خادم الحرمين الشريفين يواسي الرئيس الصيني وأسر ضحايا حريق هونغ كونغ

خادم الحرمين الشريفين يواسي الرئيس الصيني وأسر ضحايا حريق هونغ كونغ

حريق هونغ كونغ الذي اندلع مؤخراً في مجمع سكني كبير تصدر واجهة الأحداث العالمية نظراً لحجم المأساة والخسائر البشرية الفادحة التي خلفها، وقد تفاعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع هذا المصاب الجلل من خلال إرسال برقية عزاء ومواساة عاجلة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، معبراً فيها عن تضامن المملكة الكامل مع أسر الضحايا والمصابين في هذه الكارثة الإنسانية المؤلمة التي أودت بحياة العشرات وخلفت دماراً واسعاً.

تعزية الملك سلمان في ضحايا حريق هونغ كونغ

في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية والشعور بالمسؤولية تجاه الكوارث العالمية، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية مواساة إلى الرئيس شي جين بينغ إثر تداعيات حريق هونغ كونغ؛ حيث أعرب العاهل السعودي عن بالغ ألمه وحزنه فور تلقيه نبأ الحريق المروع الذي اجتاح المجمع السكني وتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين وفقدان آخرين تحت الانقاض، مؤكداً مشاركته للقيادة الصينية وللشعب الصديق ألم هذا المصاب الكبير، كما تضمنت البرقية أحر التعازي وصادق المواساة لأسر المتوفين، مع دعوات صادقة بعودة المفقودين إلى ذويهم سالمين والشفاء العاجل لجميع المصابين، سائلاً الله ألا يرى الشعب الصيني أي مكروه في المستقبل.

تفاصيل الكارثة وأسباب اندلاع حريق هونغ كونغ

شهد حي تاي بو الواقع شمال المدينة ليلة مرعبة مساء الأربعاء الماضي حينما تحول مجمع “وانغ فوك كورت” السكني إلى كتلة من اللهب في واحدة من أسوأ الكوارث التي ضربت المنطقة في تاريخها الحديث، وتعود تفاصيل المأساة إلى اشتعال النيران في سقالات مصنوعة من الخيزران كانت تحيط بأحد الأبراج السكنية ضمن أعمال صيانة وترميم جارية؛ إذ تتميز هذه السقالات بكونها خفيفة الوزن وسهلة التركيب لكنها سريعة الاشتعال بشكل خطير، وما إن التقطت الشرارة الأولى حتى انتشرت ألسنة اللهب بسرعة جنونية صعوداً نحو الهيكل الخارجي للمبنى وتسللت إلى الشقق السكنية، وقد ساهمت شبكات البناء الخضراء التي كانت تغطي الأبراج حتى الأسطح في تفاقم الوضع ونقل النيران إلى سبعة مبانٍ مجاورة، مما دفع السلطات لرفع حالة التأهب إلى المستوى الخامس وهو الأقصى في تصنيف الحرائق.

المعلومة التفاصيل
موقع الكارثة مجمع وانغ فوك كورت (حي تاي بو)
تاريخ الإنشاء عام 1983
حجم المجمع 8 أبراج تضم 1984 شقة
قيمة أعمال الصيانة نحو 54.5 مليون دولار أمريكي

يعد هذا المجمع السكني من مشاريع الإسكان المدعوم حكومياً ويقطنه عدد كبير من السكان المحليين، وقد ساهمت الكثافة السكانية وتقارب الأبراج الشاهقة في ارتفاع حصيلة حريق هونغ كونغ بشكل مأساوي، حيث واجه رجال الإطفاء صعوبات بالغة استمرت لأكثر من 16 ساعة للسيطرة على النيران في المباني المتضررة؛ وتزامنت هذه الكارثة مع تحذيرات مسبقة من مخاطر الحرائق بسبب الظروف الجوية الجافة التي سادت المنطقة منذ بداية الأسبوع، مما جعل البيئة خصبة لانتشار النيران بهذه السرعة الهائلة وعدم قدرة أنظمة السلامة المؤقتة في موقع البناء على احتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة.

التحقيقات الأمنية وحصيلة ضحايا حريق هونغ كونغ

كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها شرطة المدينة عن وجود إهمال جسيم ساهم في وقوع هذه الكارثة، حيث ألقت السلطات القبض على ثلاثة مسؤولين من الشركة المنفذة لأعمال التجديد بينهم مديرون ومستشار هندسي؛ وأوضحت إيلين تشونغ كبيرة المفتشين أن المواد المستخدمة في تغطية المباني والشبكات الواقية لم تكن مقاومة للنيران، بالإضافة إلى رصد مواد سريعة الاشتعال مثل الستايروفوم على النوافذ، وقد أدى هذا التقصير في معايير السلامة إلى تحول حريق هونغ كونغ إلى مأساة حقيقية تفوقت في دموِيَتها على حريق عام 1962 الشهير، وتعمل الفرق المختصة حالياً على تقييم الأضرار الهيكلية وتحديد المسؤوليات الجنائية بدقة لضمان محاسبة المتسببين في هذا الحادث الأليم.

  • استخدام سقالات خيزران وشبكات حماية سريعة الاشتعال
  • غياب إجراءات السلامة الكافية من قبل شركة المقاولات
  • الظروف المناخية الجافة وتلاصق الأبراج السكنية
  • وجود مواد بناء غير مقاومة للحريق مثل الستايروفوم

وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، فقد ارتفعت حصيلة القتلى لتصل إلى 128 شخصاً على الأقل في أحدث إحصائية رسمية، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل الليل بالنهار للبحث عن مصير نحو 250 مفقوداً يُعتقد أنهم محاصرون داخل المجمع؛ وقد تمكنت الفرق الطبية من التعامل مع عشرات الإصابات بينهم رجال إطفاء خاطروا بحياتهم وسط النيران، وتستمر الجهود الحكومية لاحتواء تداعيات حريق هونغ كونغ عبر تقديم الدعم للأسر المتضررة وتوفير المأوى للسكان الذين فقدوا منازلهم، في وقت تترقب فيه المدينة نتائج التحقيقات النهائية لكشف كافة ملابسات الحادث الذي هز المجتمع المحلي والدولي على حد سواء.