أندريس إنييستا يختار الهدف الأجمل في مسيرته الكروية ويكشف كواليس اللحظة التاريخية

أندريس إنييستا يختار الهدف الأجمل في مسيرته الكروية ويكشف كواليس اللحظة التاريخية
إنييستا: هذا أجمل هدف في مسيرتي

مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية تظل حديث عشاق كرة القدم حول العالم حتى بعد اعتزاله؛ إذ أكد النجم الإسباني وأسطورة برشلونة أن هناك هدفًا واحدًا يعتز به بشكل استثنائي ويراه الأجمل على الإطلاق رغم كثرة اللحظات المضيئة في حياته المهنية، وتأتي هذه التصريحات لتسلط الضوء على جوانب خفية من شخصية “الرسام” الذي ودع الملاعب نهائيًا في سن الحادية والأربعين تاركًا خلفه إرثًا كرويًا لا يُضاهى وذكريات محفورة في ذاكرة الجماهير.

بدايات مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية في لاماسيا

لم تكن انطلاقة مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية مفروشة بالورود كما يتخيل البعض؛ بل بدأت بليلة قاسية لا تُنسى في أكاديمية “لاماسيا” الشهيرة، فقد اضطر الطفل الصغير ابن الثانية عشرة إلى مغادرة قريته الوادعة “فونتالبيا” التي لا يتجاوز عدد سكانها 2400 نسمة في مقاطعة ألباسيتي ليواجه المجهول وحيدًا بعيدًا عن دفء العائلة، ورغم أن تلك الليلة كانت الأصعب في حياته وتركت ندوبًا نفسية ساهمت ربما في معاناته لاحقًا من الاكتئاب في ذروة مجده، إلا أنها كانت الشرارة الأولى التي صنعت أسطورة صمدت أمام أعتى التحديات، وغيرت مسار كرة القدم الإسبانية للأبد من خلال موهبة فذة صقلتها الغربة وصنعت منها أيقونة عالمية.

تزامنت الذكرى السنوية الأولى لحياة إنييستا الجديدة بعيدًا عن المستطيل الأخضر مع تكريم غير مباشر من ناديه الأم برشلونة خلال منافسات دوري أبطال أوروبا؛ حيث خاض الفريق مواجهات في ملاعب تحمل ذكريات خاصة للرسام مثل ملعب كلوب بروج الذي شهد ظهوره الأول عام 2002، وملعب ستامفورد بريدج معقل تشيلسي الذي كان شاهدًا على واحد من أهم أهداف مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية عام 2009، وهو الهدف الذي قاد البلوجرانا إلى نهائي روما ومهد الطريق لتحقيق السداسية التاريخية، وقد اعترف إنييستا في حديثه لصحيفة “ذا أتلتيك” بأنه يفتقد اللعبة وتفاصيلها المرهقة من تحضيرات وتدريبات؛ مؤكدًا أن كرة القدم ستظل شغفه الأبدي الذي لا ينطفئ.

إنجازات مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية وأسلوب لعبه

ارتبط ذكر مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية بالحقبة الذهبية للمدرب بيب جوارديولا والشراكة المثالية مع تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس في خط الوسط؛ حيث نجح هذا الثلاثي في تقديم سيمفونية كروية أبهرت العالم، ولم يكتفِ إنييستا بكونه صانع ألعاب بل كان مراوغًا بارعًا اشتهر بحركة “الكروكيتاس” التي جعلت الأمور المعقدة تبدو في غاية السهولة، وقد صرح بأن قصر القامة لم يكن عائقًا أبدًا بل دافعًا لاستخدام الذكاء، فالقدرة على قراءة الخصم ومعرفة نقاط القوة والضعف هي جوهر التفوق في كرة القدم الحديثة، وقد تحول مركزه من لاعب وسط دفاعي في بداياته إلى جناح أيسر بقرار من ريكارد، قبل أن يعيده جوارديولا إلى مكانه الطبيعي ليحصد الأخضر واليابس من الألقاب المحلية والقارية والدولية.

تزخر مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية بسجل حافل من البطولات التي جعلته أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ إسبانيا؛ إذ حقق كل ما يمكن للاعب كرة قدم أن يحلم به سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، ويمكن تلخيص أبرز هذه الإنجازات الجماعية التي ساهم فيها بفعالية كبيرة من خلال القائمة التالية:

  • تسعة ألقاب في الدوري الإسباني “الليجا” مع برشلونة.
  • أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
  • ستة كؤوس للملك في إسبانيا.
  • لقب كأس العالم 2010 مع المنتخب الإسباني.
  • بطولتان لكأس الأمم الأوروبية “اليورو”.

أسرار مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية الحاسمة

رغم أن مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية لم تعتمد على الغزارة التهديفية؛ إلا أن أهدافه القليلة كانت دائمًا أيقونية وحاسمة وتظهر في الأوقات التي يفقد فيها الجميع الأمل، فبينما يتذكر العالم هدفه القاتل في مرمى تشيلسي المعروف بـ “إل إنييستازو” أو هدفه الخالد في نهائي مونديال جوهانسبرج الذي أهدى إسبانيا نجمتها الأولى واحتفل فيه بذكرى صديقه الراحل داني جاركي، إلا أن إنييستا فاجأ الجميع باختيار هدف آخر يعتبره الأجمل من الناحية الفنية البحتة، وهو هدفه ضد منتخب بلجيكا في تصفيات المونديال؛ حيث يرى أن جمالية المراوغة وتمرير الكرة بين قدمي الحارس “Nutmeg” في مساحة ضيقة للغاية جعلت منه تحفة فنية متكاملة تفوق في جمالها باقي أهدافه المصيرية.

بلغت أرقام مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية مستويات مميزة تعكس استمراريته وتأثيره الكبير في الملعب؛ حيث خاض مئات المباريات بقميص النادي والمنتخب، ويمكن توضيح إحصائيات مشاركته وأهدافه التي سجلها خلال رحلته الطويلة في الجدول التالي:

الفريق عدد المباريات عدد الأهداف
نادي برشلونة 674 مباراة 57 هدفًا
المنتخب الإسباني 131 مباراة 13 هدفًا

تظل ذكريات مسيرة أندريس إنييستا وأهدافه التاريخية مصدر إلهام للأجيال القادمة؛ فقد أثبت أن كرة القدم تُلعب بالعقل قبل القدمين وأن الذكاء الفني يتفوق دائمًا على القوة البدنية المجردة، مختتمًا رحلته بكلمات مؤثرة تؤكد حبه العميق لكل لحظة عاشها داخل المستطيل الأخضر من التدريبات البسيطة وحتى رفع الكؤوس العالمية.