تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي كان العنوان الأبرز الذي تصدر المشهد الرياضي اليوم بعد أن كشف المدرب البلجيكي فنسنت كومباني عن خياراته الفنية للمواجهة المرتقبة؛ حيث يستضيف العملاق البافاري نظيره سانت باولي مساء اليوم السبت على ملعب أليانز أرينا الشهير ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة من مسابقة الدوري الألماني المشتعلة، وتأتي هذه المباراة في توقيت حساس للغاية لكتيبة كومباني التي تسعى بكل قوتها لتعويض خيبة الأمل الأوروبية الأخيرة ومصالحة جماهيرها الغفيرة عقب الهزيمة المؤلمة في دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال بنتيجة هدف مقابل ثلاثة، لذا فإن التركيز ينصب بالكامل الآن على تعزيز الصدارة المحلية ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية في البوندسليجا من خلال الدفع بأفضل العناصر المتاحة لحسم اللقاء مبكرًا.
تفاصيل تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي ووضعية الفريقين
يدخل الفريق البافاري هذه المواجهة وهو يتربع بثقة على قمة جدول ترتيب الدوري الألماني برصيد 31 نقطة جمعها من 11 مباراة خاضها حتى الآن؛ حيث نجح الفريق في تحقيق الانتصار في 10 مناسبات وتعادل في لقاء وحيد دون أن يتلقى أي هزيمة محلية، وهو ما يعكس القوة الهجومية الضاربة التي يمتلكها الفريق بتسجيله 41 هدفًا بينما اهتزت شباكه في 8 مناسبات فقط، وعلى النقيض تمامًا يعاني الضيف سانت باولي في المراكز المتأخرة باحتلاله المركز السادس عشر برصيد 7 نقاط فقط، إذ لم يتذوق طعم الفوز سوى مرتين وتعادل مرة واحدة بينما تجرع مرارة الهزيمة في 8 مباريات، مما يجعل الفوارق الرقمية والفنية شاسعة بين الطرفين قبل انطلاق صافرة البداية، ولتوضيح هذا التباين الكبير نستعرض المقارنة الرقمية التالية:
| وجه المقارنة | بايرن ميونخ | سانت باولي |
|---|---|---|
| ترتيب الدوري | المركز الأول | المركز السادس عشر |
| النقاط | 31 نقطة | 7 نقاط |
| الأهداف المسجلة | 41 هدفًا | 9 أهداف |
| الأهداف المستقبلة | 8 أهداف | 21 هدفًا |
اعتمد المدير الفني في تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي على مزيج من الخبرة والشباب لضمان السيطرة الميدانية منذ الدقائق الأولى؛ حيث جاءت الخيارات الأساسية لتعكس الرغبة الهجومية الواضحة للفريق في حسم الأمور دون تعقيدات، وقد ضمت القائمة الأساسية الأسماء التالية التي ستبدأ اللقاء:
- حراسة المرمى: مانويل نوير
- خط الدفاع: مين جاي، جوناثان تاه، جوشوا كيميتش، رافاييل جيريرو
- خط الوسط: كونراد لايمر، بافلوفيتش، كارل، بيشوف
- خط الهجوم: هاري كين، لويس دياز
احتفظ المدرب على مقاعد البدلاء بمجموعة من الأوراق الرابحة التي قد يتم الدفع بها حسب مجريات اللقاء وتطورات النتيجة؛ حيث ضمت دكة البدلاء أسماء بارزة قادرة على صناعة الفارق مثل جنابري وجوريتسكا والوافد الجديد أوليسيه، بالإضافة إلى كل من أوربيج وجاكسون وإيتو وبوي وكيالا وستانيسيتش، وتشير الإحصائيات المتقدمة إلى تفوق كاسح للمضيف، إذ يمتلك بايرن أعلى متوسط للأهداف المتوقعة في الموسم الحالي من البوندسليجا بواقع 29.7، بينما يقبع خصمه القادم من مدينة هامبورج في ذيل هذه القائمة بأدنى متوسط يبلغ 10.7، كما أن الفريق البافاري هو الأقل تأخرًا في النتائج هذا الموسم بمجموع 56 دقيقة فقط، في حين يعد سانت باولي الفريق الأكثر معاناة من التأخر في النتائج لفترة وصلت إلى 571 دقيقة، وهي مؤشرات توحي بصعوبة المهمة على الضيوف في اختراق تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي الدفاعي.
