ريال مدريد يصطدم بعقدة أثينا التاريخية.. سجل خالٍ من الانتصارات يهدد بتعميق الأزمة

ريال مدريد يصطدم بعقدة أثينا التاريخية.. سجل خالٍ من الانتصارات يهدد بتعميق الأزمة
تاريخ مُقلق وأزمة نتائج.. ريال مدريد يبحث عن فوزه الأول في أثينا

مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس المقررة غدًا الأربعاء في العاصمة اليونانية أثينا تأتي في توقيت دقيق للغاية بالنسبة للفريق الملكي الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار الفني؛ إذ يسعى المدرب تشابي ألونسو جاهدًا لتصحيح المسار وكسر حاجز النتائج السلبية التي لازمت “الميرنجي” في الآونة الأخيرة خاصة بعد غياب الانتصارات لثلاث مباريات متتالية مما يضع الجهاز الفني واللاعبين تحت ضغط هائل لاستعادة نغمة الفوز وإثبات قدرتهم على المنافسة القارية.

تاريخ أثينا المقلق يهدد مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس

تشير الإحصائيات التاريخية إلى أن الأراضي اليونانية لم تكن يومًا وجهة مفضلة للفريق الإسباني العريق وهو ما يضيف عبئًا نفسيًا إضافيًا قبل انطلاق مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس المرتقبة؛ فقد كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” عن سجل خالٍ من الانتصارات للملكي في مدينة أثينا عبر تاريخه الطويل حيث خاض الفريق سبع مباريات رسمية سابقة في هذه المدينة ضد أندية باناثينايكوس وآيك وأولمبياكوس ولم يتمكن من العودة بالفوز في أي منها مكتفيًا بخمسة تعادلات ومُتجرعًا مرارة الهزيمة في مناسبتين مما يجعل الرحلة الثامنة محفوفة بالمخاطر والمخاوف من تكرار السيناريوهات السابقة.

وبالنظر إلى السجل المباشر أمام الخصم الحالي تحديدًا نجد أن التاريخ لا يبتسم للضيوف قبل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس؛ إذ لعب الريال أربع مباريات سابقة ضد هذا الفريق في عقر داره انتهت ثلاث منها بالتعادل وخسر واحدة دون أن يحقق أي انتصار يذكر، وكان آخر عهد للملكي بملعب الفريق اليوناني في موسم 2007-2008 ضمن منافسات دور المجموعات بدوري الأبطال حيث انتهى اللقاء حينها بتعادل سلبي باهت يعكس صعوبة اللعب في تلك الأجواء الجماهيرية الصاخبة والمعقدة.

يدخل الفريقان اللقاء بظروف متباينة على مستوى الترتيب الرقمي في جدول البطولة القارية حيث يحتل ريال مدريد المركز السابع برصيد 9 نقاط بينما يقبع الفريق اليوناني في مراكز متأخرة جدًا؛ وهذا التباين الرقمي لا يعكس بالضرورة سهولة المهمة خاصة في ظل تراجع أداء كتيبة ألونسو مؤخرًا وفشلهم في تحقيق الفوز منذ الانتصار العريض على فالنسيا برباعية نظيفة مطلع نوفمبر الجاري، وفيما يلي نستعرض مقارنة رقمية سريعة لوضع الفريقين قبل الصافرة:

الفريق المركز في دوري الأبطال النقاط الحالية
ريال مدريد المركز 7 9 نقاط
أولمبياكوس المركز 31 نقطتان

استعدادات ألونسو النفسية قبل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس

حاول المدرب تشابي ألونسو في تصريحاته الأخيرة تخفيف حدة التوتر الذي يحيط بالفريق عقب التعادل المخيب (2-2) أمام إلتشي في الدوري المحلي مؤكدًا أن الفريق لم ينهار كما يشاع؛ حيث شدد على أن الروح القتالية للاعبين لا تزال حاضرة وأن التواصل بين الجهاز الفني والعناصر داخل غرفة الملابس يتحسن يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن ريال مدريد نادٍ معتاد على التعايش مع الضغوط والانتقادات وأنهم يعملون كوحدة واحدة للاستعداد الأمثل من أجل خوض مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس بشعار الفوز فقط لتعويض الجماهير عن العثرات المتتالية محليًا وأوروبيًا.

ودافع المدرب الإسباني عن قراراته الفنية والتكتيكية التي اتخذها مؤخرًا بما في ذلك الاعتماد على فران جارسيا في أدوار مختلفة لزيادة الاتساع الهجومي على الأطراف؛ كما تطرق للحديث عن وضع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور وجلوسه على مقاعد البدلاء موضحًا أن الأمر لا يدعو للقلق وأنه جزء من استراتيجية المداورة والحفاظ على الطاقة لاستعادة النسق الإيجابي، وقد جاءت أبرز النتائج الأخيرة التي شكلت هذا الضغط على النحو التالي:

  • الخسارة أمام ليفربول بهدف نظيف في ملعب “آنفيلد” بدوري الأبطال.
  • التعادل السلبي المخيب مع رايو فاليكانو بعد فترة التوقف الدولي.
  • التعادل الإيجابي (2-2) ضد إلتشي في الجولة 13 من الليجا.

وفي تحليله الفني لأسباب تراجع النتائج قبل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس أشار ألونسو إلى أن الفريق يفتقد أحيانًا للاستمرارية في الضغط العالي طوال الدقائق التسعين؛ ففي مباراة إلتشي الأخيرة ظهر الفريق بشكل جيد في بناء الهجمات خلال الشوط الأول لكنه افتقد للاندفاع والحدة المطلوبة في اللحظات الحاسمة بعد تسجيل هدف التعادل مما سمح للخصم بقلب الإيقاع، وهو ما يسعى لتلافيه في الموقعة الأوروبية لضمان عدم تكرار الأخطاء الدفاعية وفقدان التركيز.

ملف فينيسيوس الشائك يسبق مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس

وبعيدًا عن الحسابات الفنية للملعب تطفو على السطح أزمة إدارية تتعلق بمستقبل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور مما يزيد من ضبابية المشهد العام قبل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس؛ فبينما تحاول إدارة النادي الملكي بث رسائل طمأنة للجماهير بأن ملف تجديد عقد اللاعب الذي ينتهي في عام 2027 يسير في الطريق الصحيح ويقترب من الحسم، تخرج تقارير صحفية موثوقة لتكشف عن فجوة كبيرة في التواصل وتؤكد أن المفاوضات متوقفة تمامًا منذ عدة أشهر.

أكدت إذاعة “كوبي” الإسبانية في تقرير لها عدم وجود أي اتصالات حديثة بين ممثلي اللاعب وإدارة النادي منذ ما قبل الصيف الماضي؛ وهذا التضارب الصارخ في المعلومات بين تأكيدات النادي بأن اللاعب ركيزة أساسية في المشروع الرياضي وبين رواية وكلاء فينيسيوس الذين يشيرون إلى جمود المفاوضات منذ يوليو الماضي يخلق حالة من الغموض والقلق قد تؤثر سلبًا على تركيز اللاعب وزملائه أثناء التحضير لخوض مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس المصيرية.

تتجه الأنظار الآن صوب ملعب المباراة لترقب ما ستسفر عنه هذه القمة الأوروبية وكيف سيتعامل ريال مدريد مع تحديات التاريخ والجغرافيا وأزماته الداخلية للخروج بانتصار يعيد الهدوء لأروقة النادي.