إنستاجرام تتوسع نحو شاشات التلفزيون وتختبر تطبيقاً مخصصاً لعرض مقاطع الفيديو القصيرة

يعتبر تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز أحدث خطوات شركة ميتا الطموحة لتوسيع نطاق منصتها الشهيرة خارج حدود الهواتف الذكية؛ حيث بدأت الشركة فعليًا في اختبار هذه النسخة الجديدة المخصصة للشاشات الكبيرة لتمكين المستخدمين من الاستمتاع بمشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة Reels بجودة عالية وتجربة غامرة، وتأتي هذه الخطوة استجابةً للتغيرات المستمرة في عادات المشاهدة لدى الجمهور الذي بات يفضل استهلاك المحتوى الرقمي المتنوع عبر شاشات التلفزيون المنزلية بدلاً من الاكتفاء بالأجهزة المحمولة الصغيرة.

تفاصيل إطلاق تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز والأجهزة المدعومة

بدأت المرحلة التجريبية لهذا المشروع الواعد داخل الولايات المتحدة الأمريكية حصريًا في الوقت الراهن؛ حيث وقع اختيار الشركة على منصة Amazon Fire TV لتكون الحاضنة الأولى التي ينطلق منها تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز نحو المستخدمين، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى جمع التعليقات وتقييم الأداء التقني للخدمة قبل التفكير في توسيع نطاقها لتشمل دولًا أخرى أو أنظمة تشغيل تلفزيونية منافسة، ويُظهر هذا التوجه رغبة ميتا في ضمان استقرار التطبيق وسلاسة عمله في بيئة غرفة المعيشة التي تختلف كليًا عن بيئة استخدام الهاتف المحمول أثناء التنقل.

حرصت الشركة المطورة على أن يكون تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز متوافقًا مع شريحة واسعة من أجهزة أمازون الشهيرة لضمان وصوله إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين خلال فترة الاختبار؛ إذ لم تقتصر الإتاحة على الأجهزة الحديثة فقط بل شملت مجموعة متنوعة من الإصدارات التي تغطي احتياجات قطاعات مختلفة من الجمهور، ويوضح الجدول التالي تفاصيل الأجهزة التي سيدعمها التطبيق في مرحلته الأولى بشكل رسمي:

تجربة المستخدم وتصميم الواجهة في تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز

يعتمد التصميم الهندسي لواجهة تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز على فلسفة بصرية ذكية تحاول الموازنة بين طبيعة الفيديوهات العمودية وشكل شاشة التلفاز الأفقية؛ حيث تظهر الواجهة الرئيسية بمجموعات أفقية منسقة بعناية لمقاطع Reels مما يتيح للمستخدم التنقل بينها بسلاسة، وعندما يقع اختيار المشاهد على مقطع محدد يتم عرضه بكامل طوله العمودي في منتصف الشاشة، بينما يتم استغلال المساحات السوداء الجانبية لعرض المعلومات الوصفية للفيديو على جهة، وإحصائيات التفاعل الحيوية مثل عدد الإعجابات والمشاركات على الجهة الأخرى، مما يخلق توازنًا بصريًا مريحًا للعين.

حاولت الشركة محاكاة تجربة التمرير الشهيرة في الهواتف الذكية ونقلها إلى تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز بطريقة مبتكرة تتناسب مع أجهزة التحكم عن بُعد؛ إذ يمكن للمستخدم الانتقال إلى الفيديو التالي عبر حركة تمرير بسيطة من أسفل الشاشة، وقد صرحت كريستين باي المتحدثة باسم المنصة بأن المستخدمين سيتمكنون من الوصول إلى محتوى الحسابات التي يتابعونها بالفعل، بالإضافة إلى تدفق مستمر من المحتوى المقترح الذي يتوافق مع اهتماماتهم الشخصية وسلوكيات مشاهداتهم السابقة، لضمان بقائهم أمام الشاشة لأطول فترة ممكنة.

يوفر تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز ميزة تنظيمية رائعة تعتمد على تصنيف المحتوى ضمن ما يسمى “القنوات” لتسهيل عملية الاستكشاف؛ حيث يتم تجميع مقاطع الفيديو ذات الطابع المشترك في صفوف موحدة تتيح للمشاهد الغوص في اهتماماته المفضلة دون عناء البحث اليدوي، وتشمل هذه الميزة عدة خصائص ووظائف رئيسية تعزز من تجربة الاستخدام العائلي والفردي على حد سواء:

• تصفح قنوات مصنفة حسب الموضوعات مثل الرياضة والطهي والموسيقى والمناسبات الموسمية
• إمكانية البحث اليدوي للعثور على صُناع محتوى محددين وتصفح ملفاتهم الشخصية
• دعم تسجيل الدخول لما يصل إلى خمسة حسابات مختلفة لتخصيص التجربة لكل فرد من الأسرة

مستقبل تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز والمنافسة السوقية

تخطط الشركة لإضافة المزيد من التحسينات والوظائف المستقبلية إلى تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز لجعله أكثر تكاملاً مع المنظومة التقنية للمستخدم؛ حيث أشارت التقارير إلى احتمالية دمج ميزة تسمح باستخدام الهاتف الذكي كجهاز تحكم عن بُعد لتسهيل عمليات التنقل والكتابة، كما تعمل الفرق الهندسية على تطوير طرق أكثر انسيابية للتنقل بين القنوات والمحتوى المقترح، ومن المتوقع أن يتم توسيع نطاق التوفر الجغرافي للتطبيق ليشمل أسواقًا عالمية جديدة وأجهزة تلفاز من علامات تجارية أخرى فور انتهاء فترة الاختبارات الأولية بنجاح.

يأتي الكشف عن تطبيق إنستاجرام لأجهزة التلفاز في توقيت حيوي تشهد فيه “حرب غرف المعيشة” تصاعدًا ملحوظًا بين عمالقة التكنولوجيا؛ إذ لم تعد شاشات التلفزيون حكرًا على القنوات التقليدية أو منصات البث الطويل مثل نتفليكس، بل تحولت إلى ساحة تنافس شرسة لمنصات الفيديو القصير، وتواجه ميتا في هذا المضمار منافسة قوية من يوتيوب التي عززت حضور خدمة “Shorts” على التلفاز، وكذلك تيك توك التي سبقت بخطوات مماثلة، مما يجعل التواجد على الشاشة الكبيرة ضرورة حتمية للحفاظ على ولاء المستخدمين ووقت مشاهدتهم.

تُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في استراتيجية منصات التواصل الاجتماعي التي تسعى للسيطرة على كافة شاشات المستخدم.