تعد مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس المرتقبة الحدث الأبرز الذي يشغل بال المدير الفني تشابي ألونسو في الوقت الراهن؛ خاصة بعد تلقيه أنباءً غير سارة تتعلق بالحالة الصحية للحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي غادر المدينة الرياضية “فالديبيباس” بشكل مفاجئ قبل إتمام الحصة التدريبية الأخيرة، مما يربك حسابات الجهاز الفني قبل السفر إلى العاصمة اليونانية أثينا لخوض منافسات الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا وسط ظروف تنافسية معقدة وضغوط متزايدة لاستعادة نغمة الانتصارات المفقودة مؤخرًا.
تحديات الغيابات وسجل أثينا المقلق قبل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس
يعيش الجهاز الفني للميرنجي حالة من الترقب الشديد بسبب الوضع الصحي للحارس العملاق كورتوا الذي يعاني من التهاب حاد في المعدة والأمعاء؛ حيث تضاءلت فرص مشاركته في اللقاء المصيري بشكل كبير بعد عجزه عن خوض المران الأخير قبل التوجه للمطار، ورغم أن النادي يراقب تطور حالته عن كثب، إلا أن المؤشرات تؤكد صعوبة لحاقه ببعثة الفريق، مما يضع عبئًا إضافيًا على الدفاع في مباراة تتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا وحضورًا بدنيًا قويًا أمام خصم يسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور للخروج بنتيجة إيجابية.
ولا تقتصر الصعوبات على الغيابات الطارئة فحسب، بل يواجه الفريق تحديًا نفسيًا يتمثل في سجل تاريخي سلبي يطارده في العاصمة اليونانية؛ إذ لم ينجح النادي الملكي في تحقيق أي انتصار طوال تاريخه خلال زياراته السابقة لأثينا، وهو ما يضيف طابعًا ثأريًا ودافعًا لكسر هذه العقدة المستمرة منذ سنوات طويلة، ويظهر الجدول التالي تفاصيل المواجهات السابقة التي تؤرق الجماهير قبل انطلاق صافرة البداية:
| تفاصيل السجل التاريخي | الأرقام والإحصائيات |
|---|---|
| إجمالي المباريات في أثينا | 7 مباريات رسمية |
| عدد الانتصارات | 0 (لا يوجد أي فوز) |
| عدد التعادلات | 5 تعادلات |
| عدد الهزائم | هزيمتان |
وتأتي مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس في توقيت حساس للغاية للفريق الإسباني الذي يمر بفترة فراغ فني ملحوظة؛ حيث فشل في تحقيق الفوز خلال آخر ثلاث مباريات خاضها في مختلف المسابقات، بدءًا من الخسارة القارية أمام ليفربول في “آنفيلد”، مرورًا بالتعادل السلبي المحلي، وصولًا للتعادل المخيب مع إلتشي، مما يجعل رحلة اليونان بمثابة طوق نجاة ضروري لإعادة الثقة للاعبين والجماهير على حد سواء، وتثبيت أقدام الفريق في المنافسة الأوروبية التي يحتل فيها المركز السابع حاليًا برصيد تسع نقاط.
استراتيجية ألونسو للتعامل مع ضغوط مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس
يدرك تشابي ألونسو حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لتصحيح المسار السريع، وقد عبر عن ذلك بوضوح في تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها أن النادي لا يقبل سوى لغة الانتصارات؛ مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تتطلب تكاتفًا كبيرًا بين جميع عناصر الفريق لتجاوز الكبوة العابرة، ومشددًا على أن الروح القتالية موجودة لدى اللاعبين رغم النتائج التي قد لا تعكس دائمًا الأداء المقدم في أرض الملعب، خاصة أن الفريق يظهر تماسكًا في غرف الملابس ورغبة جامحة في الرد العملي على الانتقادات من خلال الأداء القوي في الملعب اليوناني الصعب.
