واللاعب على كافة البنود المالية والمدة الزمنية للعقد الجديد، ويأتي هذا التحرك الذكي لتأمين استقرار الخط الخلفي للفريق الذي يعتبر ديميرال أحد أهم أعمدته الرئيسية، خاصة وأن عقده الحالي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، مما كان يتيح له التوقيع لأي نادٍ آخر مجانًا خلال فترة الانتقالات الشتوية، وهو السيناريو الذي عملت الإدارة الأهلاوية بجدية لتجنبه من خلال تسريع وتيرة المفاوضات وإقناع اللاعب بمشروع النادي المستقبلي؛ لضمان التركيز الكامل في المنافسات المحلية والقارية.

يعتبر قرار تجديد عقد ميريح ديميرال خطوة استراتيجية هامة للحفاظ على القوام الأساسي للفريق، ولتوضيح أهمية اللاعب وقيمته السوقية الحالية مقارنة بوضع تعاقده، نستعرض أبرز البيانات الخاصة به في الجدول التالي:

عاش جمهور الأهلي حالة من الترقب والقلق خلال الأسابيع الماضية قبل تسريب أنباء تجديد عقد ميريح ديميرال؛ وذلك بسبب الأهمية القصوى التي يمثلها اللاعب في تشكيلة المدرب ماتياس يايسله، فاللاعب لم يكن مجرد مدافع عادي، بل تحول إلى قائد حقيقي في المنطقة الخلفية، وقد ساهم هذا الاستقرار الإداري المرتقب في بث الطمأنينة في نفوس المشجعين الذين يرون في المدافع التركي عنصرًا لا يمكن تعويضه بسهولة في سوق الانتقالات، لا سيما مع صعوبة استقطاب مدافعين بنفس الجودة والشراسة والخبرة الدولية في منتصف الموسم.

العروض التركية التي هددت تجديد عقد ميريح ديميرال

واجهت إدارة الأهلي ضغوطًا كبيرة قبل حسم ملف تجديد عقد ميريح ديميرال؛ إذ كانت الصحف التركية، وعلى رأسها صحيفة “fanatik”، تروج بقوة لاحتمالية عودة اللاعب إلى مسقط رأسه عبر بوابة نادي فنربخشة، وقد استندت هذه التقارير إلى كون ديميرال أحد خريجي أكاديمية النادي التركي العريق ولم يحظَ بفرصة تمثيل الفريق الأول سابقًا، مما جعل فكرة العودة تدغدغ مشاعر اللاعب، وقد أكدت التقارير أن إدارة فنربخشة برئاسة سعد الدين ساران كانت تخطط بجدية لاستغلال وضع عقده الحالي لضمه، سواء في الشتاء بمبلغ منخفض أو في الصيف بصفقة انتقال حر، لترميم دفاعات فريقهم الذي يسعى للمنافسة على الألقاب المحلية.

تشير الكواليس التي سبقت التوصل لاتفاق تجديد عقد ميريح ديميرال إلى أن النادي التركي كان مستعدًا للتضحية ببعض نجومه لتوفير السيولة المالية اللازمة للصفقة؛ حيث ذكر الصحفي “إكرم كونور” أن فنربخشة كان يدرس بيع لاعبين مثل دييجو كارلوس أو ألكسندر دجيكو لتمويل عودة الابن الضال، ورغم هذه المغريات العاطفية والجدية من الجانب التركي، إلا أن الموقف الصلب لإدارة الأهلي وتمسكها باللاعب، بالإضافة إلى رغبة ديميرال في استكمال مشروعه في دوري روشن، كانا العاملين الحاسمين في توجيه البوصلة نحو البقاء في جدة، ليغلق بذلك الباب تمامًا أمام كافة التكهنات التي أحاطت بمستقبله طوال الأشهر الماضية.

أرقام فنية دعمت قرار تجديد عقد ميريح ديميرال

لم يأتِ قرار تجديد عقد ميريح ديميرال من فراغ، بل كان نتاجًا لأداء فني مذهل قدمه اللاعب منذ قدومه من أتالانتا الإيطالي؛ حيث شارك المدافع الدولي في أكثر من 81 مباراة رسمية بمختلف البطولات، مقدمًا مستويات ثابتة وقوية جعلت منه الرقم الصعب في دفاعات الراقي، ولم يكتفِ ديميرال بالأدوار الدفاعية فحسب، بل ساهم هجوميًا بتسجيل 3 أهداف وصناعة 4 أخرى، مستغلًا طوله الفارع وقدرته المميزة في الارتقاء للكرات الرأسية أثناء الضربات الثابتة، وهو ما أضاف حلولًا تكتيكية هامة للفريق في المباريات المعقدة التي تتطلب حلولًا غير تقليدية لفك شفرات الخصوم.

بنى الجهاز الفني قناعته الكاملة بضرورة تجديد عقد ميريح ديميرال بناءً على عدة خصائص فنية ونفسية يتمتع بها اللاعب، والتي جعلت منه شريكًا مثاليًا للبرازيلي روجير إيبانيز في قلب الدفاع، ويمكن تلخيص أبرز هذه المزايا الفنية التي رجحت كفة استمراره في النقاط التالية:

• الشراسة في الالتحامات الثنائية والقدرة على افتكاك الكرة دون ارتكاب أخطاء في المناطق الخطرة
• الشخصية القيادية وتوجيه الزملاء المستمر داخل الملعب لضبط التمركز الدفاعي
• القدرة العالية على بناء الهجمات من الخلف بفضل دقة التمرير والخروج السلس بالكرة
• التفاهم الكبير والتناغم مع حارس المرمى إدوارد ميندي وبقية عناصر الخط الخلفي

ساهم المدافع التركي بشكل مباشر في تحسن المنظومة الدفاعية للأهلي مقارنة بالمواسم السابقة، وهو ما جعل تجديد عقد ميريح ديميرال مطلبًا جماهيريًا وفنيًا ملحًا؛ إذ أصبح الفريق أقل استقبالًا للأهداف وأكثر تماسكًا أمام الهجمات المرتدة السريعة والكرات العرضية التي كانت تشكل صداعًا في رأس الفريق سابقًا، وبفضل هذا الاستقرار الدفاعي، تمكن الأهلي من تحقيق نتائج إيجابية والمنافسة بقوة في دوري أبطال آسيا للنخبة، مما يؤكد أن الاستثمار في بقاء ديميرال هو استثمار في استقرار الفريق ونجاحه المستقبلي.