تمثل المشاركة في كأس العرب 2025 حلماً كبيراً تحقق للمنتخب الفلسطيني وطاقمه الفني بقيادة المدرب إيهاب أبو جزر الذي طمح طويلاً لسماع النشيد الوطني لبلاده يعزف أمام المنتخب القطري المستضيف في المباراة الافتتاحية للبطولة، وقد بات هذا الحلم واقعاً ملموساً بعد نجاح “الفدائي” في حجز مقعده بالنهائيات للمرة الخامسة في تاريخه عقب مباراة ماراثونية حبست الأنفاس ضد المنتخب الليبي انتهت بالتعادل السلبي في وقتها الأصلي قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للفلسطينيين بنتيجة 4-3، ليضربوا موعداً في الأول من كانون الأول/ديسمبر المقبل في الدوحة لتقديم رسالة صمود وإلهام لأهل غزة الذين يعيشون ظروفاً قاسية، حيث أكد الحارس المتألق رامي حمادة أن هذا الإنجاز جاء بفضل إلهام الناس وصمودهم؛ ما يمنح البطولة طعماً مختلفاً ومميزاً بوجود اسم فلسطين بين الكبار.
إصرار الفدائي وتفاصيل التأهل إلى **كأس العرب 2025**
شهد استاد ثاني بن جاسم في منطقة الغرافة ملحمة كروية تكتيكية عالية المستوى، حيث بدأ الشوط الأول بحذر من الطرفين مع أفضلية نسبية للمنتخب الفلسطيني الذي اعتمد مدربه على تشكيلة هجومية ضمت محترفين شاركوا مؤخراً في الدوري القطري مثل عدي الدباغ وتامر صيام، وقد بدا واضحاً منذ الدقائق الأولى إصرار اللاعبين على انتزاع بطاقة العبور رغم قوة المنافس الليبي الذي وصفه المدرب أبو جزر بأنه من أكثر الفرق تطوراً وقدم مستويات لافتة في التصفيات الإفريقية والمونديالية؛ ورغم المحاولات الهجومية المتبادلة في الشوط الثاني وتألق الدفاعات وحراس المرمى في التصدي للكرات الخطرة مثل تسديدة حامد حمدان ورأسية صبيحي الضاوي، إلا أن الشباك ظلت نظيفة ليتم الاحتكام إلى ركلات الحظ التي شهدت تألقاً لافتاً للحارس رامي حمادة الذي حافظ على ثباته الانفعالي وتصدى لكرتين حاسمتين، فيما يلي تفاصيل مسجلي الركلات الترجيحية التي حسمت اللقاء:
- لمنتخب فلسطين: سجل كل من عدي الدباغ، حامد حمدان، محمد صالح، وعميد محاجنه.
- لمنتخب ليبيا: سجل عبد العزيز علي، حسين طقطق، وإسماعيل شرادي، بينما أضاع ميلاد تيراميني وعلي يوسف ومروان الهبيشي.
البعد الإنساني والمجموعات في **كأس العرب 2025**
تتجاوز كرة القدم بالنسبة للمنتخب الفلسطيني مجرد كونها لعبة، بل هي وسيلة لإيصال رسائل للعالم وإدخال الفرحة على قلوب الناس في كافة المحافظات وخصوصاً في غزة، حيث كشف المدرب أبو جزر بكلمات مؤثرة أن والدته تقطن حالياً في خيمة مؤقتة، مما زاد من العبء النفسي والمسؤولية على عاتق الفريق لتقديم أداء يشرف الكرة الفلسطينية، وقد أهدى الحارس رامي حمادة هذا الفوز الثمين لأهل غزة الصامدين في الخيام، مؤكداً أن البطولة ستكون ناقصة بدون فلسطين وأنهم فخورون بمقارعة منتخبات كبيرة في المجموعة الأولى التي باتت تضم توليفة قوية من المدارس الكروية المختلفة، وهذا الجدول يوضح توزيع المنتخبات في المجموعات التي تأكدت هويتها بعد مباريات الملحق الأخيرة:
| المجموعة الأولى (نارية) | المجموعة الثالثة (متوازنة) |
|---|---|
| قطر (المستضيف) | مصر |
| تونس | الأردن |
| سوريا | الإمارات |
| فلسطين | الكويت |
نتائج المنتخبات العربية الأخرى وتطلعات **كأس العرب 2025**
لم تكن فرحة التأهل مقتصرة على الجانب الفلسطيني فقط، بل شهدت التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العرب 2025 عودة قوية للمنتخب الكويتي “الأزرق” الذي غاب عن النسخة الماضية، حيث تمكن من تجاوز عقبة المنتخب الموريتاني بهدفين نظيفين على استاد جاسم بن حمد، وسجل الأهداف محمد دحام بكرة رأسية متقنة ونوح محمد بالخطأ في مرماه، ليفرض المنتخب الكويتي سيطرته منذ البداية عبر هجوم ضاغط كاد أن يضاعف النتيجة لولا تسرع المهاجمين وتألق الحارس الموريتاني في الشوط الثاني، وفي سياق متصل حجز المنتخب السوري مقعده في النهائيات بعد فوزه المستحق على جنوب السودان بهدفين دون رد، لينضم بذلك لركب المتأهلين ويشعل المنافسة في المجموعة الأولى النارية، وتستمر المنافسات لتحديد هوية باقي المنتخبات السبعة التي ستنضم للتسعة المتأهلين تلقائياً وفقاً للتصنيف الدولي.
تترقب الجماهير العربية بشغف انطلاق البطولة في الدوحة التي تستضيف الحدث للمرة الثانية على التوالي، مستفيدة من بنيتها التحتية المونديالية المبهرة التي احتضنت كأس العالم 2022، حيث ستشهد الأيام المقبلة حسم باقي المقاعد عبر مواجهات مصيرية تجمع عمان مع الصومال، وجزر القمر مع اليمن للانضمام للمجموعة الثانية، بالإضافة إلى لقاءات البحرين مع جيبوتي والسودان مع لبنان لإكمال عقد المجموعة الرابعة، ليكون الموعد المنتظر في شهر كانون الأول/ديسمبر مسرحاً لأقوى المواجهات العربية التي تجمع بين الإثارة الكروية والمشاعر الوطنية الجياشة التي تميز هذه البطولة الإقليمية الكبرى وتمنحها نكهة خاصة تختلف عن أي منافسة قارية أخرى.
