إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة: قواعد تحسم الجدل بين الحق في المقعد والأولوية الإنسانية

إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة: قواعد تحسم الجدل بين الحق في المقعد والأولوية الإنسانية

إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة يعد من أهم الموضوعات التي تشغل بال الكثيرين حالياً خاصة بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وثق المقطع مشادة كلامية داخل إحدى عربات المترو بين رجل مسن يرتدي جلباباً صعيدياً وفتاة شابة، إذ أبدى الرجل اعتراضه الشديد وانفعاله على طريقة جلوس الفتاة واضعاً إياها في دائرة الاتهام بمخالفة الآداب العامة لأنها كانت تضع ساقاً على ساق، وهو ما اعتبره تصرفاً غير لائق بينما دافع آخرون عن حريتها الشخصية، مما يفتح الباب واسعاً لمناقشة القواعد السليمة لاستخدام وسائل النقل الجماعي لضمان راحة الجميع.

أهمية الالتزام بقواعد إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة

أثارت الواقعة جدلاً مجتمعياً واسعاً حول الحدود الفاصلة بين الحريات الشخصية وبين احترام الذوق العام في الأماكن المشتركة، فقد انقسمت الآراء بين مؤيد لنصيحة الرجل المسن وبين معارض لأسلوبه الحاد وتدخله فيما لا يعنيه، وهذا التباين يبرز الحاجة الملحة للتعرف على إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة بشكل دقيق لتجنب مثل هذه المواقف المحرجة والمشاحنات اليومية؛ فالهدف الأساسي من هذه القواعد هو تنظيم السلوكيات داخل الحيز الضيق الذي يتشاركه العشرات من الركاب يومياً، وضمان رحلة آمنة ومريحة تخلو من التوتر أو النزاعات التي قد تنشأ عن سوء فهم حقوق كل راكب ومساحته الخاصة، خاصة في ظل الازدحام الشديد الذي تشهده وسائل النقل في أوقات الذروة مما يتطلب مرونة وسعة صدر من كافة الأطراف.

ضوابط المقاعد والحقائب ضمن إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة

تتضمن توجيهات الخبراء وموقع “بينك فيلا” مجموعة من المعايير الصارمة بخصوص كيفية التعامل مع المقاعد، حيث يُشدد الخبراء على قاعدة ذهبية وهي أن المقعد الواحد مخصص لشخص واحد فقط، فلا يصح أخلاقياً ولا عملياً استخدام حقائب الظهر أو الأمتعة الشخصية لحجز المقعد المجاور لك بينما يوجد ركاب آخرون يبحثون عن مكان للجلوس، كما أن إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة يحتم عليك وضع الحقائب على رجليك أو على الأرض لتوفير المساحة، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على نظافة المقاعد بعدم وضع القدمين عليها أبداً لأن ذلك يعد سلوكاً منفراً ومخالفاً لقواعد النظافة العامة والذوق السليم، وفيما يلي جدول يوضح أبرز السلوكيات الصحيحة ومقابلها الخاطئ لضمان استيعاب هذه القواعد بوضوح.

السلوك الخاطئ السلوك الصحيح وفق الإتيكيت
وضع الحقائب على الكرسي المجاور وضع الحقائب في الحضن أو على الأرضية
الجلوس في مقعد الممر وترك النافذة فارغة الجلوس بجوار النافذة لتسهيل حركة المرور
رفع القدمين أو الحذاء على المقعد المقابل إبقاء القدمين على الأرض للحفاظ على النظافة

علاوة على ذلك يعتبر اختيار مكان الجلوس استراتيجية هامة لتسهيل حركة الركاب، فمن الأفضل دائماً الجلوس بجوار النافذة أولاً لإتاحة مقعد الممر لشخص آخر مما يسهل عملية الدخول والخروج دون الحاجة للقفز فوق أرجل الجالسين، ومع ازدياد عدد الركاب وتكدس العربة يصبح الانتقال إلى الخلف والتحرك داخل الممر أمراً حتمياً وواجباً لفسح المجال للصاعدين الجدد، وهذا التصرف يعكس فهماً عميقاً لمبادئ إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة ويقلل من التكدس عند الأبواب الذي يعطل حركة المترو أو الحافلة.

آداب السلوك والتعامل مع الآخرين أثناء الرحلة

لا يتوقف الأمر عند حدود المقاعد بل يمتد ليشمل طريقة التواصل ومراعاة ظروف المحيطين، حيث تُعد أولوية الجلوس من أرقى الممارسات الإنسانية التي يجب الحفاظ عليها، فينبغي المبادرة بتقديم المقعد لكبار السن والسيدات الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى لمن يبدو عليهم الإعياء الشديد، مع ضرورة تقبل ردهم بأدب جم إذا رفضوا العرض دون إلحاح، كما يشمل إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة التحكم في نبرة الصوت وتجنب المكالمات الهاتفية الطويلة والعالية التي تزعج الركاب، واستبدالها برسائل نصية أو مكالمات مقتضبة بصوت خافت جداً، وهناك قائمة من السلوكيات التي يجب مراعاتها لضمان بيئة هادئة للجميع.

  • استخدام سماعات الرأس عند الاستماع للموسيقى مع خفض الصوت لعدم إزعاج الجالسين بجوارك
  • الانتظار على الرصيف والسماح للركاب بالنزول أولاً قبل الشروع في الصعود للعربة
  • التحرك فوراً نحو الداخل عند صعود الحافلة وعدم الوقوف في المدخل لعدم إعاقة الحركة
  • مراقبة لغة الجسد وعدم التحديق في الآخرين واحترام خصوصيتهم ومساحتهم الشخصية

الالتزام بهذه التوجيهات البسيطة يرفع من مستوى الوعي الحضاري ويقلل من المشاحنات اليومية التي نراها، فاحترام المساحة الشخصية ومراعاة راحة الآخرين هو جوهر إتيكيت الجلوس في المواصلات العامة الذي يجب أن نتحلى به جميعاً، وبذلك نضمن أن تكون رحلاتنا اليومية، مهما كانت طويلة أو مزدحمة، تجربة إنسانية راقية تخلو من المضايقات وتعكس صورة إيجابية عن ترابط المجتمع وتحضره في التعامل مع المرافق العامة.