أسباب السكتة الدماغية عند الشباب باتت تشكل تحدياً طبياً متزايداً في الآونة الأخيرة؛ حيث لم تعد هذه الحالة المرضية الخطيرة تقتصر على كبار السن كما كان معتقداً في السابق، بل أثبتت البيانات الصادرة عن موقع “هيلث شوتس” والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن الأشخاص في مقتبل العمر معرضون أيضاً لخطر انسداد الأوعية الدموية أو انفجارها، مما يؤدي إلى توقف تدفق الدم وموت خلايا المخ، وتشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً قد يصابون بها، وهو ما يعني ضرورة الفهم العميق للمسببات لحماية أنفسنا وأحبائنا.
ضغط الدم وصحة القلب كأبرز أسباب السكتة الدماغية عند الشباب
يعتقد قطاع عريض من الناس أن ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة تخص المسنين فقط، ولكن الواقع الطبي يثبت عكس ذلك تماماً؛ إذ يُوصف ضغط الدم المرتفع بأنه “القاتل الصامت” نظراً لعدم ظهور أعراض واضحة له في مراحله الأولى حتى يتسبب بضرر جسيم للأعضاء الحيوية، وبالنسبة للفئات العمرية الصغيرة فإن استمرار هذا الارتفاع دون سيطرة طبية يؤدي تدريجياً إلى إضعاف الشرايين المغذية للدماغ، وبجانب ذلك تلعب مشاكل القلب غير المشخصة دوراً محورياً في هذا السياق، مثل الرجفان الأذيني الذي يسبب تجمع الدم وتكوين جلطات قد تنتقل للمخ، أو وجود ثقب صغير في القلب لم ينغلق بعد الولادة، مما يسمح للجلطات بتجاوز الرئتين والوصول مباشرة للدماغ، وهذه العوامل مجتمعة تشكل جزءاً كبيراً من أسباب السكتة الدماغية عند الشباب التي يمكن تفاديها بالكشف المبكر.
| الحالة المرضية | تأثيرها على الدماغ |
|---|---|
| ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط | يضعف جدران الشرايين ويزيد خطر الانفجار أو الانسداد الوعائي |
| الرجفان الأذيني | يؤدي لركود الدم في القلب وتكوين خثرات تنتقل للدماغ |
| ثقب القلب الخلقي | ممر مباشر للجلطات الدموية لتصل إلى المخ دون تنقية الرئتين |
اضطرابات التخثر والأمراض المناعية ضمن أسباب السكتة الدماغية عند الشباب
تتسع دائرة المخاطر لتشمل القابلية البيولوجية للجسد لتكوين الجلطات بصورة أسرع من المعتاد؛ فبعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لاضطرابات تخثر الدم أو يعانون من أمراض الخلايا المنجلية التي تعيق انسيابية الدورة الدموية، وهذه الحالات قد تؤدي إلى تشكل خثرات دموية بشكل يومي تقريباً، مما يرفع احتمالية انسداد الشرايين المغذية للمخ بشكل مفاجئ، وعلاوة على ذلك تبرز أمراض المناعة الذاتية والالتهابات الجهازية مثل مرض الذئبة والتهاب الأوعية الدموية كعوامل خطورة لا يستهان بها؛ حيث تسبب هذه الأمراض تهيجاً والتهاباً مزمناً في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضييقها أو تسهيل عملية التجلط بداخلها، ويؤكد الأطباء أن الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة ظاهرياً قد يحملون هذه العوامل الخفية التي تعد من أهم أسباب السكتة الدماغية عند الشباب وتتطلب متابعة دقيقة للتاريخ المرضي العائلي.
- إجراء فحوصات دورية للقلب مثل تخطيط كهربية القلب (ECG) وتخطيط الصدى للكشف عن العيوب الخفية.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن قليل الملح وممارسة النشاط البدني للسيطرة على ضغط الدم.
- شرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على سيولة الدم ومنع التخثر.
- متابعة التاريخ العائلي للأمراض وإخبار الطبيب بأي حالات سابقة لجلطات مبكرة.
تأثير العدوى الفيروسية والوقاية من أسباب السكتة الدماغية عند الشباب
أفرزت التغيرات الصحية العالمية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا، عوامل خطورة إضافية لم تكن في الحسبان؛ حيث لاحظ الأطباء أن الشباب الذين تعرضوا لعدوى فيروسية، سواء كانت شديدة أو خفيفة، قد يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بمشاكل وعائية دماغية، ويرجع ذلك إلى أن العدوى تثير استجابة التهابية في الجسم قد تنشط نظام التخثر وترفع لزوجة الدم، وهذا الالتهاب ما بعد العدوى يُصنف حالياً كأحد المحفزات التي تندرج تحت أسباب السكتة الدماغية عند الشباب والمكتشفة حديثاً، ولذلك ينصح الدكتور فيكاش غويال بضرورة البقاء نشطين بعد التعافي من أي عدوى لتحسين الدورة الدموية، مع الانتباه لأي أعراض عصبية غريبة مثل الصداع المستمر أو التعب غير المبرر ومراجعة الطبيب فوراً لتجنب المضاعفات.
يتضح لنا أن الوعي الطبي والمبادرة بالفحص هما حجر الزاوية في الحماية من هذه المخاطر؛ فالعناية بصحة القلب والشرايين في سن مبكرة، والالتزام بنصائح الأطباء بشأن نمط الحياة، واتباع خطط العلاج للحالات المزمنة، تساهم جميعها بشكل فعال في اكتشاف التهديدات الخفية مبكراً وإنقاذ الأرواح.
