ملاك ليفربول في دائرة الاتهام.. هل تدخلت “مجموعة فينواي” لفرض استبعاد محمد صلاح؟

ملاك ليفربول في دائرة الاتهام.. هل تدخلت “مجموعة فينواي” لفرض استبعاد محمد صلاح؟

ملاك نادي ليفربول باتوا في قلب العاصفة الإعلامية والرياضية مؤخرًا بعد التصريحات النارية التي أطلقها النجم المصري محمد صلاح عقب مباراة ليدز يونايتد؛ حيث عبر الفرعون المصري عن شعوره بالخيانة وعدم التقدير من قبل إدارة الريدز حين صرح بأن النادي يرمي به تحت الحافلة في إشارة واضحة لتخلي المسؤولين عنه، وتفاقم المشهد الدرامي بشكل غير مسبوق بعد صدور قرار باستبعاد هداف الفريق من القائمة المستدعاة لمواجهة إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وهو القرار الذي فتح باب التساؤلات واسعًا حول هوية صناع القرار الحقيقيين داخل أروقة الأنفيلد ودوافعهم خلف الكواليس.

تورط ملاك نادي ليفربول في قرار استبعاد صلاح

كشفت التقارير الصحفية البريطانية المتخصصة أن غياب محمد صلاح عن القائمة الأوروبية لم يكن قرارًا فنيًا فرديًا من المدرب؛ بل جاء نتاج عملية تشاورية معقدة شاركت فيها أعلى السلطات في النادي، ويشير المحللون إلى أن ملاك نادي ليفربول لعبوا دورًا محوريًا في هذا التصعيد الخطير ضد أسطورة الفريق الحالية، وقد جاء هذا التحرك الصادم بعد تدخل مباشر من شخصيات إدارية ومالية رفيعة المستوى قررت فرض الانضباط أو توجيه رسالة صارمة للاعبين، وبحسب التسريبات الواردة من معقل الريدز فإن قائمة المتورطين في اتخاذ هذا القرار المثير للجدل شملت الأسماء التالية:

  • ريتشارد هيوز المدير الرياضي الحالي للنادي.
  • جون دبليو هينري المالك الرئيسي للريدز ورئيس المجموعة.
  • أرني سلوت المدير الفني للفريق الذي يشهد توترًا في علاقته مع صلاح.
  • مجموعة فينواي سبورتس (FSG) المالكة للنادي ككيان اعتباري.

لم يتوقف الأمر عند حدود القائمة؛ بل امتد ليشمل حالة من الجفاء الواضح بين اللاعب ومدربه الجديد، وقد أكد صلاح في حديثه لوسائل الإعلام أن العلاقة مع أرني سلوت تشهد توترًا ملموسًا وصل إلى ذروته بالجلوس المتكرر على مقاعد البدلاء، وهذا الوضع الشائك يعكس سياسة جديدة يتبعها ملاك نادي ليفربول في التعامل مع ملفات النجوم الكبار وتجديد العقود؛ ما يضع مستقبل الفريق واستقراره الفني على المحك.

من هو جون هنري زعيم ملاك نادي ليفربول؟

يستحوذ جون دبليو هنري على النصيب الأكبر من الاهتمام بصفته الرجل الأول والمؤسس لمجموعة فينواي الرياضية (FSG) التي تسيطر على النادي بشكل شبه كامل؛ إذ استحوذت المجموعة الأمريكية المتخصصة في الاستثمار الرياضي على مقاليد الحكم في ليفربول لتعيد هيكلة إدارته المالية والرياضية، ويعتبر هنري الشخصية الأكثر نفوذًا وتأثيرًا بين ملاك نادي ليفربول؛ حيث يمتلك الكلمة الفصل في الميزانيات الضخمة والمشروعات الاستراتيجية، ولا تقتصر استثماراته على كرة القدم بل تمتد لتشمل نادي بوسطن ريد سوكس في دوري البيسبول الأمريكي، وقد شهدت ثروة هذا الملياردير نموًا وقفزات هائلة خلال السنوات الماضية كما يوضح الجدول التالي:

السنة المالية صافي الثروة المقدرة (دولار أمريكي)
عام 2015 1.6 مليار دولار
أواخر عام 2024 6 مليارات دولار تقريبًا
أوائل عام 2025 5.5 – 5.7 مليار دولار

رغم النجاحات المالية الكبيرة التي حققها هنري للمجموعة؛ إلا أنه واجه عواصف من الغضب الجماهيري بسبب بعض القرارات التي اعتبرها المشجعون انفصالًا عن تقاليد النادي العريق، ولعل أبرز تلك الأزمات كانت محاولة إشراك النادي في مشروع “السوبر ليغ” الأوروبي عام 2021؛ وهو ما اضطره لتقديم اعتذار رسمي وعلني للجماهير في محاولة لتهدئة الأجواء والحفاظ على صورة ملاك نادي ليفربول أمام الرأي العام العالمي.

الهيكل الإداري ونفوذ توم فيرنر ومايك جوردون

لا تدار القلعة الحمراء بواسطة رجل واحد فقط؛ بل يستند الهيكل الإداري إلى شخصيات بارزة أخرى تمتلك نفوذًا واسعًا، ويأتي توم فيرنر في المرتبة الثانية بصفته رئيس مجلس الإدارة وأحد كبار المستثمرين في مجموعة FSG، ويمتلك فيرنر خلفية مهنية قوية كمنتج تلفزيوني ورجل أعمال أمريكي ناجح؛ حيث يساهم بشكل مباشر في رسم السياسات العامة التي يتبناها ملاك نادي ليفربول لضمان التوسع التجاري والإعلامي للنادي، ويعمل فيرنر بتنسيق تام ودقيق مع جون هنري لضمان تحقيق الأهداف الاستثمارية للمجموعة.

إلى جانب فيرنر وهنري؛ يبرز اسم مايك جوردون كواحد من أهم القادة التنفيذيين والعقل المدبر للعمليات اليومية داخل النادي، ولطالما اعتبر جوردون “رجل ليفربول الأول” داخل المجموعة؛ إذ يتولى الإشراف المباشر على الملفات الحساسة مثل سوق الانتقالات، ومفاوضات تجديد العقود، والتخطيط الرياضي طويل الأمد، وتقارير الأداء التي تُرفع للإدارة العليا، وقد شهد عام 2023 تطورًا طفيفًا في هيكل الملكية عندما قامت المجموعة ببيع حصة صغيرة لشركة “Dynasty Equity” بهدف ضخ سيولة مالية؛ إلا أن هذه الخطوة لم تؤثر على السيطرة المطلقة التي يفرضها ملاك نادي ليفربول الحاليين على كافة مفاصل النادي، وتظل القرارات المصيرية، مثل أزمة صلاح الحالية، بيد الثلاثي الأمريكي المتحكم في مصير واحد من أعرق أندية العالم.