
البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو تصدرت عناوين الأخبار العالمية ومحركات البحث مؤخرًا بعدما أثارت ضجة غير مسبوقة على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك إثر إطلاقها مجموعة من الادعاءات الصادمة حول تحطيمها للأرقام القياسية في الجراحات التجميلية واتباعها نمط حياة غريب للغاية، مما جعلها محور حديث الملايين الذين انقسموا بين مصدق ومكذب لهذه الظاهرة الرقمية الجديدة التي تتحدى كل معايير المنطق والطب المعروفة.
ظهور البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو المثير للجدل
لم يكن حضور البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو ملحوظًا بشكل كبير في السابق حسب ما أورده موقع Tirdadname المحلي، إلا أن ظهورها الأخير في أحد البودكاستات الشهيرة قلب الموازين تمامًا وغير مسار شهرتها، حيث صرحت بجرأة أنها خضعت لعدد ضخم من العمليات الجراحية وصل إلى 388 عملية، وأنها لم تتناول الطعام الصلب منذ ثماني سنوات كاملة، وهذه التصريحات النارية حولتها في غضون أيام قليلة إلى “تريند” كاسح على منصتي تويتر وإنستجرام، وبدأ اسمها يتردد بقوة في كافة النقاشات التي تتناول هوس التجميل الحديث والمعايير المتطرفة للجمال التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع مظهرها الذي يصفه الكثيرون بالغرابة والجموح.
لفتت البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو الأنظار إليها بملامح وجهها التي خضعت لتغييرات جذرية وملابسها غير التقليدية، إذ تظهر دائمًا بمكياج كثيف وصارخ يغطي كامل تفاصيل وجهها، مع وجنتين بارزتين بشكل حاد وشفاه ممتلئة للغاية تتجاوز الحدود الطبيعية، بالإضافة إلى ارتدائها القبعات الفروية والأزياء اللافتة، وهذا المظهر دفع رواد المنصات الرقمية إلى تشبيهها بشخصية “هارلي كوين” من القصص المصورة الأمريكية، بل وأطلقوا عليها لقب “هارلي كوين الإيرانية”، ورغم أن مقاطع الفيديو التي تتحدث فيها بثقة عن تحولاتها الجسدية قد حصدت ملايين المشاهدات، إلا أنها فجرت في الوقت نفسه موجة عارمة من السخرية والتساؤلات حول الدوافع الحقيقية خلف هذا التحول الجذري، ويمكن تلخيص أبرز ملامحها المثيرة للجدل في النقاط التالية:
- الاعتماد الكلي على المكياج السينمائي الثقيل لإبراز ملامح الوجه المعدلة جراحيًا.
- بروز عظام الوجنتين والفك بطريقة هندسية لا تتناسب مع المقاييس التشريحية المعتادة.
- اختيار أزياء استعراضية تهدف لجذب الانتباه وصناعة هالة من الغموض حول شخصيتها.
حقيقة عمليات البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو والنظام الغذائي
بينما تؤكد البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو مرارًا وتكرارًا أنها خضعت لـ 388 عملية جراحية ناجحة بتكلفة خيالية وصلت إلى 50 مليون دولار مع وجود خطط للمزيد، واجهت هذه الأرقام الفلكية حملة تشكيك واسعة ونقدًا لاذعًا من قبل المتخصصين في الجراحة التجميلية والمتابعين الأذكياء، خاصة عند مقارنة ادعاءاتها بالأرقام الرسمية الموثقة عالميًا، فالأطباء يرون استحالة إجراء هذا الكم من العمليات المعقدة في فترة زمنية قصيرة نظرًا لفترات التعافي اللازمة لكل جراحة، ويرجح الكثيرون أنها قد تكون تحتسب كل حقنة بوتوكس أو فيلر بسيطة كأنها “عملية” كاملة لتعظيم الرقم، وهو ما يظهر بوضوح عند عقد مقارنة بسيطة بين حالتها وبين الرقم القياسي العالمي المسجل رسميًا:
| وجه المقارنة | أناهيتا ناتشو (ادعاءات) | سيندي جاكسون (موسوعة جينيس) |
|---|---|---|
| عدد العمليات المعلن | 388 عملية | 52 عملية (منذ 1988) |
| التكلفة الإجمالية | 50 مليون دولار | أكثر بقليل من 100 ألف دولار |
لا يتوقف الجدل الذي تثيره البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو عند حدود مشرط الجراح، بل يمتد ليشمل نمط حياتها الغذائي الذي وصفه الأطباء بالخطر الكارثي، إذ تدعي أنها تعيش على القهوة بمختلف أنواعها فقط منذ ثماني سنوات بزعم الحفاظ على رشاقتها المثالية، وهذا الادعاء قوبل برفض قاطع وتحذيرات شديدة من قبل خبراء التغذية والأطباء الذين أكدوا أن القهوة مشروب منبه لا يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لبقاء الإنسان على قيد الحياة، محذرين من خطورة تداول مثل هذه المعلومات المغلوطة أمام المراهقين والفتيات الصغيرات، لما قد تسببه من انتشار لاضطرابات الأكل الخطيرة ومشاكل سوء التغذية الحادة التي قد تؤدي للوفاة.
تناقضات قصة البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو وردود الفعل
تتجلى المفارقة الكبرى في شخصية البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو في التناقض الصارخ بين ما تفعله بجسدها وبين ما تقوله بلسانها، فهي تصف نفسها في بعض المقابلات بأنها مستشارة نفسية وتؤكد للمتابعين أن جوهر الإنسان وروحه أهم بكثير من مظهره الخارجي، بينما كرست شهرتها وثروتها المزعومة لتغيير شكلها بالكامل، وهذا التضارب بين الخطاب المثالي والممارسة الواقعية زاد من حدة الجدل حول هويتها الحقيقية، ودفع العديد من المحللين لاعتبارها مجرد مشروع استعراضي أو حملة ترويجية لعيادات تجميل تبحث عن الشهرة السريعة، أكثر من كونها حالة إنسانية واقعية تعاني من هوس التجميل، خاصة مع غياب أي توثيق طبي رسمي يدعم صحة رواياتها.
مع الانتشار الفيروسي لقصة البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو عبر الحدود، انقسم الرأي العام في إيران وخارجها بين مشاعر السخرية والاستغراب والقلق العميق، فبينما رأى فريق أن ما تقدمه لا يتجاوز كونه محتوى ترفيهيًا صادمًا يهدف لجذب “اللايكات” وزيادة المتابعين، عبر فريق آخر عن مخاوف حقيقية وجدية من التأثير السلبي والسام لهذه النماذج على وعي الأجيال الجديدة، مطالبين منصات التواصل الاجتماعي بضرورة فرض رقابة صارمة على هذا النوع من المحتوى الذي يروج لمعايير مستحيلة، وقد يشكل خطرًا داهمًا على الصحة النفسية والجسدية للمتابعين الذين قد يحاولون تقليد هذا النمط من الحياة المتطرفة.
