طموحات إيران النووية تشكل التهديد الوجودي الذي لا يغيب عن أذهان القادة الأمنيين في تل أبيب؛ إذ أكد ديفيد برنيع خلال تكريم ضباط الموساد أن الرغبة في امتلاك القنبلة لا تزال نابضة في طهران؛ مشددًا على الالتزام بمنع تفعيل هذا المشروع الذي تعرض لضربات قاسية؛ وذلك عبر تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية لضمان عدم تكرار الخداع الإيراني ومحاولات الوصول إلى اتفاقيات لا تخدم الأمن الإقليمي.
موقف الموساد الحازم تجاه طموحات إيران النووية
جاءت تصريحات رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع لتضع النقاط على الحروف فيما يخص تقييم الاستخبارات الإسرائيلية للوضع الراهن؛ حيث أشار خلال مراسم تكريم متميزة لعناصر الجهاز في القدس إلى أن فكرة تطوير السلاح الذري ما زالت تسيطر على عقلية القيادة الإيرانية؛ موضحًا أن المسؤولية التاريخية والأمنية تحتم على إسرائيل ضمان عدم عودة المشروع النووي للحياة بعد الأضرار البالغة التي لحقت به مؤخرًا؛ ويأتي هذا في ظل قناعة تامة بأن طهران ستسعى لامتلاك السلاح النووي فور سنح الفرصة لها؛ فهي لم تتخلَ يومًا عن رغبتها الجامحة في تدمير دولة إسرائيل؛ وتعتقد واهمة أنها تستطيع تضليل المجتمع الدولي مرة أخرى لتمرير اتفاق سيء؛ وهو الأمر الذي تعهد برنيع بعدم السماح بحدوثه مطلقًا بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء الأمريكيين.
وفي إطار رصد التحركات الميدانية التي تخدم طموحات إيران النووية والاستراتيجية؛ كشفت تقارير غربية عن تغييرات جوهرية في التموضع العسكري الإيراني؛ فقد نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن طهران بدأت بالفعل في عملية نقل واسعة لصواريخها الباليستية؛ حيث يتم توجيه هذه الترسانة إلى مواقع أكثر عمقًا وتحصينًا في الجهة الشرقية من البلاد؛ وتهدف هذه الخطوة الاستباقية إلى توفير مظلة حماية للصواريخ بعيدًا عن مرمى الطائرات الإسرائيلية والأميركية تحسبًا لأي هجمات مستقبلية محتملة؛ وتتزامن هذه التحركات مع تحذيرات دبلوماسية من مساعي طهران الحثيثة لترميم قدراتها العسكرية بمساعدة قوى دولية وإقليمية.
إعادة بناء القوة العسكرية لدعم طموحات إيران النووية
تسعى طهران جاهدة لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها ترسانتها العسكرية؛ حيث تشير المعلومات الاستخباراتية إلى محاولات إيرانية للحصول على دعم عسكري وتقني من دول محددة؛ وذلك في سياق جهودها المستميتة لإعادة بناء قوتها التي تضررت بشدة بفعل “حرب الاثني عشر يومًا” التي اندلعت في يونيو الماضي؛ ويوضح الجدول التالي أبرز المساعي الإيرانية وتفاصيل التحركات العسكرية الأخيرة وفقًا لتقديرات الدبلوماسيين الغربيين التي تم رصدها بدقة:
| مجال التحرك الإيراني | التفاصيل والأهداف الاستراتيجية |
|---|---|
| حماية الترسانة الصاروخية | نقل الصواريخ إلى عمق الشرق الإيراني لتفادي الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية |
| مصادر الدعم العسكري | طلب مساعدات عاجلة من الصين وروسيا وباكستان لترميم القدرات الدفاعية والهجومية |
لا يمكن فصل هذه التحركات الميدانية عن المشهد السياسي والدبلوماسي المتوتر؛ حيث تدرك طهران أن طموحات إيران النووية والعسكرية باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى؛ ولذلك لجأت إلى التصعيد الدبلوماسي عبر القنوات الدولية؛ فقد بعثت رسالة رسمية شديدة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي تدين فيها الاعترافات الصريحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ الذي أقر بشكل علني بدور بلاده المحوري في الهجمات التي استهدفت الأراضي الإيرانية؛ وهي الهجمات التي أشعلت فتيل الحرب القصيرة والعنيفة التي استمرت قرابة أسبوعين؛ وقد تضمنت الرسالة الإيرانية تحميلًا كاملًا للمسؤولية لواشنطن وتل أبيب عن التبعات الكارثية لهذا العدوان.
التصعيد الدبلوماسي وتأثيره على طموحات إيران النووية
ركزت الرسالة التي نشرتها وكالة “إسنا” الإيرانية على تصريحات السفير أمير إيرواني؛ المندوب الدائم لطهران لدى الأمم المتحدة؛ والذي شدد على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان مسؤولية مشتركة وكاملة عن العدوان وتداعياته؛ مستندًا في ذلك إلى اعتراف الرئيس الأمريكي بقيادته الشخصية للعمليات؛ وقد تضمنت الرسالة الإيرانية مجموعة من النقاط الجوهرية التي تلخص الموقف الإيراني الرسمي تجاه الأحداث الأخيرة وتجاه ما تعتبره عدوانًا صارخًا على سيادتها:
- إدانة الاعتراف العلني للرئيس الأمريكي بمسؤولية بلاده عن الأعمال العدوانية التي استمرت 12 يومًا
- وصف الحرب التي شنها الكيان الصهيوني ضد إيران في الفترة من 13 إلى 24 يونيو 2025 بأنها حرب إجرامية
- الإشارة إلى تصريح ترامب بأن الهجوم الأول نفذته إسرائيل وكان قويًا للغاية تحت قيادته المباشرة
تشير هذه التطورات المتسارعة إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الشد والجذب؛ حيث تصر طهران على المضي قدمًا في مشروعها رغم الضربات؛ بينما تؤكد إسرائيل والولايات المتحدة عجزهما عن القبول بوجود طموحات إيران النووية كأمر واقع؛ وهو ما يعكسه بوضوح تصريح ترامب للصحفيين حول قوة الهجوم الأول وقيادته الشخصية للعمليات العسكرية؛ مما يضع المجتمع الدولي أمام سيناريوهات مفتوحة تتراوح بين المواجهة العسكرية المباشرة أو محاولات الاحتواء الدبلوماسي المعقدة لمنع امتلاك نظام طهران للسلاح غير التقليدي.
