أهلي جدة يقتنص بطاقة نصف نهائي الكأس ومكاسب مضاعفة تنعش آمال الجماهير

تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك أصبح العنوان الأبرز الذي يتصدر المشهد الرياضي السعودي حاليًا بعد ليلة درامية عاشها عشاق “الراقي”؛ حيث تمكن الفريق من حجز مقعده في المربع الذهبي عقب تجاوز عقبة القادسية الصعبة بركلات الحظ الترجيحية مساء الجمعة، ولم تكتفِ كتيبة القلعة الخضراء بهذا الانتصار الميداني فحسب، بل تزامنت الفرحة مع أنباء إدارية سارة تؤكد استقرار الفريق والحفاظ على ركائزه الأساسية للمنافسة بقوة على الألقاب المتاحة هذا الموسم.

قرارات حاسمة تعزز تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك

توالت البشائر داخل أروقة النادي الغربي فور تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك لترسم ملامح مستقبل مشرق للفريق؛ إذ أكدت تقارير صحفية موثوقة نجاح الإدارة في حسم ملف التجديد للمدافع التركي الصلب ميريح ديميرال، وبحسب ما ذكرته صحيفة “اليوم” السعودية فقد تم الاتفاق النهائي على كافة البنود المالية والتعاقدية لضمان بقاء “الوزير” في خط دفاع الفريق، ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة خلال الأيام القليلة القادمة لقطع الطريق تمامًا أمام الأندية المتربصة باللاعب، خاصة وأن عقده الحالي يوشك على النهاية مما كان سيسمح له بالتفاوض مع أي طرف آخر في الشتاء.

وفي سياق متصل باستقرار القائمة عقب تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك؛ حسمت الإدارة مصير المهاجم الإنجليزي إيفان توني بالإبقاء عليه وعدم التفريط في خدماته خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وجاء هذا القرار بعد استعادة اللاعب لبريقه الفني ومشاركته الفعالة بصفة منتظمة، ورغم الأنباء التي أوردها موقع “تيم توك” الإنجليزي حول رغبة توتنهام في ضم اللاعب واستعداد توني لخفض راتبه إلى النصف تقريبًا من أجل العودة للبريميرليج، إلا أن أرقامه المميزة مع الأهلي فرضت استمراره؛ حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيله 41 هدفًا في 59 مباراة بقميص الفريق، مساهمًا بشكل مباشر في تتويج النادي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة.

يستند القرار الفني والإداري بالحفاظ على هذا الثنائي إلى مساهماتهما الملموسة في الملعب، ويمكن تلخيص أبرز ما قدمه ديميرال وتوني في النقاط التالية:

• شكل ديميرال شراكة دفاعية حديدية مع البرازيلي روجير إيبانيز عززت من صلابة الفريق الخلفية وقدرته على البناء الهجومي من الخلف.
• خاض المدافع التركي 79 مباراة بقميص الأهلي، ساهم خلالها هجوميًا بتسجيل 3 أهداف وصناعة 4 آخرين في مختلف البطولات.
• لعب إيفان توني دورًا محوريًا في حسم المباريات الكبرى وتتويج الفريق بلقب قاري وآخر محلي متمثلًا في كأس السوبر السعودي.

تاريخ المواجهات يزين تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك

لم يكن تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك وليد الصدفة بل جاء ترسيخًا لعقدة تاريخية كرسها “الراقي” أمام منافسه القادسية؛ حيث واصل الفريق تفوقه الكاسح بتحقيق الانتصار الخامس في آخر ست مواجهات جمعت بين الطرفين، والأهم من ذلك هو نجاح الأهلي في الثأر من سيناريو مؤلم حدث قبل عشر سنوات كاملة، حينما ودع البطولة أمام المنافس ذاته وبالطريقة نفسها عبر ركلات الترجيح، لكن هذه المرة ابتسمت علامة الجزاء لرفاق رياض محرز ليعبروا بسلام نحو الدور قبل النهائي.

ذكرت صحيفة “الرياضية” أن هذا الفوز يحمل طابعًا خاصًا كونه جاء بنفس تفاصيل مواجهة ثمن نهائي موسم 2014-2015؛ حينها انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله قبل أن يتفوق القادسية بركلات الترجيح، إلا أن السيناريو اختلف تمامًا في النسخة الحالية، ليؤكد الأهلي تخصصه في إقصاء القادسية من أغلى الكؤوس للمرة الثالثة في تاريخ مواجهاتهما المباشرة، تاركًا للمنافس ذكرى يتيمة لنجاحه في إخراج الأهلي من البطولة، وهذا التفوق التاريخي يمنح اللاعبين دافعًا معنويًا كبيرًا لاستكمال المشوار نحو اللقب الغائب عن الخزائن.

أرقام يايسله تدعم تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك

يقف خلف إنجاز تأهل الأهلي لنصف نهائي كأس الملك عقل مدبر يجيد التعامل مع مباريات خروج المغلوب ببراعة فائقة؛ إذ سلطت التقارير الضوء على السجل المرعب للمدرب الألماني ماتياس يايسله في بطولات الكؤوس سواء خلال مسيرته السابقة مع ريد بول سالزبورغ النمساوي أو مسيرته الحالية في الملاعب السعودية، وتشير لغة الأرقام إلى أن المدرب الشاب يمتلك شخصية قوية وفلسفة تكتيكية تناسب طبيعة هذه المباريات الإقصائية التي لا تقبل القسمة على اثنين، مما يجعله رجل المواعيد الكبرى بلا منازع.

خاض يايسله خلال مسيرته التدريبية 20 مباراة في بطولات الكأس، وتمكن من تحقيق نسبة انتصارات مذهلة تؤكد علو كعبه تكتيكيًا، حيث قاد فرقه لمنصات التتويج وحصد الألقاب، بما في ذلك كأس النمسا وكأس السوبر السعودي لعام 2025، ويوضح الجدول التالي تفاصيل أرقام المدرب الألماني التي تبشر جماهير الأهلي بمستقبل حافل بالإنجازات:

تؤكد هذه الإحصائيات أن “الراقي” يمتلك ربانًا ماهرًا قادرًا على قيادة السفينة في أصعب الظروف، وهو ما ظهر جليًا في كيفية إدارة المباراة الأخيرة والتعامل مع ضغوط ركلات الترجيح بهدوء يحسد عليه، ليواصل الفريق مسيرته بثبات نحو استعادة أمجاده في بطولته المفضلة، مدعومًا باستقرار فني وإداري وعناصر مميزة في كافة الخطوط تطمح لكتابة تاريخ جديد.