أرقام قياسية تزين تاريخ مواجهة بايرن ميونخ وسانت باولي
تعيش القلعة البافارية واحدة من أزهى فتراتها المحلية عبر التاريخ؛ حيث حقق الفريق انطلاقة مذهلة بحصد 31 نقطة من أول 11 جولة، وهو معدل نقطي يضع الموسم الحالي في مصاف المواسم الأسطورية مثل موسم 2015-2016، ويجعل بايرن النادي الوحيد في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا الذي لم يتلقَ أي هزيمة حتى الآن، فقد امتدت سلسلته الخالية من الهزائم في الدوري منذ الموسم الماضي لتصل إلى 20 مباراة متتالية، تضمنت 16 انتصارًا وأربعة تعادلات، وهي أطول سلسلة للفريق منذ موسم 2019-2020، ولا تتوقف الأرقام عند هذا الحد، بل إن الماكينة الهجومية تعمل بأقصى طاقتها بمعدل تهديفي مرعب بلغ 3.7 هدف في المباراة الواحدة، وهو رقم لم يتجاوزه النادي سابقًا سوى في الموسم الماضي، ويسعى الفريق لمعادلة رقم قياسي جديد بتسجيل هدفين على الأقل في المباراة العشرين على التوالي.
بغض النظر عما ستسفر عنه نتيجة تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي الليلة، فإن الصدارة مضمونة للبافاري مع نهاية الجولة الثانية عشرة؛ لتكون هذه هي الجولة رقم 44 على التوالي التي ينهيها الفريق وهو يعتلي قمة البوندسليجا، محطمًا بذلك رقمه القياسي السابق الذي صمد طويلًا منذ السبعينيات، وعلى الصعيد الفردي يلمع اسم مايكل أوليسيه الذي حقق إنجازًا استثنائيًا بالمشاركة المباشرة في خمسة أهداف خلال مباراة واحدة ضد فرايبورج، ليصبح أصغر لاعب يحقق هذا الرقم للنادي منذ بدء رصد البيانات التفصيلية، متفوقًا في مساهماته التهديفية هذا الموسم على الجميع باستثناء القناص هاري كين الذي يملك 17 مساهمة، بينما يستعد القائد مانويل نوير لكتابة سطر جديد في كتاب التاريخ بخوض مباراته رقم 534 في الدوري الألماني، ليتقاسم الوصافة التاريخية مع إيكه إيمل ويقترب خطوة أخرى من الرقم الصامد للأسطورة أوليفر كان.
قصة إنقاذ بايرن ميونخ لخصمه سانت باولي من الإفلاس
تحمل مواجهات الفريقين بعدًا إنسانيًا وتاريخيًا لا ينسى يتجاوز حدود المنافسة داخل المستطيل الأخضر؛ ففي الوقت الذي حقق فيه سانت باولي فوزًا شهيرًا وتاريخيًا على بايرن ميونخ في فبراير 2002 عندما كان البافاري بطلًا لكأس الإنتركونتيننتال، لم يمنع هذا الانتصار الفريق الملقب بـ “كيزكيكر” من الهبوط وتذيل الترتيب، بل وتفاقمت أزمته ليهبط لاحقًا إلى دوري الدرجة الثالثة وسط ضائقة مالية خانقة كادت تودي بتاريخ النادي، حيث كان الفريق بحاجة ماسة إلى ما يقرب من 2 مليون يورو للحصول على ترخيص اللعب وتجنب الإفلاس التام، مما دفع إدارته لإطلاق حملة تبرعات يائسة تضمنت بيع قمصان خاصة تحت شعار “المنقذ” في محاولة لجمع المبلغ المطلوب للبقاء على قيد الحياة.
في تلك اللحظات العصيبة ظهرت الروح الرياضية العالية من إدارة بايرن ميونخ؛ حيث تدخل الرئيس أولي هونيس بشكل مباشر وعرض إرسال فريقه المدجج بالنجوم للعب مباراة ودية خيرية في هامبورج لدعم النادي المتعثر، وبالفعل أقيمت المباراة في يوليو 2003 وانتهت بفوز البافاري بهدف نظيف، لكن الانتصار الحقيقي كان من نصيب سانت باولي الذي حصل على قبلة الحياة، إذ تنازل بايرن عن كامل حصته من إيرادات التذاكر والتي بلغت 200 ألف يورو وتركها للمضيفين للمساعدة في حل أزمتهم المالية، ليثبت العملاق البافاري أن العلاقة بين الأندية تتجاوز حسابات الفوز والخسارة وتؤكد على قيم التضامن في كرة القدم الألمانية، وهو ما يضفي طابعًا خاصًا على تشكيل بايرن ميونخ أمام سانت باولي في لقاء اليوم الذي يجدد ذكريات هذا التاريخ المشترك.
