إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية كان العنوان الأبرز للأحداث الأمنية التي شهدتها الأجواء الروسية خلال الساعات الماضية؛ إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي مفصل عن نجاح منظوماتها الدفاعية المناوبة في التصدي لهجوم جوي واسع النطاق استهدف مناطق جغرافية متعددة، وقد أسفرت هذه العمليات الدفاعية الدقيقة عن اعتراض وتدمير عدد ضخم من الأهداف الجوية المعادية وصل إلى مئة وواحد وعشرين هدفًا في ليلة واحدة، مما يعكس كثافة الهجمات وجاهزية أنظمة الرصد والاعتراض للتعامل مع التهديدات القادمة من الجو وحماية الأجواء في مختلف المقاطعات والجمهورياريات.
التسلسل الزمني لعملية إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية وأعدادها الإجمالية
كشفت التفاصيل الواردة في البيان الرسمي الذي نقلته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن الإطار الزمني المحدد لهذه المواجهات الجوية المكثفة؛ حيث بدأت أنظمة الدفاع الجوي في رصد والتعامل مع الأهداف المعادية بدءًا من الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت موسكو يوم الثامن من شهر ديسمبر الجاري، واستمرت عمليات الرصد والملاحقة الجوية طوال ساعات الليل وحتى الساعة السابعة من صباح يوم الثلاثاء، وقد تميزت هذه الفترة بنشاط مكثف للدفاعات الأرضية التي عملت على مدار الساعة لضمان إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية حاولت اختراق المجال الجوي الروسي في توقيتات متزامنة، وتشير البيانات الرقمية الصادرة إلى أن الحصيلة النهائية لهذه الليلة الساخنة بلغت 121 طائرة مسيرة تم تدميرها بالكامل قبل الوصول إلى أهدافها؛ مما يوضح حجم التحدي الأمني الذي واجهته الوحدات المناوبة وقدرتها على التعامل مع أسراب من الطائرات المسيرة في آن واحد وضمن نافذة زمنية محددة لا تتجاوز الثماني ساعات.
المناطق الأكثر تأثرًا وعمليات إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية في الجنوب
أظهرت البيانات الجغرافية لتوزيع الهجمات أن المناطق الحدودية والجنوبية كانت لها الحصة الأكبر من محاولات الاستهداف الجوي؛ حيث تصدرت مقاطعة بيلغورود المشهد بأكبر عدد من عمليات الاعتراض الناجحة، وتلاها في الترتيب شبه جزيرة القرم التي شهدت هي الأخرى نشاطًا دفاعيًا ملحوظًا لحماية أجوائها، وتوضح الأرقام الرسمية أن تركيز الهجمات انصب بشكل أساسي على هذه المحاور الحيوية نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وقد تمكنت القوات الروسية من إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية بأعداد كبيرة في هذه المناطق تحديدًا، ولتوضيح الصورة بشكل أدق وتفصيل الأعداد الضخمة التي تم اعتراضها في المحافظات والمناطق التي واجهت العبء الأكبر من هذا الهجوم، يمكننا النظر إلى الجدول التالي الذي يبين التوزيع العددي للمسيرات المدمرة في المناطق الأكثر استهدافًا:
| المنطقة / المقاطعة | عدد الطائرات المسيرة المدمرة |
|---|---|
| مقاطعة بيلغورود | 49 طائرة مسيرة |
| جمهورية القرم | 22 طائرة مسيرة |
| مقاطعة ريازان | 10 طائرات مسيرة |
| مقاطعة فورونيغ | 9 طائرات مسيرة |
تُظهر هذه الإحصائيات بوضوح أن ما يقارب نصف الهجمات تركزت فوق أراضي مقاطعة بيلغورود وحدها؛ مما استدعى استنفارًا عاليًا لوسائل الدفاع الجوي هناك، بينما توزعت باقي النسب العالية بين القرم وريازان وفورونيغ، وهو ما يؤكد على تعدد جبهات الاستهداف ومحاولة تشتيت الدفاعات عبر إطلاق المسيرات نحو نقاط جغرافية متباعدة، إلا أن التنسيق الدفاعي أدى إلى نجاح عملية إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية في كافة هذه المحاور بكفاءة منعت وقوع أضرار في البنية التحتية أو الأهداف التي كانت المسيرات تحاول الوصول إليها.
اتساع رقعة المواجهة ونتائج إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية في العمق
لم تقتصر محاولات الهجوم على المناطق الحدودية المباشرة فحسب؛ بل امتد نطاق الاستهداف ليشمل مناطق في العمق الروسي وحتى المسطحات المائية، فقد سجلت أنظمة الرصد محاولات اختراق فوق مياه بحر قزوين ومقاطعات أخرى مثل روستوف وكالميكيا، وهذا التنوع في الأهداف يشير إلى استراتيجية هجومية تعتمد على توسيع دائرة النار لتشمل أكبر قدر ممكن من المناطق، ومع ذلك فقد تمكنت الدفاعات الجوية من التعامل مع هذه التهديدات المتفرقة بنفس الفعالية التي شهدتها المناطق الحدودية، وتشمل قائمة المناطق التي شهدت عمليات إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية بأعداد متوسطة ومتفرقة المواقع التالية التي تم تأمينها بالكامل:
- تدمير 8 طائرات مسيرة فوق مياه بحر قزوين
- اعتراض 5 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة روستوف
- إسقاط 5 طائرات مسيرة فوق أراضي جمهورية كالميكيا
- تدمير 4 طائرات مسيرة فوق مقاطعة نيجني نوفغورود
- اعتراض 3 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة ليبيتسك
وبالإضافة إلى القائمة المذكورة أعلاه التي شهدت هجمات بأعداد متوسطة؛ فقد امتدت يقظة الدفاعات الجوية لتشمل مناطق أخرى شهدت محاولات اختراق محدودة ولكنها لا تقل خطورة، فقد تم رصد وتدمير طائرتين مسيرتين فوق أراضي مقاطعة كورسك، وكذلك تم التعامل مع طائرتين أخريين فوق أراضي إقليم كراسنودار، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل وصل نطاق الرصد إلى مقاطعات أخرى حيث تم إسقاط طائرة مسيرة واحدة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، وطائرة أخرى فوق أراضي مقاطعة تولا، وبهذا يكتمل المشهد العام لعملية التصدي الشاملة التي غطت رقعة جغرافية واسعة جدًا من الغرب إلى الجنوب وحتى الشرق، مؤكدة قدرة المنظومات الدفاعية على إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية مهما تعددت مساراتها أو اختلفت نقاط انطلاقها لضمان سلامة الأجواء والأراضي الروسية من أي تهديد جوي محتمل.
