تتصدر أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم المشهد الكروي في إنجلترا وأوروبا بشكل لافت للنظر، حيث يعيش الفريق حالة من التخبط الواضح والارتباك في الخطوط الخلفية مما أدى إلى فقدان الهوية الصلبة التي كانت تميز الريدز في السابق، ولم يعد الأمر مجرد كبوات عابرة بل تحول إلى خلل هيكلي عميق يعصف باستقرار الفريق ويهدد طموحاته في المنافسة على الألقاب، إذ تظهر الثغرات بوضوح في كل مباراة سواء من خلال سوء التمركز أو ضعف الضغط العالي، وهو ما يجعل شباك الفريق مستباحة أمام الخصوم بشكل متكرر ومثير للقلق.
تصريحات سلوت والأرقام المقلقة حول أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم
أبدى المدير الفني آرني سلوت انزعاجه الشديد من أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم وذلك قبل المواجهة الأوروبية الأخيرة، مؤكدًا أن الفارق الجوهري بين النسخة الحالية والماضية يكمن بوضوح في عدد الأهداف الغزيرة التي يستقبلها الفريق، حيث أشار المدرب الهولندي إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالجاهزية البدنية طوال التسعين دقيقة بل تكمن في اللحظات الحاسمة التي يتوجب فيها على الفريق الدفاع بشراسة لكنه يفشل في ذلك، وقد أوضح أن السيطرة على المباريات والاستحواذ لا يعنيان شيئًا إذا لم يقترنا بالفوز في المبارزات الثنائية والالتحامات المباشرة التي خسرها اللاعبون في مواجهات مفصلية مثل مباراة مانشستر سيتي، مما يعكس غياب الروح القتالية المطلوبة.
تتجلى أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم بوضوح عند النظر إلى لغة الأرقام التي لا تكذب أبدًا، فقد استقبلت شباك الفريق 34 هدفًا في جميع المسابقات وهو رقم كارثي لم يصل إليه الفريق سابقًا إلا في مراحل متأخرة، كما أن الفريق لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه سوى في 4 مباريات فقط من أصل 20 مواجهة خاضها، وهذه الإحصائيات تعكس انهيارًا تامًا للمنظومة الدفاعية التي كانت حجر الأساس في نجاحات الموسم الأول للمدرب سلوت، حيث تحول الفريق من كتلة صلبة تمنح الأمان للمهاجمين إلى خط خلفي هش يسهل اختراقه من العمق والأطراف، خاصة بعد الهزيمة الثقيلة برباعية أمام آيندهوفن في معقل أنفيلد.
الأخطاء الفردية والتكتيكية تفاقم أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم
كشفت المباريات الأخيرة عن وجه قبيح لـ أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم يتمثل في غياب الشراسة والعدوانية في افتكاك الكرة، حيث ظهرت ثغرات فردية قاتلة كلفت الفريق غاليًا، ومن أبرز الأمثلة ما حدث عندما تم تجاوز النجم محمد صلاح بسهولة تامة من قبل لاعب آيندهوفن ماورو جونيور، مما فتح الطريق نحو منطقة الجزاء دون أي اعتراض دفاعي يذكر، وتكرر المشهد في مواجهات أخرى حيث يعاني لاعبو الوسط من البطء في الارتداد وسوء التقدير في تغطية المساحات، إضافة إلى التمركز الخاطئ للأظهرة الذي يكسر مصيدة التسلل ويمنح المهاجمين انفرادات صريحة بالمرمى، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة لأدوار اللاعبين داخل الملعب.
ساهمت العديد من العوامل التكتيكية والفردية في تعقيد أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم، ويمكن تلخيص أبرز نقاط الضعف التي ظهرت بوضوح في أداء اللاعبين ومراكزهم في النقاط التالية:
- سهولة اختراق خط الوسط الدفاعي نتيجة المنح المبالغ فيه للحرية الهجومية للاعب ريان جرافينبرخ، مما يتركه مكشوفًا ومعزولًا كلاعب ارتكاز وحيد عند فقدان الكرة وتجاوز خط الضغط الأول.
- تراجع مخيف في مستوى المدافع إبراهيم كوناتي الذي بات يرتكب أخطاء مباشرة ومتكررة، بدءًا من سوء التغطية في مباراة بورنموث وصولًا إلى التسبب في أهداف سهلة للخصوم كما حدث ضد آيندهوفن.
- غياب التنسيق في الضغط العالي بين المهاجمين ولاعبي الوسط، حيث يتقدم لاعبون مثل كود جاكبو للضغط بينما يتأخر الآخرون، مما يخلق مساحات شاسعة في المنتصف يستغلها الخصوم لشن الهجمات المرتدة.
- ضعف الثنائيات داخل منطقة الجزاء، وهو ما ظهر جليًا في خسارة أليكسيس ماك أليستر للالتحامات الحاسمة التي أدت لاستقبال أهداف مؤثرة، مما يعكس نقصًا في التركيز والقوة البدنية.
ضعف التعامل مع الكرات الثابتة في ظل أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم
لم تقتصر أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم على اللعب المفتوح فحسب، بل امتدت لتشمل الكرات الثابتة التي تحولت إلى كابوس حقيقي يؤرق الجهاز الفني بقيادة آرون بريجز، فعلى الرغم من تعيينه خصيصًا لتحسين هذا الجانب إلا أن النتائج جاءت عكسية تمامًا، حيث بات الفريق يستقبل الأهداف بغزارة من الركنيات والمخالفات الجانبية، والمثير للدهشة أن معظم هذه الأهداف لا تأتي من الضربات الرأسية المباشرة وإنما من الفشل في التعامل مع “الكرة الثانية” والارتدادات، حيث يظهر اللاعبون في وضعيات غير صحيحة وكأنهم يستعدون للهجوم المرتد بدلًا من التركيز على تشتيت الكرة وحماية مرماهم أولًا.
توضح الإحصائيات التالية الفارق الشاسع والانهيار الكبير في صلابة الفريق عند التعامل مع الركلات الثابتة، مما يؤكد عمق أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم مقارنة بالفترة نفسها من الموسم الماضي:
| المعيار الإحصائي | نفس المرحلة من الموسم الماضي | الموسم الحالي (2025-2026) |
|---|---|---|
| الأهداف المستقبلة من كرات ثابتة | 2 هدف فقط | 10 أهداف (+4 ركلات جزاء) |
| نسبة النجاح في تشتيت الكرة الثانية | عالية جدًا | منخفضة للغاية (مصدر رئيسي للأهداف) |
يواجه الفريق تحديًا هائلًا لتدارك أزمة دفاع ليفربول هذا الموسم قبل فوات الأوان، فالأخطاء لم تعد مقتصرة على لاعب بعينه أو تكتيك محدد بل أصبحت حالة عامة تسيطر على ذهن اللاعبين وتفقدهم الثقة، ومع استمرار النزيف الدفاعي وتعدد مصادر الخطورة سواء من اللعب المفتوح أو الكرات الثابتة، يبدو أن الحلول التقليدية لن تكون كافية لإعادة التوازن، بل يتطلب الأمر ثورة تصحيحية شاملة تعيد للريدز صلابتهم المعهودة وتوقف هذا التدهور الذي يهدد موسمهم بالكامل.
