ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس تعد واحدة من أكبر المبادرات الجريئة التي أطلقتها الشبكة الاجتماعية الشهيرة لتعزيز معايير الشفافية والتحقق من الهويات الرقمية للمستخدمين، فقد بدأ التطبيق في طرح هذه الخاصية عالميًا وسط نقاشات حادة ومستمرة حول تداعياتها، ورغم أن الهدف الأساسي للشركة يتمحور حول تقليل التضليل المعلوماتي وزيادة الموثوقية؛ إلا أن عرض المواقع الجغرافية للحسابات بشكل غير متوقع أثار جدلًا واسعًا حول دقة البيانات والمخاطر المحتملة المترتبة على كشف أماكن تواجد أصحاب الحسابات الحقيقية.
آلية عمل ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس والبيانات المكشوفة
تُقدم المنصة من خلال هذه الخاصية طبقة جديدة من المعلومات التي كانت مخفية سابقًا عن الجمهور، حيث تتيح ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس للمستخدمين الوصول إلى تفاصيل دقيقة تشمل الدولة التي تم إنشاء الحساب فيها لأول مرة، والموقع الجغرافي الحالي الذي يقيم فيه صاحب الحساب، بالإضافة إلى عدد مرات تغيير اسم المستخدم، وطريقة الاتصال بالمنصة سواء كانت عبر المتصفح أو تطبيقات الهواتف الذكية؛ وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لجهود مماثلة رأيناها في منصات منافسة سعت لتعزيز الثقة الرقمية، مثل خاصية “شفافية الصفحات” في فيسبوك وخاصية مشابهة في إنستاجرام، إذ يمكن لأي مستخدم الآن النقر على خيار تاريخ الانضمام في أي ملف شخصي، ومن ثم اختيار عرض الدولة أو المنطقة لمعرفة مصدر إدارة الحساب، وهو ما يضع الحسابات تحت مجهر التدقيق العام بشكل لم يسبق له مثيل.
وتعتمد الآلية الجديدة على عرض مجموعة محددة من البيانات التي تهدف إلى كشف هوية المشغل الفعلي للحساب، ويمكن تلخيص أبرز المعلومات التي تظهر للعلن عند تفعيل هذه الخاصية واستعراض الملفات الشخصية للآخرين في النقاط التالية:
- الدولة أو المنطقة الجغرافية التي تم تسجيل الحساب فيها لأول مرة عند إنشائه.
- الموقع الجغرافي الحالي الذي يتصل منه المستخدم بالإنترنت ويدير الحساب من خلاله.
- تاريخ التغييرات التي طرأت على اسم المستخدم والوسيلة التقنية المستخدمة للدخول.
الجدل حول دقة البيانات الجغرافية وتصريحات الشركة
لم يمر إطلاق ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس مرور الكرام دون انتقادات تقنية وفنية، حيث اعترف نيكيتا بير، رئيس المنتجات في الشركة، بأن البيانات المعروضة قد لا تكون دقيقة بنسبة مائة بالمائة خاصة للحسابات القديمة، واعدًا بمعالجة هذه الثغرات الأولية في القريب العاجل، وقد لاحظ العديد من المستخدمين ظهور مواقع جغرافية غير منطقية لحساباتهم الشخصية، مما أثار موجة من السخرية والقلق في آن واحد، وتعود هذه التناقضات إلى عدة عوامل تقنية معقدة تتداخل مع طريقة تحديد الموقع الجغرافي عبر عناوين البروتوكول IP، وهو ما جعل البعض يشكك في جدوى الميزة إذا كانت المعلومات الأساسية غير موثوقة تمامًا، وتوضح البيانات التالية أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور معلومات جغرافية مغلوطة:
| السبب التقني المحتمل | تأثيره على دقة الموقع الجغرافي |
|---|---|
| الشبكات الافتراضية (VPN) | تغيير عنوان IP للدولة مما يظهر موقعًا وهميًا للحساب |
| السفر والتنقل المستمر | تضارب البيانات بين موقع الإنشاء وموقع الإدارة الحالي |
| فرق العمل الموزعة | إدارة الحساب من عدة دول في آن واحد مما يشتت النظام |
ورغم هذه الأخطاء التقنية الواردة، تؤكد التقارير المتخصصة أن ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس نجحت بالفعل في كشف حالات تضليل حقيقية، حيث تبين أن هناك حسابات تدعي الوطنية أو الانتماء لبلد معين بينما تُدار بالكامل من دول أخرى بعيدة، وتستهدف هذه الحسابات غالبًا إثارة الجدل السياسي أو شن حملات احتيال منظمة، إلا أن الخلط بين الحسابات المضللة والحسابات البريئة التي تعاني من أخطاء في تحديد الموقع لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا أمام مصداقية الأداة الجديدة، خاصة مع ظهور رسائل تحذيرية في بعض الملفات تفيد بأن الدولة المعروضة قد لا تكون دقيقة عند استخدام تقنيات إخفاء الهوية.
المخاطر الأمنية وكشف اللجان الإلكترونية في المنطقة العربية
تكتسب ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس أهمية خاصة وحساسة للغاية في سياق العالم العربي، حيث أعادت تسليط الضوء بقوة على ظاهرة “اللجان الإلكترونية” أو مزارع الحسابات الوهمية التي تُستخدم للتأثير على الرأي العام، ويرى الخبراء أن هذه الأداة قد تكون سيفًا ذا حدين؛ فمن ناحية تمنح المستخدم العادي قدرة غير مسبوقة على التحقق مما إذا كان الحساب الذي يروج لأجندة معينة يدار من داخل الوطن أم أنه جزء من حملة خارجية ممولة، مما يعزز الوعي الجمعي ويساعد في مكافحة التضليل السياسي الذي يعتمد على إخفاء المصدر الحقيقي للمعلومة، ومن ناحية أخرى تثير قلقًا عميقًا بشأن الخصوصية الفردية للنشطاء الحقيقيين.
وتتصاعد المخاوف الأمنية بشكل ملحوظ لدى الصحفيين والمعارضين السياسيين الذين يعيشون في بيئات لا تتقبل حرية الرأي، إذ يخشى هؤلاء من أن يؤدي كشف ميزة حول هذا الحساب في منصة إكس لمواقعهم الجغرافية الحقيقية إلى تعريض سلامتهم الشخصية للخطر، فظهور دولة الإقامة الحالية قد يكشف عن أماكن لجوء المعارضين أو يفضح تحركات الصحفيين الاستقصائيين، وهو ما دفع فريقًا من المستخدمين للمطالبة بضرورة الموازنة بين الشفافية المطلوبة وحق الأفراد في حماية بياناتهم المكانية، خاصة في ظل وجود أنظمة مراقبة متطورة قد تستغل هذه البيانات لأغراض قمعية وليست تنظيمية.
تمثل هذه الخطوة من منصة إكس تحولًا جذريًا في قواعد اللعبة الرقمية، حيث تسعى المنصة جاهدة لتنظيف بيئتها من الحسابات الوهمية والتدخلات الخارجية، لكن نجاح هذا المسعى يظل مرهونًا بقدرة الشركة على تحسين دقة البيانات وضمان عدم استخدامها كأداة للملاحقة بدلاً من الشفافية.
