جوزيه مورينيو يتحرك لضم “جوكر” بايرن ميونخ ويتجاهل أنباء يوفنتوس

انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا بات حديث الساعة في الأوساط الرياضية البرتغالية بعدما كشفت تقارير صحفية موثوقة عن رغبة المدرب المخضرم جوزيه مورينيو في الحصول على خدمات ظهير بايرن ميونخ الألماني؛ حيث أكدت صحيفة “أ بولا” الشهيرة التي تصدر من لشبونة أن النادي البرتغالي يدرس بجدية تقديم عرض رسمي لضم اللاعب خلال نافذة الانتقالات الشتوية في يناير القادم لتعزيز صفوف الفريق الذي ينافس بقوة على الألقاب المحلية والقارية هذا الموسم.

طموحات مورينيو وتفاصيل اهتمام بنفيكا بالصفقة

يسعى جوزيه مورينيو من خلال التفكير في مشروع انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا إلى إضافة عنصر الخبرة والجودة العالية لتشكيلته؛ إذ يحتل الفريق حاليًا المركز الثالث في الدوري البرتغالي ويحتاج إلى تدعيمات نوعية لمواصلة القتال على الصدارة وتقليص الفارق مع المنافسين المباشرين، ويُعرف عن مورينيو تقديره الكبير للاعبين الذين يمتلكون نضجًا تكتيكيًا ومرونة في الملعب وهو ما يجده بوضوح في النجم البرتغالي الدولي البالغ من العمر 31 عامًا والذي صال وجال في الملاعب الأوروبية، وتأتي هذه التحركات ضمن خطة “النسور” لاستغلال الفرص المتاحة في السوق الشتوي لضمان استمرار الفريق في المنافسة على كافة الجبهات حتى الرمق الأخير من الموسم الجاري، خاصة وأن المدرب يدرك جيدًا قيمة اللاعبين الذين يمتلكون الحمض النووي للفوز والقدرة على التكيف مع مختلف الخطط الفنية التي يعتمد عليها في المباريات الكبرى.

يعتبر ملف انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا جذابًا للغاية لإدارة النادي ليس فقط لأسباب فنية بل لأسباب تعاقدية أيضًا؛ حيث ينتهي العقد الحالي للاعب مع العملاق البافاري بنهاية الموسم الجاري مما يجعله هدفًا مشروعًا ومغريًا للأندية الراغبة في ضمه، وقد سبق لجيريرو أن صرح علانية بأنه “مشجع كبير لبنفيكا” وهو ما يعزز من فرص إتمام الصفقة إذا ما قرر اللاعب العودة إلى موطنه لتمثيل الفريق الذي يعشقه، ويمتلك اللاعب سجلًا دوليًا حافلًا بخوضه 65 مباراة بقميص المنتخب البرتغالي مما يجعله قائدًا محتملاً في غرفة الملابس وإضافة قوية لأي مشروع رياضي يسعى للنجاح الفوري، وفيما يلي نوضح أبرز البيانات الخاصة باللاعب ووضعيته الحالية في الجدول التالي:

عقبات بايرن ميونخ أمام رحيل اللاعب

على الرغم من الحماس البرتغالي فإن فكرة انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا في منتصف الموسم تواجه تحديات حقيقية من الجانب الألماني؛ إذ لا يبدو أن بايرن ميونخ مستعد للتفريط في اللاعب بسهولة نظرًا لأهميته التكتيكية للمدرب فينسنت كومباني الذي يعتمد عليه بشكل دوري رغم عدم كونه لاعبًا أساسيًا ثابتًا في كل المباريات، فالمدرب البلجيكي يقدر بشدة المرونة الكبيرة التي يتمتع بها جيريرو والتي تسمح له بسد الثغرات في مراكز متعددة عند الحاجة مما يجعله ورقة رابحة لا غنى عنها في قائمة الفريق الطويلة والمزدحمة بالمباريات، وتشير المعطيات الحالية إلى أن النادي البافاري قد يفضل الاحتفاظ باللاعب حتى نهاية عقده للاستفادة من خدماته في مراحل الحسم من البوندسليجا ودوري أبطال أوروبا، وهو ما قد يؤجل حلم مورينيو وبنفيكا إلى الصيف المقبل ما لم تحدث تطورات مفاجئة في المفاوضات خلال الأسابيع القادمة.

تتجلى قيمة اللاعب التي قد تعرقل انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا في قدرته الفائقة على شغل عدة مراكز بكفاءة عالية وهو ما ظهر جليًا خلال منافسات الموسم الحالي؛ حيث يمتلك اللاعب الموهوب فنيًا القدرة على اللعب في الخط الخلفي ووسط الميدان بنفس الجودة، ويمكن تلخيص المراكز التي يجيد جيريرو اللعب فيها والتي تجعل كومباني متمسكًا به في النقاط التالية:

• الظهير الأيسر وهو مركزه الأصلي الذي تألق فيه لسنوات.
• الظهير الأيمن حيث يتم توظيفه لسد العجز عند إصابة زملائه.
• لاعب وسط دفاعي للتحكم في رتم المباراة وبناء الهجمة.
• صانع ألعاب (مركز 10) خلف المهاجمين بفضل رؤيته المميزة للملعب.

تألق جيريرو الأخير يعقد مهمة مورينيو

أثبتت المباراة الأخيرة لبايرن ميونخ ضد سانت باولي في الدوري الألماني مدى صعوبة انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا في الوقت الراهن نظرًا لاعتماد الفريق عليه بشكل كلي في المواقف الصعبة؛ فخلال الفوز بنتيجة (3-1) يوم السبت الماضي شارك جيريرو في التشكيلة الأساسية ولكنه لعب في المركز رقم 10 كصانع ألعاب متقدم وهو دور يتطلب مهارة ورؤية استثنائية، ولم يكتفِ اللاعب بالمشاركة بل وضع بصمته بتسجيل هدف التعادل المثير (1-1) قبل نهاية الشوط الأول مستفيدًا من تمريرة زميله لويس دياز ليؤكد قيمته الهجومية الكبيرة للفريق، هذا الأداء يعطي إشارات واضحة لإدارة بايرن بأن اللاعب لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه في “أليانز أرينا”.

لم يقتصر دور جيريرو في تلك المباراة على التسجيل وصناعة اللعب بل أظهر مرونة تكتيكية مذهلة قد تجعل انتقال رافاييل جيريرو إلى بنفيكا حلمًا بعيد المنال في يناير؛ فمع انطلاق الشوط الثاني قام المدرب كومباني بتغيير مركز اللاعب لينتقل لشغل مركز الظهير الأيمن، وقد أدى هذا الدور بكفاءة عالية وساهم في تأمين النتيجة والخروج بالنقاط الثلاث، هذه القدرة على التحول من صانع ألعاب ومسجل للأهداف في الشوط الأول إلى مدافع ظهير في الشوط الثاني تجعل منه عملة نادرة في كرة القدم الحديثة، ومن الصعب جدًا على أي مدرب التفريط في لاعب بمثل هذه المواصفات في منتصف موسم شاق وطويل.