مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني ستكون محط أنظار عشاق البوندسليجا هذا الأسبوع، حيث يدخل العملاق البافاري اللقاء وعينه على مصالحة جماهيره الغفيرة بعد التعثر القاري الأول هذا الموسم يوم الأربعاء الماضي، حينما سقط الفريق بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف أمام آرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، ولهذا تمثل المواجهة المحلية فرصة ذهبية لكتيبة المدرب فينسنت كومباني لاستعادة الثقة وتعزيز الصدارة في ملعب أليانز أرينا.
تباين الأداء قبل مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني
تجمع هذه المواجهة بين فريقين يعيشان واقعًا متناقضًا تمامًا؛ فبينما يقدم أصحاب الأرض مستويات مذهلة وضعتهم على قمة الترتيب برصيد خالٍ من الهزائم المحلية حتى الآن، يعاني الضيوف من تراجع مخيف في النتائج جعلهم يتلقون ثماني هزائم متتالية في سابقة تاريخية سلبية للنادي، وتكشف لغة الأرقام عن هوة شاسعة بين الطرفين قبل انطلاق مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني، إذ يمتلك البايرن أعلى معدل للأهداف المتوقعة في المسابقة وتصل إلى ما يقارب ثلاثين هدفًا، في حين يتذيل خصمه القادم من هامبورج هذه القائمة بمعدل ضعيف للغاية يعكس العقم الهجومي والهشاشة الدفاعية التي يعاني منها الفريق مؤخرًا، ولتوضيح حجم الفوارق الفنية والرقمية بين الناديين قبل صافرة البداية يمكننا النظر إلى الجدول التالي الذي يلخص المشهد بوضوح:
| وجه المقارنة | بايرن ميونخ | سانت باولي |
|---|---|---|
| وضعية الفريق | متصدر الدوري (31 نقطة) | يعاني من سلسلة هزائم |
| القوة الهجومية | 41 هدفًا (الأقوى في الدوري) | أضعف خط هجوم |
| التأخر في النتيجة | 56 دقيقة فقط طوال الموسم | 571 دقيقة (الأكثر تأخرًا) |
أرقام قياسية تاريخية تزين مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني
يدخل نجوم بايرن ميونخ اللقاء وهم مسلحون بسلسلة من الأرقام القياسية التي تجعل مهمة الخصم تبدو شبه مستحيلة؛ فالفريق البافاري لم يكتفِ بتصدر الجدول بل حقق واحدة من أفضل انطلاقاته التاريخية بجمع إحدى وثلاثين نقطة من أصل إحدى عشرة مباراة، وهو الفريق الوحيد في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى الذي لم يتجرع طعم الخسارة محليًا حتى اللحظة، وتكتسب مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني أهمية خاصة للماكينة الهجومية التي تسعى لمعادلة رقم قياسي بتسجيل هدفين أو أكثر للمباراة العشرين على التوالي، وفي ظل هذا التوهج الجماعي يبرز اسم النجم الشاب مايكل أوليسيه الذي فرض نفسه كأحد أهم مفاتيح اللعب، بعدما أصبح أصغر لاعب يساهم في خمسة أهداف خلال مباراة واحدة بعمر الثالثة والعشرين، ليؤكد أنه ركيزة أساسية لا غنى عنها في تشكيلة الفريق الطامح لاستعادة اللقب.
وبعيدًا عن خط الهجوم الناري، يستعد الحارس المخضرم مانويل نوير لكتابة فصل جديد من فصول المجد الشخصي خلال مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني، حيث ينتظر أن يسجل ظهوره رقم 534 في تاريخ المسابقة، لينفرد بذلك بالمركز الثاني في قائمة أكثر حراس المرمى مشاركة عبر تاريخ البوندسليجا، متجاوزًا بذلك أساطير كبار ومقلصًا الفارق مع صاحب الرقم القياسي أوليفر كان، ويأتي هذا الإنجاز ليتوج مسيرة حافلة للحارس الذي ظل سدًا منيعًا وحاميًا لعرين البافاري لسنوات طويلة، مساهمًا في هيمنة فريقه المحلية والقارية.
قصة إنقاذ تاريخية تسبق مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني
على الرغم من التنافسية الشديدة التي ستشهدها أرضية الملعب، إلا أن العلاقة بين الناديين تحمل في طياتها قصة إنسانية لا تُنسى تعود لعام 2003، حينما كان نادي سانت باولي يواجه خطر الإفلاس والهبوط للدرجات الدنيا بسبب أزمة مالية طاحنة، ووقتها تدخلت إدارة بايرن ميونخ بلمسة وفاء رائعة لإنقاذ الفريق العريق، وتتلخص أبرز محطات تلك القصة المؤثرة التي يتم استحضارها دائمًا قبل كل مباراة بايرن ميونخ وسانت باولي في الدوري الألماني في النقاط التالية:
- عجز سانت باولي عن توفير مليوني يورو للحصول على رخصة اللعب في الدرجة الثالثة.
- إطلاق حملة تبرعات شعبية وبيع قمصان تحت شعار “المنقذ” لجمع الأموال.
- مبادرة بايرن ميونخ بإقامة مباراة ودية خيرية في هامبورج والتنازل عن كامل إيراداتها.
لقد ساهمت تلك الأموال التي تنازل عنها العملاق البافاري في بقاء سانت باولي على قيد الحياة، ليعود اليوم ويواجه منقذه في دوري الأضواء، ورغم مشاعر الامتنان التاريخية إلا أن الضيوف سيقاتلون بشراسة لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية توقف نزيف النقاط، بينما سيضمن بايرن ميونخ البقاء في الصدارة للجولة الرابعة والأربعين على التوالي بغض النظر عن النتيجة، محطمًا رقمه القياسي السابق ومؤكدًا زعامته المطلقة للكرة الألمانية.
