المحكمة تقرر استمرار حبس رمضان صبحي وتحدد موعد جلسة النطق بالحكم

محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير تصدرت المشهد الرياضي والقضائي في مصر خلال الساعات الماضية، حيث قررت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بشبرا الخيمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة الثلاثين من ديسمبر المقبل للنطق بالحكم، وجاء هذا القرار مصحوبًا بأمر قضائي يقضي باستمرار حبس جميع المتهمين على ذمة التحقيقات، وهو ما يضع مستقبل نجم نادي بيراميدز في مأزق حقيقي نظراً لخطورة الاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة بالتلاعب في محررات رسمية خاصة بمعهد الفراعنة العالي.

تفاصيل جلسة محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير

شهدت قاعة المحكمة أجواءً مشحونة وسط ترقب كبير لمتابعة وقائع الجلسة الثانية، فقد نظرت الهيئة القضائية برئاسة المستشار طه إبراهيم وعضوية المستشارين عبد السلام الدلجاوي وأحمد محمد يسري التهم المنسوبة للاعب وشركائه؛ وتميزت الجلسة بحضور أمني مكثف من قوات الشرطة التي فرضت طوقًا أمنيًا داخل القاعة وخارجها للسيطرة على الحشود الإعلامية والجماهيرية التي توافدت لمتابعة مصير اللاعب الدولي، وقد دخل رمضان صبحي إلى قفص الاتهام وسط حراسة مشددة قبل دقائق من بدء الجلسة وبدت عليه علامات الهدوء والترقب بينما كان يتبادل الحديث مع محاميه أشرف عبد العزيز لترتيب أوراق الدفاع الأخيرة.

واستمعت المحكمة خلال نظر محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير إلى الدفوع الأولية التي قدمها فريق الدفاع، حيث ترتكز القضية الأساسية على واقعة ضبط شخص يدعى “يوسف” أثناء أدائه الامتحانات بدلاً من اللاعب، وهي الواقعة التي فجرت القضية وأحالتها إلى القضاء، وقد حرص شريف إكرامي حارس مرمى بيراميدز وزوج شقيقة رمضان على التواجد في المحكمة لتقديم الدعم المعنوي لزميله وصهره في هذه الأزمة العصيبة؛ وتضمنت الجلسة تقديم مستندات جديدة ومطالبات من الدفاع باستدعاء شهود نفي لإثبات عدم علم اللاعب ببعض الإجراءات التي تمت باسمه دون تفويض مباشر منه.

اتهامات النيابة في محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير

وجهت النيابة العامة لائحة اتهامات ثقيلة للمتورطين في القضية، حيث أكدت التحقيقات أن الوقائع لا تقتصر على مجرد الغش في الامتحانات، بل تمتد لتشمل تزويرًا في محررات رسمية؛ وتتضمن القائمة التلاعب في كراسات الإجابة وكشوف الحضور والانصراف لإثبات تواجد الطلاب وهم غائبون فعليًا، وقد استندت النيابة إلى أدلة مادية تشير إلى اشتراك المتهمين في استخراج أوراق رسمية مزورة من معهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق بمنطقة أبو النمرس واستعمالها أمام جهات رسمية أخرى لاعتماد نتائج دراسية غير مستحقة، وهو الأمر الذي دفع المحكمة للتشديد على استمرار الحبس لضمان سير العدالة وعدم التأثير على الأدلة المتبقية.

وفيما يلي جدول يوضح أبرز الأدلة والمستندات التي استندت إليها جهات التحقيق في إدانة المتهمين:

وتأتي محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير في سياق حملة أوسع تشنها الأجهزة الرقابية ووزارة التعليم العالي لضبط المنظومة التعليمية ومكافحة ظاهرة الشهادات غير الحقيقية، ورغم محاولات الدفاع نفي صلة اللاعب المباشرة بعمليات التزوير والادعاء بوجود ثغرات في التحريات الأمنية، إلا أن النيابة تمسكت بموقفها مؤكدة توافر أركان الجريمة والمشاركة الجنائية، سواء بالاتفاق أو المساعدة، خاصة مع وجود متهم هارب يدعى طارق محمد يعمل وكيلاً للاعبين ويُعتقد أنه العقل المدبر لعملية تسهيل الامتحانات بطرق غير مشروعة.

كواليس وشهادات حول محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير

فجر المحامي عمر هريدي مفاجآت مدوية تتعلق بكواليس القضية، حيث صرح بأنه انسحب من الدفاع عن المتهم الأول “يوسف” لتجنب الصراعات الإعلامية، نافياً أن يكون لانسحابه علاقة بانتمائه لنادي الزمالك أو رغبة في الإضرار باللاعب؛ وأوضح هريدي أن التحقيقات كشفت عن تفاصيل مثيرة أدلى بها شريف إكرامي، الذي اعترف في أقواله بأن رمضان لم يؤدِ الامتحانات في المعهد المذكور على مدار ثلاث سنوات كاملة وليس فقط في العام الأخير، مما يعقد الموقف القانوني للاعب ويزيد من احتمالية صدور أحكام مشددة إذا ثبتت صحة هذه الاعترافات بشكل قاطع.

وكشفت التحقيقات المرتبطة بملف محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير عن شبكة علاقات أدت إلى هذه الأزمة، حيث تبين الآتي:

• تورط وكيل لاعبين يدعى طارق محمد في تسهيل عملية التزوير وهو حاليًا هارب
• تعرف رمضان صبحي على هذا الوسيط من خلال محمد الشناوي حارس الأهلي
• اعتراف شريف إكرامي بعدم حضور رمضان للامتحانات لسنوات متعددة
• محاولة الدفاع إثبات حسن نية اللاعب وعدم علمه بالتفاصيل الإجرامية

وتلقي هذه القضية بظلالها القاتمة على مسيرة اللاعب الذي حقق نجاحات رياضية سابقة، منها المساهمة في فوز بيراميدز بلقب دوري أبطال أفريقيا، وتثير جدلاً واسعاً حول مستقبل اللاعبين المحترفين ومسؤولياتهم القانونية خارج المستطيل الأخضر؛ حيث ينتظر الجميع جلسة الثلاثين من ديسمبر التي ستكون حاسمة في تحديد مصير أحد أبرز نجوم الكرة المصرية وتوضيح الحقيقة النهائية وراء الاتهامات الموجهة إليه.