أرني سلوت يوضح الدوافع الفنية وراء استبعاد إيزاك من مواجهة آيندهوفن وحقيقة جاهزيته البدنية

تناولت الأوساط الرياضية بشكل مكثف وضع ألكسندر إيزاك داخل قلعة آنفيلد وتحديداً الأسباب الفنية والبدنية التي دفعت المدرب الهولندي آرني سلوت لعدم الاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية للمواجهة الأوروبية الحاسمة أمام آيندهوفن، حيث كشف المدير الفني للريدز عن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار الذي أثار تساؤلات الجماهير المترقبة لظهور أغلى صفقة في تاريخ النادي في مثل هذه الليالي الكبرى بدوري أبطال أوروبا.

تفسيرات سلوت حول جاهزية ألكسندر إيزاك

شهد ملعب آنفيلد مساء الأربعاء مواجهة قوية استقبل فيها ليفربول نظيره آيندهوفن ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري، ويدخل الريدز اللقاء وهم في المركز العاشر برصيد 9 نقاط بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر بايرن ميونخ، بينما يقبع الفريق الهولندي في المركز الرابع والعشرين برصيد 5 نقاط، وقد ضمت تشكيلة ليفربول أسماء لامعة مثل مامارداشفيلي وسوبوسلاي وكوناتي وفان دايك وكيركيز وجرافينبيرخ وماك أليستر وجونز وجاكبو ومحمد صلاح، بالإضافة إلى هوجو إيكتيكي الذي فضل المدرب الدفع به أساسياً على حساب المهاجم السويدي، وبرر سلوت قراره في تصريحات شبكة “TNT Sports” موضحاً أن ألكسندر إيزاك شارك لمدة 30 دقيقة فقط خلال الأسابيع الأربعة الماضية ثم لعب 70 دقيقة في مباراة لم تتسم بالحدة العالية نظراً لسيطرة الفريق المطلقة على الكرة؛ مما جعل المدرب يرى صعوبة في قدرة اللاعب على التحكم في نسق أدائه والجارية خلال سبعين دقيقة أخرى في مباراة بهذه الأهمية، وبما أن الفريق يمتلك تسعة لاعبين آخرين في قمة الجاهزية فكان الخيار المنطقي هو إشراك إيكتيكي لقيادة الهجوم.

صعوبات البداية ودعم الزملاء للنجم السويدي

لم يتمكن ألكسندر إيزاك حتى الآن من تقديم أوراق اعتماده بقوة مع ليفربول أو إظهار النسخة المتوهجة التي عرفها الجمهور عنه، ويعود ذلك جزئياً إلى قضائه معظم فترات الصيف يتدرب منفرداً كوسيلة للضغط على إدارة نيوكاسل للسماح له بالانتقال إلى آنفيلد، وقد انعكس ذلك على حصيلته التهديفية حيث سجل هدفاً وحيداً فقط في مرمى ساوثهامبتون بمسابقة كأس كاراباو، ورغم هذه الانطلاقة الشاحبة إلا أن اللاعب لا يزال يمتلك ثقة كبيرة في قدرته على تصحيح المسار وتغيير الصورة الذهنية الحالية، حيث صرح بأن كرة القدم لا تعترف بالسهولة وأن الخبرة تمنح اللاعب القدرة على التعامل مع المحبطات سواء كانت إصابات أو غياب عن التشكيل، مؤكداً أن الإصابات هي الأسوأ لأي لاعب لكن العودة للطريق الصحيح مسألة وقت وتعلم، وفي سياق متصل تلقى اللاعب دعماً معنوياً كبيراً من زميله في المنتخب السويدي أنتوني إيلانجا الذي أكد معرفته التامة بالجودة التي يمتلكها مواطنه، مشدداً على أن الأمر يتعلق بالثقة ومنحه الوقت الكافي للتأقلم، فمبلغ الانتقال الضخم وانضمامه لناد بحجم ليفربول لم يأتِ من فراغ بل لأنه لاعب كبير يمتلك إمكانيات استثنائية ستظهر مع مرور الوقت.

مسيرة ألكسندر إيزاك الاحترافية وأبرز محطاته

يتمتع ألكسندر إيزاك بمسيرة كروية حافلة جعلته أحد أبرز المواهب في القارة العجوز، حيث ولد في مدينة سولنا السويدية عام 1999 لأصول إريترية، وبدأ رحلته في أكاديمية أيك السويدي ليصعد للفريق الأول ويصبح أصغر هداف في تاريخ النادي، ثم انتقل إلى بوروسيا دورتموند في تجربة واجه فيها صعوبات في اللعب أساسياً، لتكون نقطة التحول الحقيقية عند إعارته لنادي فيلم تو تيلبورخ الهولندي حيث انفجرت موهبته التهديفية، ومن أبرز المهارات التي يتميز بها اللاعب ما يلي:

• القدرة الفائقة على المراوغة في المساحات الضيقة بفضل تحكمه الممتاز بالكرة.
• السرعة الكبيرة واستغلال القامة الطويلة في الكرات الهوائية والالتحامات البدنية.
• الذكاء التكتيكي في التحرك بدون كرة لفتح مساحات للزملاء أو التمركز داخل الصندوق.
• الهدوء والبرود أمام المرمى مما يجعله قناصاً مميزاً في المواقف الحاسمة.

انتقل النجم السويدي بعد ذلك إلى ريال سوسيداد الإسباني ليقدم مستويات مذهلة مسجلاً 33 هدفاً ومحققاً لقب الكأس، كما سجل أول “هاتريك” للاعب سويدي في الليجا منذ عام 1949، وفي صيف 2022 انتقل إلى نيوكاسل يونايتد ليصبح النجم الأول للفريق، حيث سجل 21 هدفاً في موسم واحد بالدوري الإنجليزي متخطياً رقم زلاتان إبراهيموفيتش، ويوضح الجدول التالي أبرز المحطات الرقمية في مسيرة اللاعب قبل انضمامه للريدز:

توجت هذه المسيرة المميزة بانتقال ألكسندر إيزاك إلى ليفربول في صيف 2025 بصفقة قياسية بلغت 130 مليون جنيه إسترليني، ليصبح بذلك اللاعب الأغلى في تاريخ النادي العريق، ورغم البداية التي لم ترتقِ للتوقعات العالية المصاحبة لقيمة الصفقة؛ إلا أن الآمال لا تزال معقودة عليه لاستعادة بريقه وقيادة خط هجوم الفريق نحو الألقاب بمجرد انسجامه الكامل مع منظومة اللعب واستعادته لكامل لياقته البدنية التي تأثرت بظروف فترة الإعداد الصيفية.