الهلال يحسم تأهله إلى ثمن نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة بعد تجاوز عقبة الشرطة

مباراة الهلال والشرطة في دوري أبطال آسيا للنخبة شهدت ليلة كروية استثنائية انتهت بانتصار كاسح للزعيم السعودي الذي ضمن تواجده رسميًا في الدور ثمن النهائي، حيث تمكن الفريق الأزرق من دك حصون ضيفه العراقي بأربعة أهداف دون رد في اللقاء الذي احتضنه ملعب المملكة أرينا مساء الثلاثاء، ليواصل بذلك سلسلة عروضه القوية ويعزز صدارته لمجموعة الغرب بالعلامة الكاملة مؤكدًا عزمه على المنافسة بقوة على اللقب القاري.

واصل الزعيم كتابة التاريخ في هذه النسخة من البطولة بتحقيقه الفوز الخامس على التوالي ليصل رصيده إلى خمس عشرة نقطة في قمة الترتيب، بينما تأزم موقف الفريق العراقي بتجمد رصيده عند نقطة واحدة في المركز الحادي عشر، وبهذا الفوز العريض يصبح الهلال ثاني الأندية المتأهلة لدور الستة عشر، لاحقًا بالوحدة الإماراتي الذي حسم تأهله هو الآخر، ليثبت الفريق السعودي علو كعبه وجاهزيته التامة للأدوار الإقصائية المقبلة.

تفاصيل التشكيلة في مباراة الهلال والشرطة وتغييرات إنزاجي

دخل المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي المواجهة باستراتيجية تعتمد على المداورة الذكية للحفاظ على لياقة اللاعبين، حيث قرر إراحة الحارس الأساسي ياسين بونو والدفع بالفرنسي الشاب ماتيو باتويليت لحماية العرين، وعلى الصعيد الدفاعي شهدت القائمة عودة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو للمشاركة بصفة أساسية لتعويض الغيابات، بينما اعتمد المدرب على يوسف أكتشيشيك في قلب الدفاع بجوار كاليدو كوليبالي مفضلًا الاحتفاظ بخدمات علي البليهي على مقاعد البدلاء.

شملت التغييرات التكتيكية منطقة وسط الميدان حيث فضل إنزاجي عدم المجازفة بالثنائي روبين نيفيز وناصر الدوسري منذ البداية، واعتمد بدلًا منهما على عبدالإله المالكي ومحمد كنو لمساندة سافيتش في بناء الهجمات، أما في المقدمة فقد جلس النجمان سالم الدوسري وداروين نونيز احتياطيين، ليقود الهجوم البرازيلي ماركوس ليوناردو مدعومًا بمواطنيه مالكوم وكايو سيزار في تشكيل هجومي جديد يسعى لخلخلة دفاعات الخصم منذ الدقائق الأولى.

وفيما يلي جدول يوضح أبرز الأسماء التي شاركت في التشكيلة الأساسية:

أحداث الشوط الأول من مباراة الهلال والشرطة والهدف الافتتاحي

انطلقت صافرة البداية بمحاولة مباغتة من الضيوف عبر تسديدة اللاعب أحمد فرحان في الدقيقة الثالثة والتي مرت بسلام بجوار القائم، وسرعان ما فرض الهدوء نفسه على مجريات اللعب مع سيطرة نسبية لأصحاب الأرض دون خطورة تذكر حتى الدقيقة الرابعة والعشرين، حينها ظهرت أولى ملامح التهديد الحقيقي بتسديدة قوية من ماركوس ليوناردو تصدى لها الحارس حسن أحمد ببراعة بقدمه، لتتبعها ركلة حرة نفذها سافيتش بذكاء لكنها جاورت القائم الأيمن بقليل.

استمر الضغط الهجومي المكثف بحثًا عن هدف التقدم قبل الاستراحة، وحاول مالكوم تجربة حظه بتسديدة في الدقيقة الثانية والأربعين لكنها افتقدت للدقة، ومع حلول الدقيقة الخامسة والأربعين نجح ماركوس ليوناردو أخيرًا في هز الشباك وتسجيل الهدف الأول، مستغلًا عرضية متقنة أرسلها مالكوم ليحولها برأسية رائعة سكنت المرمى، وينهي الشوط الأول بتقدم مستحق منح فريقه الأفضلية المعنوية قبل الدخول إلى غرف الملابس.

الحسم والطوفان الهجومي في الشوط الثاني من مباراة الهلال والشرطة

بدأ الشوط الثاني بنسق سريع ومحاولة من السنغالي ميندي مرت بجوار القائم، ليرد الهلال بوابل من الهجمات الخطيرة حيث أهدر كايو سيزار فرصة انفراد تام بعد تمريرة سحرية من سافيتش تألق الحارس في إبعادها، وعاد اللاعب نفسه ليهدر فرصة أخرى سهلة برأسه، ولكن نقطة التحول جاءت في الدقيقة الثانية والستين بطرد اللاعب أحمد يحيى، وهو ما استغله سافيتش فورًا بتسجيل الهدف الثاني مستفيدًا من ركلة حرة نفذها كانسيلو وفشل الحارس في الإمساك بها.

قرر المدرب إنزاجي استغلال الانهيار في صفوف الخصم والدفع بأوراقه الرابحة سالم الدوسري وداروين نونيز وناصر الدوسري، ولم يتأخر تأثير التغييرات حيث صنع ناصر الدوسري الهدف الثالث الذي سجله المتألق ليوناردو برأسية ثانية له في الدقيقة الثانية والسبعين، لتصبح المباراة من طرف واحد وسط استسلام تام لدفاعات الفريق العراقي أمام المد الهجومي الأزرق.

شهدت الدقائق الأخيرة من عمر مباراة الهلال والشرطة عدة محاولات لزيادة الغلة التهديفية، ومن أبرز هذه اللحظات:

• تسديدة قوية من البديل محمد القحطاني تصدى لها الحارس بعد أن ارتدت الكرة من القائم.
• محاولة صاروخية من الأوروجواياني داروين نونيز علت العارضة في الوقت بدل الضائع.
• تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 93 عن طريق جواو كانسيلو بمجهود فردي رائع.

اختتم الظهير البرتغالي جواو كانسيلو مهرجان الأهداف في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع، حيث انطلق بمهارة فردية عالية وسدد كرة أرضية زاحفة لم يتمكن الحارس من التعامل معها، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا فوزًا عريضًا برباعية نظيفة وتأهلًا مستحقًا، في ليلة أثبت فيها الفريق السعودي أنه الرقم الصعب في المنافسات القارية لهذا الموسم.