أعراض السكتة الدماغية لدى النساء تظهر بصور “مخادعة” تربك الأطباء.. مؤشرات غير تقليدية تتسبب في تأخر التشخيص

أعراض السكتة الدماغية لدى النساء تظهر بصور “مخادعة” تربك الأطباء.. مؤشرات غير تقليدية تتسبب في تأخر التشخيص

أعراض السكتة الدماغية عند النساء قد لا تظهر دائمًا بالصورة النمطية التي نعهدها مثل صعوبة الكلام أو تدلي الوجه؛ إذ يؤكد أطباء الأعصاب أن هذا التباين يجعل عملية التشخيص أكثر تعقيدًا وتحديًا مقارنة بالرجال، مما قد يتسبب في تأخر تلقي العلاج الضروري ورفع احتمالية حدوث مضاعفات صحية خطيرة أو حتى الوفاة، ولذلك فإن الفهم العميق لهذه العلامات الخفية يعد الخطوة الأولى نحو الحفاظ على الحياة وتقليل المخاطر المحتملة التي قد تهدد صحة المرأة بشكل مفاجئ.

أبرز أعراض السكتة الدماغية عند النساء غير التقليدية

يواجه الأطباء تحديًا كبيرًا عند التعامل مع الحالات النسائية؛ حيث يشير الدكتور جاي جاغاناثان جراح الأعصاب إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الانهيار المفاجئ، بل في التفسيرات الخاطئة لما يشعرن به النساء، فكثيرًا ما يتم الربط بين التعب الشديد أو الصداع وبين ضغوط الحياة اليومية والإرهاق، مما يدفعهن لتجنب زيارة المستشفى خوفًا من تضخيم الأمور، غير مدركات أن هذه العلامات قد تكون إنذارًا مبكرًا، وتشير الأبحاث الطبية إلى أن النساء أكثر عرضة لظهور علامات غامضة تجعل التعرف على الحالة أمرًا صعبًا، ورغم أنها قد تبدو غير واضحة إلا أنها تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا لتفادي النتائج الكارثية؛ ومن الضروري الانتباه إلى أي تغييرات مفاجئة في الجسم وعدم تجاهلها تحت ذريعة الإجهاد العام، وفيما يلي قائمة توضح العلامات التحذيرية التي يجب مراقبتها بدقة:

  • الشعور المفاجئ بإرهاق شديد أو ضعف عام في الجسم دون بذل مجهود يبرر ذلك
  • حالات الارتباك المفاجئة وفقدان الذاكرة المؤقت أو صعوبة كبيرة في التركيز وتوجيه الانتباه
  • تغيرات ملحوظة وغير مبررة في السلوك العام أو الحالة النفسية والمزاجية
  • نوبات من الدوار والغثيان أو القيء المستمر دون وجود سبب مرضي واضح
  • آلام حادة ومفاجئة في منطقة الصدر أو شعور بخفقان غير معتاد في القلب
  • ضيق مفاجئ في التنفس وصعوبة في التقاط الأنفاس بشكل طبيعي
  • صعوبة في عملية البلع أو الإصابة بنوبات فواق مستمرة لا تتوقف
  • فقدان الوعي المفاجئ أو حالات الإغماء المتكررة
  • حدوث اضطرابات بصرية غريبة أو رؤية هلاوس بصرية
  • صداع حاد ومفاجئ يختلف في شدته وطبيعته عن نوبات الصداع المعتادة

أسباب اختلاف أعراض السكتة الدماغية عند النساء والرجال

يرجع التباين الواضح في طبيعة الأعراض بين الجنسين إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والفسيولوجية المعقدة التي ينفرد بها جسم المرأة، حيث تلعب التغيرات الهرمونية دورًا محوريًا في صحة الأوعية الدموية وضغط الدم، وتمر المرأة بمراحل متعددة تؤثر مباشرة على جهازها الدوري مثل الحمل وانقطاع الطمث، وهو ما يفسر لماذا تظهر أعراض السكتة الدماغية عند النساء بشكل يشمل التغيرات العقلية والإرهاق العام أكثر من الأعراض الموضعية كخدر الأطراف، وإضافة إلى ذلك فإن النساء يمتلكن عوامل خطر خاصة مرتبطة بأمراض المناعة وتاريخ الصحة الإنجابية، ويوضح الجدول التالي أبرز العوامل البيولوجية التي تساهم في هذا الاختلاف وتزيد من دقة الموقف الطبي:

العامل البيولوجي تأثيره على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
التغيرات الهرمونية تؤثر تقلبات الهرمونات خلال الحمل أو انقطاع الطمث أو استخدام العلاجات الهرمونية على تجلط الدم وصحة الشرايين
أمراض المناعة الذاتية تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بها وبالصداع النصفي؛ مما يرتبط بظهور أعراض غير تقليدية وزيادة المخاطر
مضاعفات الحمل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يشكل عامل خطر طويل الأمد قد يؤدي لمشاكل وعائية في مراحل لاحقة من العمر
الإرهاق المزمن طبيعة الأعراض النسائية تميل للعمومية مثل الإرهاق الشديد؛ مما يصعب التشخيص السريع مقارنة بالأعراض الحركية عند الرجال

طرق الوقاية وتقليل مخاطر الإصابة

على الرغم من وجود عوامل خطر مشتركة بين الجميع مثل السكري والتدخين والسمنة، إلا أن التعامل مع أعراض السكتة الدماغية عند النساء يتطلب استراتيجية وقائية صارمة لتقليل فرص الإصابة، وينصح الخبراء بضرورة تبني نمط حياة صحي شامل يبدأ من النظام الغذائي المتوازن الذي يركز على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة مع تقليل ملحوظ في استهلاك الملح والسكر والدهون الضارة، ولا يقل النشاط البدني أهمية عن الغذاء؛ إذ تساهم ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، كما يجب على النساء مناقشة عوامل الخطر الخاصة بهن مع الطبيب المختص وبشكل دوري، لا سيما إذا كن يخضعن لعلاجات هرمونية أو لديهن تاريخ مع مضاعفات الحمل، والتحكم في مستويات التوتر والحصول على قسط كافٍ من النوم يعدان من الركائز الأساسية للحماية، فالوعي الدقيق بالفروق بين الجنسين وسرعة التصرف عند ملاحظة أي من العلامات المذكورة لا ينقذ الحياة فحسب؛ بل يحمي من خطر الإعاقة الدائمة ويعزز فرص التعافي الكامل والعودة للحياة الطبيعية.