وقد شهدت الفترة الماضية سلسلة من النتائج التي زادت من حدة التوتر المحيط بالفريق، والتي يحاول المدرب معالجتها نفسيًا وتكتيكيًا قبل الدخول في أجواء اللقاء الأوروبي؛ حيث يسعى الجهاز الفني لتحويل مشاعر الغضب والإحباط من التعثرات المحلية إلى طاقة إيجابية تدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، ويمكن تلخيص أبرز المحطات التي سبقت هذه المباراة الحاسمة في النقاط التالية التي تعكس تذبذب المستوى:
- الخسارة بهدف نظيف أمام ليفربول في دوري الأبطال أثارت الشكوك حول الفاعلية الهجومية.
- التعادل السلبي مع رايو فاليكانو كشف عن مشاكل في اختراق التكتلات الدفاعية للخصوم.
- التعادل المثير (2-2) ضد إلتشي أظهر هشاشة دفاعية في الحفاظ على التقدم بالنتيجة.
ويعمل المدرب الإسباني بجدية تامة لضبط التوازن المفقود بين الخطوط الثلاثة قبل انطلاق مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس؛ حيث يركز في تدريباته على معالجة الأخطاء الساذجة التي كلفت الفريق نقاطًا سهلة في الدوري المحلي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على التركيز طوال التسعين دقيقة لتجنب سيناريو استقبال الأهداف القاتلة الذي تكرر مؤخرًا، مؤكدًا أن التواصل بين اللاعبين يتحسن يومًا بعد يوم وأن الوحدة داخل الفريق هي السلاح الأقوى لمواجهة التحديات الخارجية والضغوط الإعلامية المتزايدة.
الخيارات التكتيكية والبدائل المتاحة في مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس
تشهد التشكيلة المتوقعة تعديلات تكتيكية فرضتها الظروف والروية الفنية للمدرب الذي دافع بشراسة عن خياراته الأخيرة؛ مثل الدفع باللاعب فران جارسيا في أدوار مختلفة بهدف توسيع رقعة اللعب وخلق مساحات على الأطراف، وهو نهج قد يعتمد عليه مجددًا لفك شفرة الدفاع اليوناني المتكتل، ورغم الانتقادات التي طالت أسلوب المداورة، إلا أن ألونسو يرى فيها ضرورة للحفاظ على حيوية الفريق، خاصة فيما يتعلق بوضعية النجم فينيسيوس جونيور الذي جلس بديلًا في المباراة الأخيرة، وهو قرار وصفه المدرب بأنه جزء من استراتيجية متفق عليها مع اللاعب لإدارة مجهوده البدني.
ويعول الفريق الملكي على قدرة نجومه على استعادة “النسق الإيجابي” والاندفاع الهجومي الذي افتقده الفريق في اللحظات الحاسمة مؤخرًا؛ حيث أشار التحليل الفني للمباريات السابقة إلى وجود بناء هجومي جيد في الأشواط الأولى يعقبه تراجع غير مبرر في الحدة والضغط العالي، وهي نقطة الضعف التي قد يستغلها أولمبياكوس الذي يقبع في قاع المجموعة برصيد نقطتين فقط، وسيقاتل بشراسة من أجل تحسين صورته أمام جماهيره، مما يجعل المباراة اختبارًا حقيقيًا للنضج التكتيكي للاعبي ريال مدريد وقدرتهم على التحكم في إيقاع اللعب.
تكتسب هذه المباراة أهمية مضاعفة كونها قد ترسم ملامح مستقبل الفريق في صدارة المجموعة وتحدد مدى قدرته على الذهاب بعيدًا في البطولة؛ لذا فإن التركيز ينصب بالكامل على كيفية الخروج بالنقاط الثلاث من قلب أثينا، وكسر العقدة التاريخية، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للمنافسين بأن التعثرات الأخيرة لم تكن سوى استراحة محارب، وأن شخصية البطل ستظهر بوضوح خلال تفاصيل مواجهة ريال مدريد وأولمبياكوس القادمة.
