استحمام الأطفال في الشتاء يعتبر من أكثر المواضيع التي تشغل بال الأمهات مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب موجات البرد القارس؛ حيث تكثر التساؤلات حول الطريقة المثلى لتنظيف الصغار دون تعريضهم لنزلات البرد المتكررة أو إضعاف مناعتهم الهشة في هذا الموسم، ويؤكد الأطباء والمتخصصون أن هذا الإجراء الروتيني آمن تمامًا خلال فصلي الخريف والشتاء بشرط الالتزام الصارم بمجموعة من القواعد الصحية التي تضمن التدفئة اللازمة للطفل وتحميه من التيارات الهوائية الضارة.
القواعد الصحية وعدد مرات استحمام الأطفال في الشتاء
يختلف عدد مرات استحمام الأطفال في الشتاء بشكل جوهري بناءً على المرحلة العمرية للطفل ومدى حاجته للتنظيف؛ حيث أوضح خبراء الصحة أن الإفراط في تعريض الطفل للماء قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل جفاف البشرة وإضعاف الطبقة الدهنية الطبيعية التي تحمي الجلد من العوامل الخارجية، ولذلك تم وضع جدول زمني محدد يساعد الأمهات على تنظيم هذا الأمر بدقة متناهية لضمان سلامة أطفالهن وتجنيبهم مخاطر الطقس البارد التي قد تتفاقم مع كثرة التعرض للماء، ويوضح الجدول التالي التوصيات الطبية لكل فئة عمرية:
| الفئة العمرية | عدد مرات الاستحمام الموصى بها |
|---|---|
| الرضع (أقل من عام) | مرة إلى مرتين أسبوعيًا (مع التنظيف اليومي بفوطة دافئة) |
| الأطفال (1 – 5 سنوات) | 2 إلى 3 مرات أسبوعيًا |
| الأطفال (فوق 5 سنوات) | يومياً (بشرط عدم التعرض للهواء البارد) |
تعد درجة حرارة الماء عنصراً حاسماً لنجاح عملية استحمام الأطفال في الشتاء دون أضرار جانبية؛ إذ يجب أن تتراوح حرارة المياه بين 37 و 38 درجة مئوية وهي الدرجة الأقرب لحرارة الجسم الطبيعية، ويحذر الأطباء بشدة من استخدام الماء الساخن جداً أو المغلي اعتقاداً منهن أنه يوفر تدفئة أفضل؛ لأن ذلك يتسبب بشكل مباشر في جفاف الجلد وتهيجه الشديد، بالإضافة إلى احتمالية إصابة الطفل بحالة من الهبوط المفاجئ في الدورة الدموية أو الشعور بالدوخة نتيجة البخار الكثيف والحرارة العالية التي لا يتحملها جسده الصغير.
تجهيز المكان ومدة استحمام الأطفال في الشتاء
يتطلب إجراء استحمام الأطفال في الشتاء تحضيرات مسبقة دقيقة للبيئة المحيطة بالحمام لضمان عدم تسرب أي تيارات هوائية باردة قد تضر بصحة الطفل؛ حيث ينصح الخبراء بضرورة إغلاق كافة النوافذ ومنافذ الهواء بإحكام ورفع درجة حرارة الغرفة إذا كان الجو الخارجي شديد البرودة، كما يُفضل تشغيل المدفأة داخل الحمام لمدة عشر دقائق قبل دخول الطفل لتدفئة الجو ثم إغلاقها تماماً أثناء الاستحمام لتجنب أي حوادث كهربائية أو مخاطر الاختناق، مع ضرورة تجهيز كافة الملابس والمناشف ووضعها في مكان قريب جداً من الطفل لتقليل الوقت الذي يقضيه عارياً بعد الخروج من الماء.
يجب ألا تتجاوز مدة استحمام الأطفال في الشتاء فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق فقط وخاصة بالنسبة للرضع وصغار السن؛ وذلك للحفاظ على حرارة الجسم الداخلية ومنع فقدانها السريع نتيجة البقاء في الماء لفترات طويلة، وبعد الانتهاء مباشرة يجب تجفيف الطفل بعناية فائقة مع التركيز على منطقة الرأس والقدمين باعتبارهما من أكثر المناطق التي تفقد الحرارة بسرعة، ثم استخدام كريم مرطب عالي الجودة لحماية البشرة من الجفاف الذي يسببه طقس الشتاء، وأخيراً إلباس الطفل ملابس قطنية دافئة تسمح بتهوية الجسم وتحافظ على حرارته في آن واحد.
أخطاء شائعة وتحذيرات عند استحمام الأطفال في الشتاء
تقع العديد من الأمهات في أخطاء جسيمة أثناء ممارسة روتين استحمام الأطفال في الشتاء قد تؤدي إلى نتائج صحية غير مرغوبة؛ حيث يعتقد البعض أن المبالغة في الحرارة أو التوقيت لا تؤثر سلباً، ولذلك ينصح الأطباء بتجنب مجموعة من الممارسات الخاطئة التي قد تعرض الطفل لنزلات البرد أو المشاكل الجلدية، ومن أبرز هذه الأخطاء التي يجب الحذر منها والابتعاد عنها تماماً لضمان تجربة استحمام آمنة وصحية:
- ترك الطفل في حوض الاستحمام لفترة طويلة تتجاوز 10 دقائق مما يؤدي لبرودة الماء وفقدان حرارة الجسم.
- اختيار أوقات غير مناسبة للاستحمام مثل الصباح الباكر جداً أو الأوقات المتأخرة من الليل حيث تنخفض درجات الحرارة بشدة.
- السماح للطفل بالخروج من الغرفة الدافئة وشعره لا يزال مبللاً مما يزيد فرص الإصابة بالمرض.
- استخدام مياه شديدة السخونة ظناً أنها تمنع البرد بينما هي تضر طبقة الجلد الحامية.
- إخراج الطفل إلى الهواء الطلق أو الأماكن المفتوحة فور الانتهاء من الاستحمام دون انتظار فترة كافية للتأقلم.
يوجد حالات طبية محددة يوصى فيها بتأجيل قرار استحمام الأطفال في الشتاء لحين تحسن الحالة الصحية؛ حيث يشدد الأطباء على ضرورة عدم تعريض الطفل للماء إذا كان يعاني من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة أو نزلة برد شديدة الأعراض، وكذلك يفضل تجنب الاستحمام في الأيام التي يتلقى فيها الطفل التطعيمات إذا كان يعاني من آثار جانبية قوية أو إعياء عام؛ لأن الجسم في هذه الحالات يكون في أضعف حالاته المناعية ويحتاج إلى الراحة والدفء بدلاً من الجهد المبذول أثناء الاستحمام وتغيير الملابس.
