تكيس المبايض ومخاطر السكري.. 6 تدابير طبية للسيطرة على مقاومة الأنسولين والوقاية من المرض

تكيس المبايض ومخاطر السكري.. 6 تدابير طبية للسيطرة على مقاومة الأنسولين والوقاية من المرض

العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر تعد من أهم القضايا الصحية التي تشغل بال ملايين النساء حول العالم؛ حيث تشير الإحصائيات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن أكثر من نصف المصابات بهذه المتلازمة معرضات للإصابة بالسكري من النوع الثاني قبل بلوغ سن الأربعين، وهذا الارتباط الوثيق يعود بشكل أساسي إلى الاختلالات الهرمونية ومشاكل التمثيل الغذائي التي تؤثر سلبًا على استجابة الجسم للأنسولين وتجعل المتابعة الطبية أمرًا حتميًا للحفاظ على الصحة العامة وتجنب المضاعفات المستقبلية التي قد تنتج عن إهمال التشخيص المبكر.

فهم طبيعة العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر ومقاومة الأنسولين

عند البحث في تفاصيل العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر نجد أن السبب الجوهري يكمن في كيفية تعامل الجسم مع هرمون الأنسولين؛ ففي الحالات الطبيعية يعمل الأنسولين على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم بكفاءة عالية، ولكن لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يحدث خلل وظيفي يجعل الخلايا تقاوم عمل الأنسولين مما يدفع البنكرياس إلى ضخ كميات أكبر منه لتعويض هذا النقص، وهذه الحالة المعروفة بفرط أنسولين الدم لا تتوقف عند هذا الحد بل تحفز المبيضين على إنتاج مستويات مرتفعة من هرمونات الذكورة “الأندروجينات” التي تفاقم الأعراض الظاهرية مثل ظهور حب الشباب ونمو شعر الوجه غير المرغوب فيه وعدم انتظام الدورة الشهرية، كما أن ارتفاع الأنسولين المستمر يمهد الطريق للإصابة بمقدمات السكري.

تؤكد الدراسات الحديثة ومنها دراسة نشرت عام 2024 في مجلة أبحاث المبيض عمق العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر؛ إذ أظهرت النتائج أن الشابات المصابات بهذه المتلازمة يواجهن مقاومة الأنسولين في وقت مبكر جدًا وبمعدل يتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بغير المصابات، ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن الخطر يقتصر فقط على النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن، والحقيقة التي توضحها الدكتورة سوديشنا راي هي أن النساء النحيفات قد يعانين أيضًا من مقاومة الأنسولين لأن المشكلة ليست مرتبطة فقط بتراكم الدهون وإنما بكيفية استجابة الخلايا الحيوية للإشارات الهرمونية داخل الجسم، وهذا يفسر لماذا يعتبر الفحص الدوري ضروريًا لجميع المصابات بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم لديهن.

كيف تؤثر الاضطرابات الهرمونية على العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر؟

تتطور العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر بشكل تدريجي عندما يفشل الأنسولين في أداء وظيفته؛ حيث يبقى الجلوكوز متراكمًا في مجرى الدم بدلًا من تحويله إلى طاقة تستفيد منها الخلايا، وهذا الوضع يؤدي بمرور الوقت إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم بشكل مزمن مما يعزز عملية تخزين الدهون ويزيد من حدة الالتهابات الداخلية ويحدث اضطرابًا ملحوظًا في مستويات الكوليسترول، كما تشير الأبحاث إلى زاوية أخرى مثيرة للاهتمام وهي أن النساء المصابات بالسكري من النوع الأول واللواتي يحتجن لجرعات عالية من الأنسولين قد تظهر عليهن أعراض تشبه تكيس المبايض، مما يؤكد أن الرابط بين الحالتين هو طريق ذو اتجاهين يتأثر كل منهما بالآخر بشكل مباشر.

يوضح الجدول التالي أبرز التأثيرات المتبادلة التي تعزز العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر بناءً على التغيرات الفسيولوجية في الجسم:

العامل الفسيولوجي التأثير على الجسم والصحة
ارتفاع مستويات الأنسولين يحفز المبيض على إنتاج هرمونات الذكورة وزيادة فرص العقم
بقاء الجلوكوز في الدم يؤدي إلى مرحلة ما قبل السكري والإصابة بالنوع الثاني لاحقًا

نصائح طبية للسيطرة على العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر

لضبط العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر والحد من مخاطرها؛ يوصي الأطباء باتباع استراتيجية شاملة لتغيير نمط الحياة تعتمد على خطوات عملية ومدروسة تهدف إلى تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وتشمل هذه التوصيات مجموعة من الإجراءات اليومية التي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الحالة الصحية العامة وتقليل الاعتماد على الأدوية على المدى الطويل:

  • الحفاظ على وزن صحي ومثالي: حيث أثبتت الدراسات أن فقدان ما نسبته 5 إلى 10 بالمائة فقط من الوزن الزائد يمكن أن يحسن استجابة الخلايا للأنسولين بشكل ملحوظ ويعيد التوازن للدورة الشهرية.
  • اختيار نمط غذائي متوازن: يجب التركيز على تناول الأطعمة الكاملة مثل الخضراوات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون، مع ضرورة التقليل من الكربوهيدرات المكررة والسكريات التي تسبب طفرات مفاجئة في سكر الدم.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام: يعد المشي اليومي وتمارين القوة والمقاومة من أفضل الوسائل الطبيعية لحرق الجلوكوز الزائد وتحسين حساسية الأنسولين وتقليل التوتر.
  • إدارة التوتر وجودة النوم: يؤدي الإجهاد المزمن وقلة النوم إلى تفاقم الاضطرابات الهرمونية، لذا ينصح بممارسة اليوجا أو التأمل لتهدئة الجسم وضمان ساعات نوم كافية ليلًا.
  • المتابعة الطبية المستمرة: لا بد من إجراء فحوصات دورية لمستويات السكر والهرمونات، واستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب للسيطرة على مقاومة الأنسولين عند الحاجة.

إن فهم طبيعة العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر هو الخطوة الأولى نحو الوقاية والعلاج الفعال؛ لذا يجب على كل امرأة تعاني من أعراض غير منتظمة أو تغيرات هرمونية عدم تجاهل الفحوصات الدورية والعمل على تبني عادات صحية مستدامة تضمن لها التوازن الجسدي والنفسي وتقيها من مخاطر الأمراض المزمنة.