جائزة الابتكار العالمية في المياه تطرح 14 حلاً تقنياً لكسر حدة الشح المائي ومواجهة تغير المناخ

جائزة الابتكار العالمية في المياه تطرح 14 حلاً تقنياً لكسر حدة الشح المائي ومواجهة تغير المناخ

جائزة الابتكار العالمية في المياه اختتمت نسختها الثالثة في مدينة جدة وسط أجواء احتفالية مبهرة جذبت أنظار المجتمع الدولي؛ حيث شهدت الفعاليات المقامة ضمن مؤتمر الابتكار في استدامة المياه تتويج نخبة من العقول المبدعة التي نجحت في ابتكار حلول تقنية عملية لمواجهة أزمات المياه، وقد مثلت هذه المناسبة منصة عالمية فريدة لتسليط الضوء على الجهود البحثية التي انتقلت من حيز النظريات إلى واقع التطبيق الفعلي لخدمة البشرية.

تفاصيل التتويج وقيمة الجوائز في جائزة الابتكار العالمية في المياه

شهدت هذه النسخة من جائزة الابتكار العالمية في المياه تنافساً شديداً بين المبتكرين من مختلف أنحاء العالم؛ إذ أعلنت اللجنة المنظمة عن فوز 14 مشروعاً ريادياً نجح أصحابها في اجتياز كافة المعايير الدقيقة التي وضعتها لجنة تحكيم دولية مكونة من 28 خبيرًا، وقد تم رصد مبلغ ضخم وصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي لتغطية كافة مراحل المسابقة؛ مما يؤكد حجم الجدية والالتزام بدعم المشاريع التي تمتلك جدوى اقتصادية وقابلة للتنفيذ في البيئات الحقيقية التي تعاني من شح الموارد المائية، ويوضح الجدول التالي أبرز الفائزين بالجوائز الكبرى ومجالات تميزهم:

فئة الجائزة اسم الفائز الدولة سبب التكريم
الجائزة الكبرى للأثر هان تشينج يو (HanQing Yu) الصين ابتكار ذو تأثير مباشر وكبير في قطاع المياه
الجائزة الكبرى للاكتشاف جويهوا يو (Guihua Yu) الولايات المتحدة تقديم اكتشاف علمي غير مسبوق

لم تقتصر التكريمات في جائزة الابتكار العالمية في المياه على الجوائز الكبرى فحسب؛ بل شملت قائمة الفائزين 12 مبتكراً آخرين يمثلون تنوعاً جغرافياً وعلمياً واسعاً، فقد ضمت القائمة أسماء لامعة مثل تشارلي نورتون وبريملال بالاكريشنا وعمر داوود من المملكة المتحدة؛ بالإضافة إلى جون غراديك وحميد رضا وأندروشيفيتس من الولايات المتحدة الأمريكية، كما برزت المشاركات الأوروبية والآسيوية والعربية من خلال فوز ألينا كامبس وإينيس لاريّا من إسبانيا وجيانانان غاو من هونج كونج ووليد صوفي من تركيا، وكان للمملكة العربية السعودية حضور مميز بفوز المبتكرة أبرار ظافر؛ مما يعكس شمولية الجائزة وقدرتها على استقطاب أفضل العقول العالمية.

المسارات التقنية التي تغطيها جائزة الابتكار العالمية في المياه

جاء اختيار الفائزين في جائزة الابتكار العالمية في المياه بعد مرحلة تصفيات نهائية اتسمت بالقوة والندية وضمت 36 مرشحاً من 22 دولة يمثلون أعرق الجامعات والمراكز البحثية؛ حيث ركزت المشاركات على تقديم حلول جذرية تضمن استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة، وقد تمحورت الابتكارات الفائزة حول ستة مسارات حيوية ورئيسية تغطي كافة جوانب دورة حياة المياه والتعامل مع تحدياتها التقنية والبيئية، وتشمل هذه المسارات النقاط التالية:

  • تطوير التقنيات المتقدمة والحديثة لزيادة إنتاج المياه
  • ابتكار طرق جديدة لتحسين جودة المياه وتعزيز إمكانية إعادة استخدامها
  • تطوير حلول المعالجة الذكية وأنظمة المراقبة الدقيقة
  • تقنيات متخصصة للحد من مشاكل الترسيب في الأنظمة المائية
  • استخدام النماذج الرقمية المتطورة لتطوير العمليات وأتمتتها
  • طرح ابتكارات وحلول شاملة تحقق مفاهيم الاستدامة البيئية

تكتسب مخرجات جائزة الابتكار العالمية في المياه أهمية قصوى في وقتنا الراهن؛ حيث يواجه أكثر من ملياري إنسان حول العالم نقصاً حاداً في المياه النظيفة؛ مما يجعل الحاجة ملحة لتقنيات ترفع كفاءة الأنظمة المائية وتجعلها أكثر مرونة أمام التغيرات المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات، وتلعب الجائزة دوراً محورياً في تسريع وتيرة الابتكار من خلال تحفيز العلماء والشركات الناشئة على التركيز في مسارات التحول الرقمي والمعالجة الذكية التي تقلل من استهلاك الطاقة وتخفض التكاليف التشغيلية للبنية التحتية.

الأثر المستقبلي لمخرجات جائزة الابتكار العالمية في المياه

أشادت لجنة التحكيم بالمستوى الاستثنائي للمشاريع المقدمة في جائزة الابتكار العالمية في المياه؛ مؤكدة أن المعيار الفاصل في اختيار الفائزين لم يكن الابتكار التقني المجرد فحسب، بل اعتمد بشكل أساسي على الجدوى الاقتصادية للأفكار وقدرتها على إحداث أثر بيئي إيجابي ملموس، وتؤسس هذه المعايير لمرحلة جديدة من التعامل مع قضايا المناخ وندرة الموارد؛ حيث يتم دمج الحلول الهندسية مع الرؤى الاقتصادية لضمان استمرارية المشاريع وقابليتها للتوسع في المناطق الأكثر تضرراً حول العالم.

يمثل هذا الحدث العالمي رسالة واضحة تنطلق من جدة لتؤكد أن الاستثمار في العقول هو السبيل الأمثل لتأمين المستقبل المائي؛ إذ تعمل جائزة الابتكار العالمية في المياه كمحرك دافع لبناء مجتمع دولي يتشارك المعرفة والخبرات لمواجهة أخطر التحديات التي تهدد كوكبنا وسكانه.