ترامب يتحرك لإنهاء اشتباكات تايلاند وكمبوديا ونزع فتيل الأزمة الحدودية

ترامب يتحرك لإنهاء اشتباكات تايلاند وكمبوديا ونزع فتيل الأزمة الحدودية

الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا عاد ليتصدر المشهد السياسي والعسكري العالمي مجددًا عقب تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب النارية في ولاية بنسلفانيا، حيث أشار أمام حشد من أنصاره إلى قدرته الفريدة على إنهاء الحرب عبر مكالمة هاتفية واحدة يعتزم إجراءها، وتأتي هذه المزاعم الجريئة وسط تقارير ميدانية تؤكد انهيار الهدنة الهشة وعودة العنف المسلح بعد ستة أسابيع من الهدوء، مما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في منطقة جنوب شرق آسيا بشكل خطير ومقلق للغاية.

تصريحات ترامب ومساعي التهدئة في الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا

خلال كلمته الحماسية في بلدة ماونت بوكونو، زعم ترامب أن قلة قليلة من القادة يمتلكون القدرة والنفوذ لإجراء اتصال هاتفي حاسم ووقف الحرب الدائرة بين الدولتين اللتين وصفهما بالقويتين جدًا، مشيرًا إلى دوره السابق في صياغة اتفاقات سلام ساهمت في تهدئة الأوضاع في وقت سابق؛ وقد استشهد الرئيس السابق بجهود إدارته التي أثمرت عن وقف لإطلاق النار أنهى النزاعات الإقليمية في شهر يوليو الماضي، إلا أن هذا الاتفاق تعرض للانهيار مؤخرًا عقب اشتباكات دموية أطاحت بكل التفاهمات الدبلوماسية السابقة وأعادت شبح الحرب ليخيم على المنطقة من جديد، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لاحتواء تداعيات الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا.

تجدد العنف الميداني وتصاعد الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا

شهدت المنطقة الحدودية الممتدة لنحو 800 كيلومتر قتالًا عنيفًا اندلع يوم الثلاثاء وأجبر عشرات الآلاف على الفرار من قراهم بحثًا عن الأمان، وتعهد رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي هون سين بخوض معارك شرسة للدفاع عن أراضي بلاده في ظل هذا التصعيد العسكري الخطير؛ وجاءت هذه التطورات المؤسفة بعد اشتباك وقع يوم الأحد أسفر عن إصابة جنديين تايلانديين ومقتل عشرات الأشخاص من الجانبين خلال خمسة أيام من المواجهات المستمرة، وهو ما يمثل ضربة قوية لجهود التهدئة التي كان ترامب قد دفع باتجاهها قبل أقل من شهرين لوقف الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، وقد تميزت هذه الجولة من العنف بعدة تطورات متسارعة شملت النقاط التالية:

  • تجدد القتال العنيف بعد مرور ستة أسابيع فقط على توقيع اتفاق الهدنة بين البلدين.
  • اتساع رقعة المواجهات لتشمل مناطق متعددة على طول الشريط الحدودي.
  • تبادل الاتهامات بين الطرفين حول المسؤولية عن خرق وقف إطلاق النار وبدء الهجمات.

الكارثة الإنسانية وجذور الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا

تفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل متسارع مع إعلان وزارة الدفاع الكمبودية عن إجلاء أكثر من مائة ألف مواطن من المناطق الساخنة منذ استئناف الاشتباكات، وأوضحت الناطقة باسم الوزارة مالي سوتشياتا أن عمليات الإجلاء الواسعة شملت أكثر من عشرين ألف عائلة تم نقلهم إلى ملاجئ آمنة ومنازل أقاربهم في خمس مقاطعات بعيدة عن خط النار؛ وفي المقابل أكد الناطق باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري نقل ما يزيد عن أربعمائة ألف شخص لحمايتهم من التهديد الوشيك لسلامتهم، حيث اضطر المدنيون للإخلاء الجماعي هربًا من ويلات القصف المتبادل، ويوضح الجدول التالي حجم عمليات النزوح الناتجة عن اشتعال الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا:

الدولة أعداد النازحين والإجراءات المتخذة
كمبوديا إجلاء 101,229 شخصًا (20,105 عائلة) إلى ملاجئ في 5 مقاطعات
تايلاند نقل أكثر من 400,000 مدني إلى مناطق آمنة وملاجئ مؤقتة

يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن استئناف الاشتباكات مساء الأحد بعد أقل من شهرين على اتفاق لوقف إطلاق النار، وتتنازع تايلاند وكمبوديا منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الطويلة التي يعود تاريخ تخطيطها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي؛ وقد أسفرت الأيام الأخيرة عن سقوط ضحايا وإخلاء مناطق شاسعة من السكان، مما يعقد المشهد السياسي ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل دائم ينهي الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا.