الزوراء يكسر حاجز الظروف الطارئة ويُنعش حظوظه في انتزاع بطاقة التأهل الآسيوي

الزوراء يكسر حاجز الظروف الطارئة ويُنعش حظوظه في انتزاع بطاقة التأهل الآسيوي
الزوراء يتحدى الظروف الطارئة ويعيد أمل التأهل الآسيوي

فوز الزوراء على جوا الهندي بهدفين مقابل هدف واحد مساء يوم الأربعاء ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا 2 يمثل نقطة تحول هامة في مسيرة الفريق العراقي نحو الأدوار الإقصائية، فقد استطاع النادي حصد ثلاث نقاط ثمينة رفعت رصيده الإجمالي إلى تسع نقاط وضعته في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة خلف نادي النصر السعودي المتصدر، وهذا الانتصار يعيد الآمال للجماهير العراقية التي تترقب بحذر شديد الجولة الأخيرة الحاسمة لتحديد هوية المتأهل الثاني برفقة العالمي إلى دور الستة عشر من البطولة القارية.

سيناريوهات التأهل بعد فوز الزوراء على جوا الهندي

أحيا فوز الزوراء على جوا الهندي آمال “النوارس” بشكل كبير في المنافسة الشرسة على بطاقة الصعود الثانية عن المجموعة الرابعة، إذ وصل الفريق إلى النقطة التاسعة ليبقى في مطاردة مباشرة مع استقلال الطاجيكي الذي يمتلك ست نقاط في رصيده، بينما استمرت معاناة الفريق الهندي الذي يقبع في ذيل الترتيب برصيد خالٍ من النقاط تمامًا، وتتجه الأنظار الآن صوب الموقعة النارية المرتقبة يوم 22 ديسمبر المقبل في العاصمة الرياض أمام النصر السعودي، حيث ستكون الحسابات معقدة وتعتمد بشكل أساسي على فارق الأهداف في حال خسارة الزوراء وفوز الفريق الطاجيكي في مباراته الأخيرة، ولتوضيح الموقف الحالي لفرق المجموعة بشكل أدق يمكن النظر إلى الجدول التالي الذي يبين الترتيب والنقاط قبل جولة الحسم.

المركز الفريق النقاط
الأول النصر السعودي 13 (حسم الصدارة)
الثاني الزوراء العراقي 9
الثالث استقلال دوشنبه 6
الرابع جوا الهندي 0

كواليس فوز الزوراء على جوا الهندي والظروف الصعبة

لم يتحقق فوز الزوراء على جوا الهندي في ظروف طبيعية أو مريحة للفريق، بل خاض اللاعبون المواجهة تحت ضغط نفسي رهيب بعد تلقي المدير الفني المصري عماد النحاس نبأً صادمًا ومفاجئًا يتعلق بتعرض نجله لحادث سير مروع استدعى نقله فورًا إلى العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم، وقد اضطر هذا الظرف القهري الطاقم الفني إلى إعادة ترتيب الأوراق بسرعة قصوى، ليتولى المدرب المساعد العراقي حسام فوزي مهمة قيادة الدفة الفنية من أرض الملعب بمعاونة بقية أعضاء الجهاز المعاون، ورغم حالة التوتر والارتباك التي سادت أروقة النادي قبل صافرة البداية إلا أن الفريق أظهر تماسكًا ذهنيًا كبيرًا ورغبة عارمة في إهداء الانتصار لمدربهم الغائب جسدًا والحاضر بتعليماته وروحه معهم.

تفاصيل فوز الزوراء على جوا الهندي ومكانة النادي التاريخية

شهدت مجريات المباراة إثارة كبيرة بدأت بضغط عراقي مبكر ومحاولات خطيرة من حسن فلاح، وقد أسفر هذا الضغط عن طرد لاعب الخصم أيوش ديف تشيتري في الدقيقة 34 واحتساب ركلة جزاء، ورغم إهدار إبراهيم توميو للركلة إلا أن فوز الزوراء على جوا الهندي بدأ يتشكل برأسية كاظم محمد الرائعة في الدقيقة 38 من ركلة ركنية، ومع بداية الشوط الثاني ورغم هدف التعادل العكسي الذي سجله ضرغام إسماعيل بالخطأ في مرماه بالدقيقة 51، انتفض النوارس مجددًا عبر تبديلات ذكية أشركت رزق بني هاني وسجاد السعيدي لتنشيط الجبهة الهجومية، ليتمكن حسن عبد الكريم من حسم الأمور بتسديدة قوية في الدقيقة 65 مستغلًا غفلة دفاعية واضحة، وقد تمكن الفريق بفضل التنظيم الدفاعي ودخول حيدر عبد الكريم ومراد صبحي في الدقائق الأخيرة من الحفاظ على النتيجة ليسجل خامس انتصار له على التوالي.

  • طرد لاعب جوا الهندي في الدقيقة 34 بعد تلقيه الإنذار الثاني.
  • إضاعة ركلة جزاء للزوراء في الدقيقة 36 عن طريق إبراهيم توميو.
  • تسجيل هدف التقدم للزوراء برأسية كاظم محمد في الدقيقة 38.
  • هدف تعادل عكسي لجوا في الدقيقة 51 وهدف الفوز للزوراء في الدقيقة 65.

يعكس فوز الزوراء على جوا الهندي عراقة هذا الكيان الرياضي الذي تأسس عام 1969 في بغداد ليصبح الرقم الصعب في الكرة العراقية، فهو صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري العراقي الممتاز والعديد من بطولات الكأس، ويمتلك قاعدة جماهيرية وفية هي الأكبر في البلاد ترافقه بشغف أينما حل وارتحل، وقد مر عبر بوابة النادي أساطير كروية خالدة تركت بصمات واضحة في تاريخ المنتخبات الوطنية مثل الراحل أحمد راضي والسفاح يونس محمود ورحيم حميد، ويتميز النادي باستقرار فني وإداري نسبي جعله منافسًا دائمًا على الألقاب ومنصات التتويج رغم كل التحديات المتنوعة التي واجهتها كرة القدم في العراق، حيث يسعى الفريق حاليًا من خلال هذا الجيل والتعاقدات الجديدة إلى استعادة أمجاده القارية والمنافسة بقوة.

تتجه أنظار عشاق النوارس الآن نحو المستقبل القريب بترقب وأمل كبيرين، فبعد طي صفحة فوز الزوراء على جوا الهندي، يصبح التركيز منصبًا بالكامل على التحضير الذهني والبدني لمواجهة النصر السعودي القوية والمصيرية، حيث يدرك الجميع داخل القلعة البيضاء أن العودة ببطاقة التأهل من الرياض ستكون بمثابة إنجاز حقيقي يضاف لسجل النادي الحافل، ويؤكد قدرة الكرة العراقية على مقارعة كبار القارة الصفراء مهما كانت الظروف المحيطة أو التحديات التي تعترض الطريق.