السكك الحديد تفعل إجراءات السلامة والمسير الحذر على الخطوط المتأثرة بسوء الأحوال الجوية

السكك الحديد تفعل إجراءات السلامة والمسير الحذر على الخطوط المتأثرة بسوء الأحوال الجوية

تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية باتت أمراً متوقعاً اليوم عقب الإعلان الرسمي الصادر عن الهيئة القومية لسكك حديد مصر، إذ أكدت الهيئة في بيانها العاجل أن موجة الطقس غير المستقر التي تضرب البلاد حالياً قد فرضت واقعاً تشغيلياً جديداً يستلزم الحذر الشديد؛ حيث قررت الهيئة تفعيل حزمة من إجراءات السلامة الصارمة أثناء مسير القطارات على مختلف الخطوط، وذلك حرصاً منها على أمن وسلامة الركاب في المقام الأول وتجنب أي مخاطر قد تنتج عن استمرار هطول الأمطار الغزيرة في مناطق متفرقة.

إجراءات السلامة وتأثيرها على تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية

اتخذت الهيئة القومية لسكك حديد مصر قراراً حاسماً بتهدئة السرعات المقررة للقطارات على معظم الخطوط بالوجهين القبلي والبحري، وهذا القرار يأتي كاستجابة مباشرة للظروف المناخية الصعبة التي تمر بها البلاد، إذ إن استمرار هطول الأمطار يؤثر بشكل مباشر على كفاءة القضبان وأنظمة الإشارات، مما يجعل تخفيض السرعة ضرورة قصوى لضمان وصول الرحلات بسلام؛ ورغم أن هذا الإجراء سيؤدي حتماً إلى حدوث تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية عن مواعيدها المجدولة مسبقاً، إلا أنه يعكس التزام الهيئة بتطبيق أعلى معايير الأمان العالمية في قطاع النقل السككي، مفضلة السلامة العامة على دقة المواعيد في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي قد تشكل خطراً على حركة السير العادية.

تتضمن خطة الطوارئ التي تم تفعيلها عدة محاور رئيسية تهدف إلى إدارة الأزمة الحالية بكفاءة عالية، حيث تشمل الإجراءات المتخذة تعليمات مشددة لقائدي القطارات بضرورة الالتزام بالسرعات المخفضة في المناطق التي تشهد هطولات مطرية كثيفة، بالإضافة إلى تكثيف المراقبة البصرية للطريق، ويمكن تلخيص أبرز ملامح هذه الخطة التشغيلية الاستثنائية في النقاط التالية لضمان توعية الركاب بطبيعة الموقف الحالي:

  • تخفيض سرعة القطارات في أماكن سقوط الأمطار لضمان التحكم الكامل في المكابح ومنع الانزلاق.
  • تفعيل غرف العمليات المركزية لمراقبة حالة الطقس وتأثيرها المباشر على شبكة السكك الحديدية لحظة بلحظة.
  • نشر فرق الطوارئ والصيانة في المحطات الرئيسية والنقاط الحرجة للتدخل السريع عند حدوث أعطال.
  • التنسيق المستمر بين مراقبين الأبراج وسائقي القطارات لتحديث المعلومات حول حالة السكة.

اعتذار الهيئة ومتابعة تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية

حرصت الهيئة في بيانها على توجيه رسالة اعتذار واضحة لجمهور الركاب عن أي إزعاج قد تسببه هذه الإجراءات الاضطرارية، مؤكدة أن تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية هي نتيجة طبيعية للظرف القهري الذي يمر به الطقس، وأن هذه التعديلات في المواعيد ستستمر فقط لحين تحسن الأحوال الجوية واستقرارها مرة أخرى؛ وتدرك الهيئة تماماً أهمية الوقت بالنسبة للمسافرين، إلا أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه أرواح المواطنين تحتم اتخاذ هذه التدابير الاحترازية، حيث يتم متابعة حركة التشغيل بدقة متناهية من خلال مراكز التحكم والسيطرة الرئيسية والفرعية المنتشرة على امتداد الشبكة الجغرافية للسكك الحديدية لضمان عدم توقف الحركة تماماً واستمرارها ولو بوتيرة أبطأ.

تعمل منظومة السكك الحديدية في مصر وفق استراتيجية متكاملة للتعامل مع الأزمات الطبيعية، حيث يتم توزيع المهام والمسؤوليات بشكل دقيق بين مختلف القطاعات لضمان انسيابية العمل رغم الصعوبات، ويوضح الجدول التالي توزيع الأدوار بين قطاعات الهيئة المختلفة للتعامل مع الموقف الحالي وتقليل الآثار السلبية الناتجة عن الطقس السيئ:

القطاع المسؤول الدور المنوط به خلال الأزمة
مراكز التحكم والسيطرة مراقبة حركة القطارات وتوجيه السائقين بالسرعات الآمنة وفقاً لغزارة الأمطار
قطاع الهندسة والصيانة التأكد من سلامة البنية التحتية والقضبان والإشارات الكهربائية تحت المطر
أطقم الطوارئ التدخل الفوري لإصلاح أي عطل مفاجئ قد يعيق مسير القطارات

الاستعداد الفني لمواجهة تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية

أكدت الهيئة على جاهزيتها التامة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة التي قد تفرضها موجة الطقس السيئ الحالية، وذلك من خلال استنفار كافة عناصرها الفنية والهندسية، حيث تتواجد أطقم الطوارئ المتخصصة على مدار الساعة في مواقعها المحددة مسبقاً للتعامل مع أي طارئ؛ وتهدف هذه الاستعدادات المكثفة إلى سرعة مواجهة أي مشكلات فنية قد تطرأ وتؤثر على أمن وسلامة مسير القطارات، سواء كانت مشكلات تتعلق بنظم الإشارات الكهربائية التي قد تتأثر بالمياه أو مشكلات في التحويلات والسكك، حيث تعمل الفرق الهندسية بجهد مضاعف لتقليل زمن أي توقف عارض والعمل على استعادة كفاءة التشغيل القصوى في أسرع وقت ممكن لتقليص مدة تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية قدر الإمكان.

تستمر الهيئة في مراقبة تطورات الحالة الجوية بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية لتحديد الوقت المناسب للعودة إلى السرعات الطبيعية والجداول الزمنية المعتادة، حيث يبقى الهدف الأسمى هو الحفاظ على استمرارية المرفق الحيوي في تقديم خدماته للمواطنين دون تعريض حياتهم للخطر، وتدعو الهيئة الركاب إلى تفهم الموقف الحالي والتعاون مع موظفي المحطات والقطارات، مشددة على أن كافة القرارات المتخذة، بما فيها التي تؤدي إلى تأخيرات القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية حالياً، تصب جميعها في مصلحة الراكب وتضمن وصوله إلى وجهته بسلام.