تعتبر الحساسية عند الرضع من أكثر التحديات الصحية التي تواجه الآباء والأمهات في السنوات الأولى من عمر الطفل؛ إذ تتميز بشرة الصغار برقة شديدة تجعلها سريعة التأثر بأي عوامل خارجية أو داخلية، وتتفاوت حدة ردود الفعل التحسسية بين تهيج جلدي بسيط يمكن السيطرة عليه منزليًا وبين حالات شديدة قد تتطور خلال دقائق لتشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الطفل؛ مما يوجب على الأهل التحلي بالوعي الكافي لرصد الأعراض المبكرة والتعامل معها بحكمة وهدوء لضمان سلامة صغارهم.
أشهر أنواع الحساسية عند الرضع والأطفال
تتعدد أشكال الحساسية عند الرضع لتشمل طيفًا واسعًا من ردود الفعل المناعية التي تظهر غالبًا على الجلد أو الجهاز التنفسي، وتعد الإكزيما أو ما يُعرف بالتهاب الجلد التأتبي من أكثر الأنواع شيوعًا؛ حيث تصيب ربع الأطفال تقريبًا وتظهر مؤشراتها الأولى لدى الغالبية العظمى منهم قبل إتمام العام الأول، وتتميز بظهور طفح جلدي جاف ومثير للحكة يتركز عادةً على الوجه وفروة الرأس والمفاصل مثل المرفقين والركبتين؛ مما يستدعي ترطيبًا مستمرًا للبشرة واستخدام منظفات خالية من المواد الكيميائية القاسية، وبالإضافة إلى ذلك يعاني بعض الصغار من الشرى الحطاطي الذي ينتج عن فرط استجابة الجهاز المناعي للدغات الحشرات كالبعوض والبراغيث؛ مما يخلف بثورًا حمراء قد تتحول إلى ندوب إذا تم خدشها بشدة، ويمكن التخفيف من حدة هذه الأعراض باستخدام الملابس الواقية والكريمات الطبية المهدئة التي يصفها الطبيب المختص.
مسببات الحساسية عند الرضع الغذائية والبيئية
لا تقتصر الحساسية عند الرضع على المشاكل الجلدية فحسب بل تمتد لتشمل التحسس الغذائي الذي يعد هاجسًا كبيرًا للأسر، وتحديدًا حساسية بروتين حليب البقر التي تؤثر على نسبة ملحوظة من الصغار وتظهر أعراضها حتى مع الرضاعة الطبيعية إذا كانت الأم تتناول منتجات الألبان، وتتنوع الأعراض الهضمية والتنفسية المصاحبة لهذا النوع من التحسس لتشمل القيء والإسهال والمغص الشديد؛ لذا يُنصح دائمًا بالتدرج عند إدخال الطعام الصلب وترك فواصل زمنية بين الأصناف الجديدة لكشف أي تفاعلات سلبية، ومن جهة أخرى تلعب العوامل البيئية دورًا محوريًا في إثارة الحساسية عند الرضع سواء كانت موسمية مرتبطة بحبوب اللقاح وتغير الفصول أو داخلية ناتجة عن عث الغبار والعفن ووبر الحيوانات الأليفة، ولتوضيح الفروقات بين مسببات التحسس المختلفة وأعراضها الشائعة يمكن الاطلاع على الجدول التالي:
| نوع الحساسية | المسببات والأعراض الرئيسية |
|---|---|
| حساسية الطعام | تحدث بسبب الحليب أو أطعمة معينة؛ وتسبب القيء، الإسهال، احتقان الأنف، والطفح الجلدي. |
| الحساسية الموسمية | تنتج عن حبوب اللقاح؛ وتؤدي إلى سيلان الأنف، العطس المتكرر، وحكة العيون. |
| الحساسية الداخلية | مسبباتها الغبار، العفن، والحيوانات الأليفة؛ وتظهر كصعوبة في التنفس أو نوبات سعال. |
نصائح للوقاية من الحساسية عند الرضع وعلاجها
تكمن الخطوة الأولى في إدارة الحساسية عند الرضع في الوقاية وتجنب المثيرات قدر الإمكان، ومع ذلك قد تحدث نوبات التحسس المفرط التي تتطلب تدخلًا طبيًا طارئًا خاصة إذا صاحبها تورم في الوجه أو صعوبة في التنفس أو تغير في وعي الطفل، ولتخفيف الأعراض اليومية البسيطة والحفاظ على استقرار حالة الطفل الصحية يمكن اتباع مجموعة من الإجراءات المنزلية الفعالة التي تخفف من تهيج البشرة وتقلل من فرص ظهور النوبات مجددًا، وفيما يلي أبرز الخطوات العملية التي ينصح بها الخبراء لحماية طفلك:
- الحرص على نظافة الطفل بانتظام باستخدام مياه فاترة وصابون لطيف خالٍ من العطور والكحول لتهدئة الجلد.
- ترطيب بشرة الرضيع مرتين يوميًا على الأقل باستخدام كريمات طبية مناسبة لتعزيز حاجز الجلد الواقي.
- تنظيف المنزل بشكل دوري للتخلص من الغبار والوبر وبقايا الطعام التي قد تجذب الحشرات المسببة للحساسية.
- غسل مفروشات سرير الطفل وأغطية الوسائد بالماء الساخن بصفة مستمرة للقضاء على العث والجراثيم.
- تجنب التدخين تمامًا داخل المنزل أو بالقرب من الطفل لحماية جهازه التنفسي الحساس من المهيجات.
- استخدام الكمادات الباردة على المناطق المتهيجة من الجلد لتقليل الحكة والتورم بشكل فوري وآمن.
يساهم اتباع هذه الإرشادات في تقليل حدة الحساسية عند الرضع بشكل كبير ويمنح الطفل بيئة آمنة للنمو، ومن الضروري البقاء على تواصل دائم مع طبيب الأطفال لمتابعة أي مستجدات قد تطرأ على حالة الطفل الصحية وتعديل خطة العلاج والوقاية بما يتناسب مع تطوره العمري واحتياجاته الخاصة.
