هاري كين مهاجم بايرن ميونخ حسم الجدل مؤخراً بشكل قاطع حول الشائعات التي ربطت اسمه بالانتقال إلى صفوف برشلونة الإسباني ليكون خليفة للبولندي روبرت ليفاندوفسكي، فقد خرج قائد المنتخب الإنجليزي عن صمته ليوضح الحقائق كاملة للجماهير ووسائل الإعلام التي تداولت أخباراً غير دقيقة بشأن رغبة النادي الكتالوني في ضمه، مؤكداً في الوقت ذاته التزامه التام مع فريقه الحالي وشعوره بالراحة الكبيرة داخل “أليانز أرينا” دون وجود أي نية للتغيير في المستقبل القريب.
حسم الجدل حول انتقال هاري كين مهاجم بايرن ميونخ للكامب نو
اختار النجم الإنجليزي الرد عبر وسيلة إعلامية ألمانية لوضع النقاط على الحروف، حيث نفى في مقال نشره عبر صحيفة “سبورت بيلد” وجود أي قنوات اتصال بينه وبين إدارة برشلونة، مشدداً على أن كل ما يُثار في الصحافة الرياضية مجرد تكهنات لا تمت للواقع بصلة؛ إذ صرح بوضوح أنه لم يتلقَّ أي اتصالات من أي طرف وأنه لم يتحدث حتى مع إدارة ناديه البافاري بشأن تمديد عقده أو رحيله، ما يعكس حالة الهدوء والتركيز التي يعيشها اللاعب الذي سجل 23 هدفاً هذا الموسم ويرغب في إنهاء الشائعات للتركيز على التحديات القادمة.
أوضح الهداف القدير أنه يتعامل مع مسألة مستقبله بروية تامة دون أي عجلة، مشيراً إلى أن سعادته في ميونخ تنعكس بشكل مباشر على أدائه الفني داخل المستطيل الأخضر، كما نوه إلى أن الحديث عن الموسم المقبل سابق لأوانه خاصة مع وجود استحقاق دولي كبير يتمثل في كأس العالم الصيف القادم، وهو ما يجعل حدوث تغييرات جذرية أمراً مستبعداً، ليرسل بذلك رسالة طمأنة واضحة لجماهير البافاري بأنه باقٍ ولن يغادر، علماً بأن عقده الحالي يتضمن بنداً مثيراً يسمح له بالرحيل في صيف 2026 نظير مبلغ مالي محدد.
يحتوي عقد اللاعب على تفاصيل دقيقة تتعلق بشروط الرحيل المحتملة في المستقبل البعيد، حيث تشير التقارير إلى وجود بند يتيح له المغادرة مقابل 65 مليون يورو، ولكن تفعيل هذا البند يتطلب الالتزام بتوقيتات محددة وصارمة للغاية؛ إذ يجب تفعيله قبل نهاية شهر يناير من عام 2026، وهو ما يؤكد أن الأمور التعاقدية محسومة ومستقرة في الوقت الحالي ولا تدعو للقلق سواء للاعب أو للنادي الذي يعيش فترة فنية ممتازة على كافة الأصعدة المحلية والأوروبية.
تحديات هاري كين مهاجم بايرن ميونخ أمام دفاع آرسنال
تتجه الأنظار صوب العاصمة البريطانية لندن حيث يعود هاري كين مهاجم بايرن ميونخ لمواجهة خصمه اللدود آرسنال في قمة الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا، وهي المواجهة التي تحمل طابعاً خاصاً للاعب الذي عاش سنوات طويلة من التنافس ضد “المدفعجية” بقميص توتنهام، ويدخل كين هذه المباراة وهو في قمة نضجه الكروي بعدما تطور أسلوبه ليصبح أكثر شمولية، فلم يعد ذلك المهاجم الذي ينتظر الكرة داخل الصندوق فحسب، بل بات عنصراً فعالاً في بناء اللعب والمساندة الدفاعية تحت قيادة المدرب فينسنت كومباني.
