قواعد إتيكيت العطس تعد من الركائز الأساسية التي تضمن الحفاظ على الذوق العام والصحة العامة في آن واحد، ورغم أن العطس عملية فسيولوجية طبيعية ومفاجئة إلا أن طريقة التعامل معها تعكس مدى وعي الإنسان واهتمامه بمشاعر وسلامة المحيطين به، وقد أوضحت خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية شريهان الدسوقي مجموعة من التوجيهات الهامة التي تساعدنا على التصرف بلياقة، وسنستعرض في هذا الدليل الشامل كيفية تطبيق هذه الآداب بذكاء لضمان عدم التسبب في أي حرج أو نقل للعدوى.
تعتبر السيطرة على ردود الأفعال الجسدية جزءًا لا يتجزأ من السلوك الحضاري، حيث تشير الخبيرة إلى أن الالتزام بتطبيق قواعد إتيكيت العطس يحميك من نظرات اللوم ويجنبك المواقف المحرجة التي قد تترك انطباعًا سلبيًا لدى الآخرين، فالعطس بطريقة عشوائية لا يهدد الصحة فقط بنشر الرذاذ بل يعتبر تعديًا على المساحة الخاصة للحضور، ولذلك فإن معرفة الخطوات الصحيحة للتصرف قبل وأثناء وبعد العطس هو أمر ضروري لكل شخص يسعى للظهور بمظهر لائق ومحترم في مختلف المناسبات الاجتماعية والعملية.
أهمية النظافة وتغطية الوجه ضمن قواعد إتيكيت العطس
أولى الخطوات العملية للالتزام بالآداب الصحيحة تتمثل في كيفية تغطية الفم والأنف لحظة خروج العطسة، حيث يُجمع الخبراء على أن استخدام المنديل الورقي لمرة واحدة هو الحل الأمثل والأكثر أمانًا، وفي حال باغتتك العطسة ولم تجد منديلًا في متناول يدك فيجب عليك استخدام المرفق الداخلي للذراع لتغطية وجهك بدلًا من استخدام كف اليد، والسبب في ذلك يعود إلى أن اليد هي الوسيلة الأساسية التي نستخدمها في المصافحة ولمس مقابض الأبواب والأغراض المشتركة، وبالتالي فإن العطس فيها يؤدي إلى نقل الجراثيم بسرعة هائلة لكل ما تلمسه.
من الضروري أيضًا الانتباه إلى نبرة الصوت المصاحبة للعطس والتحكم بها قدر الإمكان، فالعطس بصوت مرتفع ومفزع يتنافى تمامًا مع قواعد إتيكيت العطس السليمة ويسبب إزعاجًا للآخرين، ورغم التحذيرات الطبية من كتم العطسة بشكل كامل لخطورته على الصحة إلا أنه يمكن تهذيب الصوت وخفض حدته ليكون مقبولًا اجتماعيًا، كما يجب الحرص الشديد على التخلص من المنديل المستخدم فورًا بطيّه ورميه في سلة المهملات وعدم تركه على الطاولات أو وضعه في الجيب، ثم المسارعة لغسل اليدين أو تعقيمهما لضمان النظافة التامة.
| التصرف الصحيح | التصرف الخاطئ |
|---|---|
| استخدام المرفق أو المنديل لتغطية الفم | العطس في راحة اليد ثم المصافحة |
| خفض الصوت وتهذيبه قدر الإمكان | إطلاق العطس بصوت عالٍ ومفزع |
| إدارة الوجه بعيدًا عن الناس والطعام | العطس باتجاه المائدة أو الحضور |
احترام الآخرين والمائدة في قواعد إتيكيت العطس
يعتبر الحفاظ على مسافة أمان كافية بينك وبين الأشخاص المحيطين بك من أرقى السلوكيات التي يمكن اتباعها، فإذا شعرت بقرب حدوث العطس حاول أن تدير وجهك للجهة المعاكسة لأقرب شخص إليك مع أخذ خطوة بسيطة للوراء إن أمكن، فهذا التصرف يظهر مدى تقديرك لسلامتهم الشخصية، كما يفضل تقديم اعتذار بسيط ومهذب بكلمة “عذرًا” أو “سامحوني” بصوت هادئ بعد الانتهاء، فهذه اللفتة البسيطة تذيب أي شعور بالتوتر قد ينشأ في المكان وتؤكد على التزامك التام بأرقى قواعد إتيكيت العطس المتعارف عليها.
تكتسب هذه الآداب أهمية مضاعفة عند الجلوس لتناول الطعام سواء في المنزل أو المطاعم، فالعطس باتجاه الأطباق أو المائدة يعتبر من أسوأ الأخطاء التي يمكن ارتكابها والتي قد تسبب نفورًا شديدًا للحاضرين وتفسد شهيتهم، لذا يتوجب عليك تغطية فمك وأنفك بدقة متناهية وإمالة جسدك بعيدًا عن مائدة الطعام قدر المستطاع حتى لو جاءت العطسة بشكل مفاجئ، فالحفاظ على نظافة الطعام وجو المائدة العام هو أولوية قصوى لا يجب التهاون فيها لضمان تجربة مريحة للجميع.
إدارة المواقف المحرجة وتطبيق قواعد إتيكيت العطس
يواجه البعض مواقف صعبة تتمثل في تكرار العطس بشكل متتالٍ لا إرادي خاصة في قاعات الاجتماعات أو الأماكن الهادئة، والحل الأمثل في هذه الحالة هو الاستئذان بلطف ومغادرة المكان لبضع دقائق حتى تهدأ النوبة تمامًا وتتمكن من استعادة هدوئك، فهذا التصرف يمنع تشتيت انتباه الحضور ويحفظ لك وقارك، ومن جانب آخر يجب على المحيطين عدم المبالغة في رد الفعل أو إطلاق تعليقات ساخرة ومحرجة، والاكتفاء بالرد الشرعي والاجتماعي المعروف “يرحمكم الله” بصوت هادئ ومحبب.
- تجنب وضع العطور النفاذة والقوية عند الذهاب للأماكن المغلقة لأنها قد تكون سببًا رئيسيًا في إثارة حساسية الأنف والعطس لك أو لمن حولك.
- تخلص من المناديل المستعملة بطريقة غير ملفتة للنظر واحرص على عدم تركها أمامك على الطاولة نهائيًا.
- تجنب التعليق على عطس الآخرين بأي عبارة قد تسبب لهم الإحراج واكتفِ بالابتسامة أو الدعاء بالرحمة.
يجب أن نتذكر دائمًا أن مراعاة مشاعر الآخرين وصحتهم هي الغاية الأسمى من كل هذه السلوكيات، فاستخدام الروائح الخفيفة والتعامل بذكاء مع المواقف الطارئة يقلل من فرص حدوث العطس ويوفر بيئة مريحة، وبذلك نضمن أننا نطبق قواعد إتيكيت العطس بأسلوب حضاري يحمينا ويحمي من حولنا.
