تعد مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد الحدث الأبرز الذي تترقبه الجماهير الرياضية مساء الأربعاء في دوري أبطال أوروبا؛ إذ يحل وصيف النسخة الماضية ضيفًا على الأراضي الإسبانية في أول اختبار حقيقي لقدراته القارية هذا الموسم، ويسعى “النيراتزوري” جاهدًا لطي صفحة الإخفاق المحلي بعد الخسارة المؤلمة في الديربي ومحاولة تبديد الشكوك التي تحيط بقدرة مدربه الجديد كريستيان كيفو على إدارة المباريات الكبرى.
تحديات المدرب كيفو قبل مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد
رغم أن الفريق الإيطالي قد حقق العلامة الكاملة في البطولة القارية حتى الآن بأربعة انتصارات متتالية؛ إلا أن هذه النتائج جاءت أمام فرق أقل قوة مثل أياكس أمستردام وسلافيا براغ وسان جيلواز وكايرات ألماتي الكازاخستاني، وهذا ما يجعل مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد بمثابة المقياس الحقيقي الأول لمدى صلابة الفريق، خاصة وأن سجل المدرب الروماني في المباريات الكبيرة يثير قلق المشجعين بعد تعرضه لأربع هزائم في الدوري المحلي أمام منافسين مباشرين مثل نابولي ويوفنتوس وأخيرًا الجار اللدود ميلان.
تكتسب المباراة أهمية قصوى للمدرب الروماني كريستيان كيفو الذي تسلم الدفة الفنية في تجربة محفوفة بالمخاطر؛ فالمدرب الذي توج بالثلاثية التاريخية كلاعب عام 2010 لا يمتلك خبرة تدريبية واسعة سوى إنقاذه لبارما من الهبوط، وقد صرح عقب خسارة الديربي أن اللاعبين يقدمون كل ما لديهم في التدريبات وأنه لا يبحث عن أعذار، مشيرًا إلى أن الفريق أهدر فرصًا سهلة للعودة في النتيجة خاصة بعد ضياع ركلة جزاء من هاكان تشالهانأوغلو واصطدام كرتين بالقائم.
تنتظر الفريق فترة عصيبة للغاية تتطلب تجميع أكبر عدد من النقاط لضمان التأهل المباشر وتجنب الملحق؛ حيث تشير الحسابات إلى حاجة الفريق لأربع نقاط إضافية بناءً على معدلات الموسم الماضي، ولهذا السبب قام الجهاز الفني بوضع جدول زمني صارم للتحضير للمباريات القادمة التي ستلي الرحلة إلى مدريد، والتي تتضمن مواجهات من العيار الثقيل ضد أندية النخبة الأوروبية مما يزيد من صعوبة المهمة.
| الخصم القادم | طبيعة المواجهة |
|---|---|
| ليفربول الإنجليزي | مباراة قمة على ملعب سان سيرو |
| أرسنال الإنجليزي | مواجهة ضد متصدر المجموعة |
| بوروسيا دورتموند | رحلة صعبة في الجولة الختامية |
تأثير الغيابات على مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد الحاسمة
يعاني الجانب الإيطالي من ضربات موجعة في تشكيلته الأساسية قد تقلل من خياراته التكتيكية على الأطراف؛ حيث يغيب الظهير الهولندي المتألق دنزل دمفريس بسبب إصابة في الكاحل ستبعده حتى الشهر المقبل، وهو اللاعب الذي شكل ثنائية خطيرة مع ديماركو وسجل هدفين في البطولة، كما تزداد المعاناة مع غياب البديل ماتيو دارميان لإصابة عضلية، مما يضطر المدرب للاعتماد على كارلوس أوغوستو الذي لم يقدم بعد الإضافة الهجومية المطلوبة في الجهة المقابلة.
لا تقتصر الصعوبات على الغيابات فقط بل تمتد لتشمل الضغط النفسي الكبير الواقع على الفريق قبل انطلاق مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد؛ فالخسارة الأخيرة بهدف نظيف أمام ميلان كشفت عن ثغرات في التعامل مع اللحظات الحاسمة، وهو ما يحاول الجهاز الفني تداركه سريعًا لضمان عدم تكرار الأخطاء الدفاعية أو الهجومية، وفيما يلي أبرز العوامل التي تثير قلق الجهاز الفني قبل السفر إلى إسبانيا:
- غياب الحلول الهجومية الفعالة على الأروقة بسبب إصابة دمفريس ودارميان.
- اهتزاز الثقة بالنفس عقب الخسارة الرابعة محليًا أمام الغريم التقليدي.
- قلة خبرة المدرب كريستيان كيفو في إدارة المواجهات الأوروبية المصيرية.
- قوة المنافس الإسباني الذي يمر بفترة انتعاش ملحوظة في النتائج.
وضعية الخصم في مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد
يدخل الفريق الإسباني هذه القمة بمعنويات مرتفعة للغاية رغم تعثره السابق أمام الأندية الإنجليزية في البطولة؛ حيث نجح “الروخي بلانكوس” في تحقيق سلسلة من خمسة انتصارات متتالية في جميع المسابقات المحلية والقارية، مما جعله يقترب بشدة من صدارة الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط فقط عن ريال مدريد، وهو ما يجعل مهمة الضيوف في الخروج بنتيجة إيجابية من ملعب ميتروبوليتانو أمرًا في غاية التعقيد والصعوبة.
ورغم القوة الهجومية التي يظهرها أصحاب الأرض إلا أنهم يعانون من مشاكل دفاعية قد يستغلها الإنتر؛ إذ يغيب الحارس العملاق يان أوبلاك بسبب الإصابة مع منتخب بلاده، ليحل محله الحارس الأرجنتيني خوان موسو الذي لم يتعرض لاختبارات حقيقية في المباراة الأخيرة ضد خيتافي، بالإضافة إلى غياب المدافع الصلب روبان لو نورمان، مما قد يفتح ثغرات في الخط الخلفي للفريق الإسباني خلال مواجهة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد المنتظرة.
ستكون المباراة بمثابة مفترق طرق لكلا الفريقين في مشوار التأهل نحو دور الستة عشر؛ ففي حين يسعى الإنتر لتأكيد جدارته خارج ملعبه واستغلال غياب أوبلاك لتعزيز حظوظه، يطمح أتلتيكو مدريد لمواصلة صحوته وإثبات أن خسائره الأوروبية السابقة كانت مجرد كبوة، لتكون الجماهير على موعد مع سهرة كروية تكتيكية من الطراز الرفيع.