يمر الفريق البافاري بفترة زاهية للغاية بفضل المساهمات الكبيرة لنجمه الإنجليزي، حيث يتصدر الفريق جداول الترتيب في الدوري الألماني ودوري الأبطال، محققاً سلسلة انتصارات مرعبة بلغت 17 فوزاً في 18 مباراة، ويعول كومباني على خبرة كين الكبيرة في ديربيات لندن لفك شفرة دفاع آرسنال الحديدي، خاصة وأن الفريق الإنجليزي بقيادة ميكيل أرتيتا يمتلك أقوى منظومة دفاعية في أوروبا حالياً، حيث لم تهتز شباكه في البطولة القارية وحافظ على نظافتها في معظم مباريات البريميرليج، مما يجعل المواجهة صراعاً تكتيكياً بين هجوم كاسح ودفاع صلب.
إليكم أبرز الأرقام التي تُلخص المواجهة المرتقبة بين الفريقين هذا الموسم:
| وجه المقارنة | بايرن ميونخ (بقيادة كين) | آرسنال (بقيادة أرتيتا) |
|---|---|---|
| الأداء الدفاعي | يعاني من الكرات الثابتة (استقبل 4 أهداف مؤخراً) | شباك نظيفة في دوري الأبطال (أقوى دفاع) |
| القوة الهجومية | سلسلة انتصارات وهجوم كاسح (6-2 ضد فرايبورج) | سجل 24 هدفاً بالدوري (10 منها كرات ثابتة) |
تطور الدور التكتيكي للنجم هاري كين مهاجم بايرن ميونخ
لم يعد دور هاري كين مهاجم بايرن ميونخ يقتصر على هز الشباك، بل أصبح المحرك الرئيسي للمنظومة الهجومية للفريق، مستفيداً من رؤيته الثاقبة للملعب وقدرته على التراجع للخلف لأداء دور صانع الألعاب، خاصة في ظل غياب بعض العناصر المؤثرة للإصابة؛ وقد عبر اللاعب عن استمتاعه الكبير بهذا الدور الجديد الذي يمنحه حرية الحركة والمشاركة في الالتحامات البدنية وتخفيف الضغط عن زملائه، مؤكداً أن الجماهير ستقدر مساهماته الشاملة هذا الموسم بعيداً عن لغة الأرقام والأهداف فقط.
يتحمل النجم الإنجليزي مسؤولية مضاعفة في المباريات القادمة، لا سيما مع غياب زميله الكولومبي لويس دياز الذي تعرض للإيقاف بعد طرده في مباراة باريس سان جيرمان، مما يضع على كاهل كين عبء قيادة الخط الأمامي وصناعة الفارق بمفرده تقريباً، وهو تحدٍ اعتاد عليه اللاعب طوال مسيرته، حيث أثبت قدرته على التكيف مع مختلف الظروف والخطط التكتيكية، سواء باللعب كمهاجم صريح أو كمحطة لعب توزع الكرات للأجنحة المنطلقة مثل جنابري.
تتميز النسخة الحالية من كين بالتنوع الكبير في المهام التي يؤديها داخل الملعب، والتي جعلت منه لاعباً متكاملاً لا غنى عنه في تشكيلة العملاق البافاري، ويمكن تلخيص أبرز الأدوار الجديدة التي يتقنها اللاعب فيما يلي:
- التراجع لوسط الملعب لاستلام الكرة وسحب المدافعين لفتح مساحات للأجنحة.
- أداء أدوار دفاعية قوية والمشاركة في الالتحامات البدنية لاستعادة الاستحواذ.
- صناعة اللعب بتمريرات دقيقة تكسر الخطوط الخلفية للمنافسين.
على الرغم من التاريخ الطويل الذي يجمع هاري كين مهاجم بايرن ميونخ بنادي آرسنال، بدءاً من استغناء الأكاديمية عنه في طفولته وصولاً إلى أهدافه الغزيرة في شباكهم، إلا أنه يرفض التعامل مع المباراة بمنطق الثأر الشخصي، معتبراً أن تلك الأحداث أصبحت من الماضي البعيد، ويركز كين الآن فقط على استغلال نقاط ضعف الخصم، خاصة وأن مدربه كومباني اعترف بوجود ثغرة واضحة في دفاعات البايرن تتعلق بالتعامل مع الكرات الثابتة، وهي السلاح الأفتك لآرسنال هذا الموسم، مما يتطلب من كين ورفاقه إظهار شخصية قوية وتركيز عالٍ للخروج بنتيجة إيجابية من قلب لندن.
