أسباب الدوخة عند السيدات تتجاوز فقر الدم.. متى يصبح الدوار جرس إنذار لتدخل طبي عاجل؟

أسباب الدوخة عند السيدات تتجاوز فقر الدم.. متى يصبح الدوار جرس إنذار لتدخل طبي عاجل؟

أسباب الدوخة عند النساء تعد من أكثر المشكلات الصحية التي تثير التساؤلات والقلق لدى السيدات بمختلف أعمارهن، فهي ليست مجرد شعور عابر بالدوار بل قد تكون مؤشرًا حيويًا يرسله الجسم للتنبيه بوجود خلل ما في أنظمته الداخلية سواء كان ذلك متعلقًا بالتوازن أو الدورة الدموية أو حتى الحالة النفسية، ولذلك فإن فهم طبيعة هذه الأعراض بدقة وعدم الاكتفاء بالحلول المؤقتة هو الخطوة الأولى نحو استعادة النشاط والحيوية وضمان عدم وجود مشكلات صحية خفية تتطلب التدخل الطبي.

أهم أسباب الدوخة عند النساء المرضية والجسدية

تتعدد العوامل التي تؤدي إلى فقدان التوازن والشعور بالدوار حيث يلعب الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية دورًا محوريًا في هذه العملية، فأي التهاب يصيب العصب الدهليزي أو تراكم للسوائل كما يحدث في مرض منيير يؤدي فورًا إلى إرسال إشارات مغلوطة للدماغ حول وضعية الجسم مما يخلق شعورًا قويًا بالدوران وعدم الثبات، وتتفاقم أسباب الدوخة عند النساء بشكل خاص نتيجة لفقر الدم ونقص الحديد الذي يرتبط غالبًا بالدورة الشهرية وفقدان كميات من الدم مما يقلل من وصول الأكسجين الكافي إلى المخ ويشعر السيدة بالوهن العام، بالإضافة إلى ذلك تلعب مستويات ضغط الدم والسكر دورًا حاسمًا حيث يؤدي الانخفاض المفاجئ في أي منهما بعد مجهود بدني أو الوقوف السريع إلى نقص التروية الدموية للدماغ وحدوث نوبات الدوار المصحوبة بالتعرق والرعشة، وفيما يلي جدول يوضح الفروقات بين بعض المسببات الشائعة وأعراضها المميزة:

المسبب الرئيسي طبيعة الأعراض المرافقة
انخفاض سكر الدم تعرّق بارد، ارتعاش الأطراف، شعور بالجوع الشديد
مشاكل الأذن الداخلية دوار شديد (غرفة تدور)، غثيان، طنين في الأذن
فقر الدم (الأنيميا) شحوب الوجه، تعب عام، ضيق في التنفس
انخفاض ضغط الدم زغللة في العين، شعور بالإغماء عند الوقوف المفاجئ

تأثير الهرمونات ونمط الحياة على أسباب الدوخة عند النساء

لا يمكن الحديث عن هذا العرض دون التطرق إلى التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تمر بها المرأة حيث تعتبر التقلبات الهرمونية من أبرز أسباب الدوخة عند النساء خاصة خلال فترات الحمل أو مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ففي فترة الحمل تتمدد الأوعية الدموية بشكل طبيعي لاستيعاب تدفق الدم للجنين مما قد يسبب انخفاضًا في الضغط وشعورًا بالدوار عند الحركة السريعة، كما أن العوامل النفسية مثل التوتر والقلق الشديد تؤدي إلى تسارع وتيرة التنفس وانخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم مما يحدث نوعًا من الدوخة الوظيفية التي لا تزول إلا باستعادة الهدوء النفسي، علاوة على ذلك يساهم الجفاف الناتج عن قلة شرب الماء أو التعرض للحرارة المرتفعة في اختلال التوازن الكهربي للجسم وانخفاض ضغط الدم، مما يجعل تعويض السوائل أمرًا جوهريًا لتجنب هذه النوبات المتكررة والحفاظ على استقرار الجسم أثناء ممارسة الأنشطة اليومية أو الرياضية.

متى تستدعي أسباب الدوخة عند النساء زيارة الطبيب وطرق العلاج؟

يعتمد العلاج الفعال بشكل أساسي على التشخيص الدقيق للمسبب الأصلي سواء كان عضويًا أو نفسيًا، ولكن هناك نمط حياة صحي وإجراءات وقائية يمكن أن تخفف من حدة النوبات بشكل كبير إلى حين استشارة الطبيب المختص، وتشمل هذه الإجراءات الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول وجبات صغيرة منتظمة لضبط مستوى السكر في الدم، مع ضرورة تجنب النهوض المفاجئ والحصول على قسط وافر من النوم، ورغم أن معظم الحالات تكون عابرة إلا أن هناك علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها أبدًا لأنها قد تشير إلى مشكلات عصبية أو قلبية خطيرة تتطلب تدخلًا فوريًا، ومن أبرز هذه العلامات التي تستوجب التوجه للطوارئ ما يلي:

  • استمرار الدوخة لفترات طويلة أو تكرارها بشكل يومي يعيق ممارسة الحياة.
  • حدوث تشوش مفاجئ في الرؤية أو رؤية مزدوجة لا تتحسن.
  • الشعور بخدر أو تنميل أو ضعف في الذراعين أو الساقين.
  • صعوبة في الكلام أو ثقل في اللسان مع عدم القدرة على التركيز.
  • فقدان السمع المفاجئ أو سماع طنين مستمر ومزعج في الأذن.
  • حدوث نوبات إغماء كامل أو سقوط مفاجئ بدون سابق إنذار.

التعامل الصحيح مع الدوخة يبدأ من الوعي الكامل بأن الجسم يحاول إخبارنا بشيء ما، فبمجرد استبعاد الأسباب الخطيرة عبر الفحص الطبي يمكن السيطرة على معظم أسباب الدوخة عند النساء من خلال تعديلات بسيطة في النظام الغذائي وتقليل المنبهات وممارسة تمارين التوازن واليوغا التي تعزز من ثبات الجسم واستقراره، فالصحة هي نتاج الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والاستماع الجيد لرسائل الجسد قبل تفاقمها.