مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا تصدرت المشهد السياسي العالمي خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو العاصمة الروسية موسكو التي شهدت حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا وغير مسبوق؛ بهدف وضع حد للنزاع القائم عبر طرح مبادرات جديدة، وسط ترقب واسع لما ستؤول إليه هذه التحركات التي قد تشكل نقطة تحول مفصلية في مسار الصراع الدائر في أوروبا الشرقية.
بحسب ما تداولته التقارير الإعلامية العالمية، فإن مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد أخذت طابعًا جديًا وعميقًا، إذ امتد الاجتماع الحاسم في موسكو لمدة ساعتين كاملتين، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر إعلامية روسية؛ ويشير هذا الوقت الطويل نسبيًا للمحادثات إلى أن النقاشات لم تكن بروتوكولية فحسب، بل تطرقت إلى تفاصيل دقيقة ومعقدة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة والوضع الميداني الحساس الذي يتطلب حلولًا جذرية وسريعة لتجنب المزيد من التصعيد.
تفاصيل خطة السلام وكواليس اجتماع الكرملين
قبيل انطلاق هذا الاجتماع المرتقب، كشف موقع “أكسيوس” عن تفاصيل جوهرية تتعلق بمضمون الزيارة، حيث أشار الموقع إلى أنه من المرتقب أن يقدم المفاوضان الأميركيان خطة شاملة ومفصلة تتكون من 19 نقطة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وتعتبر هذه الخطة بمثابة خارطة طريق مقترحة تهدف إلى تقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين الأطراف المتحاربة، في مسعى حثيث لإنجاح مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتجنيب المنطقة ويلات حرب طويلة الأمد قد تمتد آثارها لسنوات.
في سياق متصل، أصدر الكرملين بيانًا رسميًا أوضح فيه أن الاجتماع الذي عُقد في موسكو لم يقتصر على حضور الرئيس الروسي بمفرده، بل شهد مشاركة شخصيات رفيعة المستوى من دائرة صنع القرار الروسي؛ حيث حضر اللقاء يوري أوشاكوف مستشار الرئيس بوتين للشؤون الخارجية، بالإضافة إلى المبعوث الخاص كيرلي ديميتري، مما يعكس الأهمية القصوى التي توليها القيادة الروسية لهذه المباحثات والرغبة في دراسة المقترحات الأميركية من كافة الجوانب السياسية والدبلوماسية.
لم تكن محطة موسكو حدثًا معزولًا، بل جاءت تتويجًا لسلسلة من التحركات الدبلوماسية المتتابعة، فقد عُقد هذا اللقاء المهم في أعقاب مفاوضات تمهيدية جرت يوم الأحد الماضي في ولاية فلوريدا الأميركية بين المفوضين الأميركيين والجانب الأوكراني؛ وهي المباحثات التي وصفها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنها كانت “مثمرة” للغاية، مما مهد الطريق لانتقال الوفد إلى روسيا حاملًا معه مخرجات تلك النقاشات في محاولة لربط خيوط الحل الدبلوماسي وتعزيز فرص نجاح مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا على كافة الأصعدة.
ردود الفعل المتباينة وموقف بوتين وزيلينسكي
رغم الحراك الدبلوماسي النشط، خيمت نبرة التصعيد والتحذير على الأجواء قبيل بدء الاجتماع، حيث أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات نارية أكد فيها أن روسيا مستعدة تمامًا لخوض حرب مع أوروبا إذا كانت الدول الأوروبية ترغب في ذلك؛ موجهًا اتهامات صريحة للجانب الأوروبي بالسعي المتعمد لتخريب أي اتفاق محتمل لوقف القتال مع أوكرانيا، وهو ما يضيف تعقيدات بالغة أمام مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا ويضع الوسطاء أمام تحديات كبيرة لتهدئة المخاوف الروسية.
على الجانب الآخر من الجبهة، وفي ذات السياق المتصل بالتحركات الدبلوماسية، خرج الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء بتصريحات تعبر عن الترقب الحذر، مؤكدًا أن بلاده تنتظر بفارغ الصبر إشارات واضحة من الوفد الأميركي بشأن النتائج التي تمخض عنها اجتماعهم مع بوتين في موسكو؛ وقد استخدم زيلينسكي منصة “إكس” ليوضح موقفه، مشيرًا إلى استعداده لإرسال وفد أوكراني رفيع المستوى فور تلقيه إشارات إيجابية تؤكد وجود ما أسماه “فرص لاتخاذ قرارات عالمية سريعة” وحاسمة.
أوضح الرئيس الأوكراني أيضًا انفتاحه الكامل واستعداده لعقد لقاء مباشر مع الرئيس المنتخب ترامب، لكنه رهن هذه الخطوة وكل ما يترتب عليها بنتائج المناقشات المصيرية التي تجري اليوم بين كوشنر وويتكوف وبوتين؛ وقد حدد زيلينسكي ضمنيًا مجموعة من المحددات التي تحكم الموقف الأوكراني في التعامل مع هذه المبادرة الجديدة، والتي يمكن تلخيصها في النقاط الجوهرية التالية:
- ضرورة الحصول على إشارات واضحة وشفافة من الوفد الأميركي حول نوايا موسكو الحقيقية
- الاستعداد الفوري لإرسال وفد تفاوضي عالي المستوى في حال توفرت أرضية مشتركة للحل
- الاعتماد الكلي للخطوات المستقبلية ولقاء ترامب على مخرجات اجتماع كوشنر وويتكوف في الكرملين
المحطات المقبلة وتفاؤل الناتو بنجاح المبادرة
استكمالًا لهذه الجهود المكوكية، ذكر موقع “أكسيوس” نقلًا عن مصدرين مطلعين أنه من المتوقع أن يتوجه الثنائي كوشنر وويتكوف للقاء الرئيس زيلينسكي يوم الأربعاء، بهدف إطلاعه بشكل مباشر ومفصل على نتائج وتفاصيل المحادثات التي أجروها مع بوتين؛ وتأتي هذه الخطوة لضمان الشفافية وتوحيد الرؤى في إطار مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وللتأكد من أن جميع الأطراف على دراية تامة بالبنود المطروحة ومواقف الطرف الآخر قبل اتخاذ أي قرارات ملزمة.
| الحدث أو التصريح | الشخصيات والجهات المعنية |
|---|---|
| اجتماع موسكو (ساعتان) | بوتين، يوري أوشاكوف، كيرلي ديميتري، كوشنر، ويتكوف |
| اجتماع فلوريدا (الأحد) | المفوضون الأميركيون، الوفد الأوكراني، ماركو روبيو |
| الاجتماع المرتقب (الأربعاء) | فلاديمير زيلينسكي، كوشنر، ويتكوف |
وسط هذه الأجواء المشحونة بالترقب، برز صوت متفائل من العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روتي، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، عن تفاؤله الكبير بأن المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة ستنجح في نهاية المطاف في تحقيق أهدافها؛ وقد صرح روتي للصحفيين بأنه “واثق من أن الجهود المستمرة ستعيد السلام في أوروبا”، مشددًا في الوقت ذاته على حقيقة ميدانية لا يمكن إغفالها وهي أن كييف لا تزال تعتمد بشكل جوهري على المساعدات العسكرية للصمود، وهو ما يجعل نجاح مفاوضات الوفد الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا أمرًا حيويًا لمستقبل القارة بأسرها.
