تغييرات في قيادة الحرس الجمهوري.. أول تحرك عسكري بعد إحباط محاولة انقلاب بنين

تغييرات في قيادة الحرس الجمهوري.. أول تحرك عسكري بعد إحباط محاولة انقلاب بنين

محاولة الانقلاب في بنين شهدت تدخلاً حاسماً وسريعاً من قبل القوى الإقليمية لضمان عدم انزلاق البلاد نحو الفوضى السياسية، حيث أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بيان رسمي أن قواتها العسكرية، المدعومة بشكل رئيسي من جنود نيجيريا، تحركت فوراً لدعم الحكومة الشرعية وحماية النظام الدستوري القائم؛ وقد جاءت هذه التحركات بناءً على طلب استغاثة مباشر من السلطات في بنين لتأمين الأجواء والأراضي ضد المتمردين، وهو ما يعكس التزام دول الجوار بالحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.

التدخل العسكري الإقليمي لصد محاولة الانقلاب في بنين

أكد الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو في تصريحات رسمية أن استجابة بلاده كانت فورية وحاسمة لمواجهة التهديدات الأمنية التي نتجت عن الأحداث الأخيرة، إذ أوضح أن القوات الجوية النيجيرية نفذت طلعات جوية ومهمات سريعة لتأمين المجال الجوي لبنين، وذلك بالتنسيق الكامل والمتناغم مع القيادة في الدولة المجاورة لضمان فعالية العمليات؛ وأشار تينوبو إلى أن هذه القوات تحركت بموجب تفويض شرعي من منظمة “إيكواس”، مما أضفى طابعاً قانونياً دولياً على الدفاع عن النظام الدستوري وحماية المؤسسات السيادية في كوتونو من السقوط في أيدي الجماعات المتمردة التي سعت لتقويض الحكم.

ولم يقتصر الدعم النيجيري على الغطاء الجوي فحسب، بل امتد ليشمل تعزيزات برية ملموسة على الأرض، حيث كشف الرئيس النيجيري أن حكومة بنين طلبت بشكل رسمي نشر قوات مشاة للمساعدة في حماية المقرات الحكومية الحيوية ومواجهة أي جماعات مسلحة قد تحاول زعزعة الأمن؛ وأكدت التقارير الميدانية أن القوات البرية النيجيرية كانت متواجدة بالفعل داخل أراضي بنين، مما ساهم في تشكيل درع واقٍ حول المؤسسات الدستورية، وقد لعبت الطائرات المقاتلة دوراً محورياً في طرد المشاركين في محاولة الانقلاب في بنين من مواقع استراتيجية سيطروا عليها مؤقتاً، مثل مبنى التلفزيون الحكومي وبعض القواعد العسكرية التي تحصنوا بداخلها.

وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، برزت عدة أسماء وكيانات لعبت أدواراً رئيسية في مشهد الصراع بين الشرعية والمتمردين، ويمكن تلخيص أبرز الفاعلين في الأحداث وفقاً للبيانات الرسمية في الجدول التالي:

الشخصية / الكيـان الدور في الأحداث
باتريس تالون رئيس بنين الشرعي الذي تمت حمايته واستعاد السيطرة
بولا أحمد تينوبو رئيس نيجيريا الذي قاد التدخل العسكري لدعم الشرعية
باسكال تيغري اللفتنانت كولونيل الذي قاد التمرد وترأس لجنة الانقلاب
قوات إيكواس الغطاء الإقليمي الذي منح الشرعية للتدخل العسكري

تفاصيل المواجهات الميدانية أثناء محاولة الانقلاب في بنين

شهدت العاصمة الاقتصادية كوتونو توتراً أمنياً غير مسبوق، حيث تناقلت وسائل الإعلام وشهود العيان تقارير تفيد بسماع دوي انفجارات قوية هزت المدينة الساحلية التي تتخذها الحكومة مقراً لها، ورجحت المصادر أن هذه الانفجارات كانت نتيجة غارات جوية استهدفت مواقع تمركز المتمردين؛ وقد سبق هذه الغارات سماع أصوات طلقات نارية كثيفة بالقرب من القصر الرئاسي، مما أشار بوضوح إلى أن محاولة الانقلاب في بنين بدأت بتحركات عسكرية عدائية تهدف إلى شل حركة القيادة السياسية والسيطرة على مفاصل الدولة بقوة السلاح.

وفي تطور خطير للأحداث قبل الحسم العسكري، نجحت مجموعة من الضباط العسكريين المتمردين في اقتحام مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية، واستخدموا المنبر الإعلامي الرسمي لإذاعة بياناتهم التي أعلنوا فيها عزل الرئيس باتريس تالون وتعطيل العمل بالدستور؛ وقد قام هؤلاء الجنود باتخاذ سلسلة من الإجراءات الانفرادية لفرض الأمر الواقع، والتي تضمنت قرارات صارمة تهدف لعزل البلاد عن محيطها الخارجي وتثبيت أركان حكمهم الجديد المزعوم، وشملت هذه الإجراءات الخطوات التالية:

  • إعلان إغلاق جميع الحدود البرية والجوية للبلاد بشكل فوري وكامل.
  • تشكيل ما أسموه “لجنة إعادة الإعمار العسكري” لإدارة شؤون الدولة.
  • تعيين اللفتنانت كولونيل باسكال تيغري رئيساً لهذه اللجنة الانتقالية.
  • بث بيانات متلفزة تؤكد عزل الرئيس الحالي والسيطرة على الحكم.

استعادة الشرعية وإنهاء محاولة الانقلاب في بنين

تغيرت موازين القوى في ساعات المساء المتأخرة من يوم الأحد، حيث ظهر الرئيس باتريس تالون عبر شاشة التلفزيون الحكومي ليعلن للشعب وللمجتمع الدولي أن الوضع بات تحت السيطرة الكاملة، وأن القوات الموالية للشرعية تمكنت من دحر المتمردين واستعادة المقرات السيادية؛ ووجه تالون رسالة شكر وتقدير عميقة للقوات المسلحة والقيادة العسكرية التي أثبتت وفاءها للبلاد واحترامها للقسم الدستوري برفضها الانصياع لأوامر الانقلابيين، مؤكداً أن هذا التلاحم بين القيادة والجيش كان حائط الصد الأول الذي أفشل المخطط التخريبي.

وشدد الرئيس في خطابه الحازم على أن محاولة الانقلاب في بنين لن تمر مرور الكرام، متوعداً جميع الضالعين في هذه المؤامرة بالملاحقة القانونية والعقاب الرادع، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الدولة واستقرارها؛ وتأتي هذه التصريحات القوية مدعومة بالوجود العسكري النيجيري المكثف والغطاء السياسي من منظمة إيكواس، مما يعزز من موقف الحكومة الشرعية ويؤكد عودة الهدوء النسبي إلى شوارع كوتونو بعد ساعات من الذعر والقلق عاشها السكان نتيجة الاشتباكات والتحركات العسكرية المفاجئة التي كادت تعصف بمستقبل البلاد.