مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 باتت مؤكدة وخالية من العوائق بعد أن تنفس قائد النصر السعودي الصعداء عقب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الحاسم؛ فقد كانت الأجواء ملبدة بالشكوك حول إمكانية غياب “صاروخ ماديرا” عن انطلاقة المونديال المرتقب في أمريكا الشمالية بسبب حادثة الطرد الأخيرة، إلا أن العقوبة جاءت مخففة لتنهي حالة القلق التي سيطرت على عشاق الدون حول العالم خلال الأسابيع القليلة الماضية.
حقيقة تهديد مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026
عاشت الجماهير البرتغالية لحظات عصيبة بعد طرد نجمها الأول في مواجهة جمهورية إيرلندا ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الأوروبية، حيث أشهر الحكم البطاقة الحمراء في الدقيقة 62 بعد العودة لتقنية الفيديو إثر احتكاك بالمرفق مع المدافع الإيرلندي؛ وقد تسبب هذا الطرد في تعقيد مهمة المنتخب البرتغالي الذي كان متأخرًا بالنتيجة بهدفين دون رد، ليفشل الفريق في تعويض الفارق بعد اضطراره لإكمال المباراة بعشرة لاعبين فقط وسط حالة من الإحباط سيطرت على الجميع.
وكان التخوف الأكبر يكمن في تطبيق المادة 14 من الفصل الثاني لقانون الانضباط بالفيفا التي تنص بوضوح على إيقاف اللاعبين لثلاث مباريات في حالات السلوك العنيف والضرب بدون كرة أو البصق والعض، وهو ما كان سيعني غياب مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 خلال أول جولتين من دور المجموعات على أقل تقدير؛ لكن صحيفة “ريكورد” البرتغالية زفت البشرى بتأكيد اكتفاء الفيفا بإيقاف اللاعب لمباراة واحدة فقط، حيث تم تفسير الواقعة على أنها سلوك غير رياضي بسيط وليست اعتداءً وحشيًا يستوجب العقوبة القصوى، ليغيب رونالدو عن لقاء أرمينيا التالي فقط ويكون جاهزًا تمامًا للنهائيات.
دفاع الاتحاد البرتغالي لضمان مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026
لم يقف الاتحاد البرتغالي لكرة القدم مكتوف الأيدي أمام هذا المأزق الكبير الذي كاد يعصف بآمال قائدهم، بل تحرك رئيس الاتحاد بيدرو بروينسا بشكل عاجل لمتابعة الإجراءات القانونية وتقديم ملف دفاعي متكامل للجنة الانضباط بهدف تخفيف العقوبة إلى الحد الأدنى؛ وقد استندت الاستراتيجية القانونية البرتغالية على عدة ركائز قوية ومقنعة نجحت في إقناع المسؤولين الدوليين بملابسات الموقف، مما مهد الطريق لتأمين مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 بشكل طبيعي ومنتظم منذ الدقيقة الأولى للبطولة دون أي غيابات مؤثرة.
تضمن الملف الدفاعي الذي قدمه المسؤولون البرتغاليون ثلاث حجج رئيسية ساهمت في تغيير مسار القرار التأديبي لصالح النجم المخضرم، وقد جاءت هذه الدفوعات لتوضح السياق العام للمباراة والظروف المحيطة بها:
- خلق بيئة عدائية ومستفزة ضد اللاعب بتشجيع من مدرب الخصم الذي اتهم رونالدو مسبقًا بالسيطرة على التحكيم في مباريات سابقة.
- تعرض القائد البرتغالي لعملية جذب واضحة وقوية من القميص قبل لحظة الطرد مباشرة، مما تسبب في ردة فعله الدفاعية التي لم تكن هجومية.
- خلو سجل اللاعب الدولي من أي بطاقات حمراء سابقة طوال مسيرته الممتدة لأكثر من 226 مباراة دولية منذ بدايته عام 2003.
بعد نجاح هذه المساعي القانونية المكثفة، غاب الدون بالفعل عن مواجهة أرمينيا الختامية في التصفيات، وبذلك يكون قد استنفد العقوبة بالكامل قبل انطلاق النهائيات العالمية المنتظرة؛ هذا الأمر يعني أن مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 لن تتأثر بأي إيقافات مرحلة من التصفيات، وسيكون قائد “برازيل أوروبا” جاهزًا بدنيًا وذهنيًا لقيادة منتخب بلاده في الأراضي الأمريكية والكندية والمكسيكية بحثًا عن اللقب الوحيد المفقود في خزائنه المرصعة بالذهب.
الظهور الأخير وختام مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026
أكد الأسطورة البرتغالية خلال حضوره فعاليات منتدى تورايز العالمي في العاصمة السعودية الرياض، والذي نظمته وزارة السياحة، أن هذه النسخة ستكون المحطة الأخيرة في مسيرته الدولية الحافلة، مشيرًا إلى أنه سيبلغ من العمر 41 عامًا بحلول موعد البطولة؛ وقد عبر نجم النصر عن فخره الشديد بكل ما قدمه لكرة القدم على مدار خمسة وعشرين عامًا حطم فيها كافة الأرقام القياسية الممكنة مع الأندية والمنتخب على حد سواء، مؤكدًا عزمه على الاستمتاع بكل لحظة متبقية له داخل المستطيل الأخضر.
ويوضح الجدول التالي المقارنة التاريخية لعدد المشاركات المونديالية بين أسطورتي هذا الزمان، حيث يتطلع رونالدو للانفراد برقم قياسي جديد عبر مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 للمرة السادسة في تاريخه:
| اللاعب الأسطوري | سجل المشاركات المونديالية عبر التاريخ |
|---|---|
| كريستيانو رونالدو | من 2006 إلى 2022 (والنسخة القادمة ستكون السادسة له) |
| ليونيل ميسي | من 2006 إلى 2022 (يتشارك حاليًا نفس الرقم التاريخي بخمس نسخ) |
تتجه أنظار العالم بأسره نحو مشاركة رونالدو في كأس العالم 2026 لترقب ما سيقدمه هذا النجم الاستثنائي في رقصته الأخيرة، خاصة وأن هذه النسخة تمثل فرصة تاريخية لتعزيز إرثه الكروي؛ ورغم كل التحديات والعقبات التي واجهت مسيرته مؤخرًا بما فيها واقعة الطرد، يظل الشغف هو المحرك الأساسي للدون الذي يسعى لوداع يليق بتاريخه الذهبي وإسعاد الجماهير التي طالما هتفت باسمه.
