حلمي طولان والظهور الخامس في كأس العرب.. هل تملك التوليفة الحالية مقومات تحقيق الإنجاز؟

يترقب عشاق الساحرة المستديرة انطلاقة منتخب مصر في منافسات كأس العرب بشغف كبير، حيث يقود المدير الفني حلمي طولان كتيبة “الفراعنة” في النسخة المقامة بقطر خلال الفترة من 1 حتى 18 ديسمبر الجاري، طامحاً لتحقيق إنجاز جديد يضاف لسجلات الكرة المصرية عبر توليفة مميزة من لاعبي الدوري المحلي والمحترفين لضمان الظهور بشكل يليق باسم الفريق؛ وتأتي هذه الخطوة وسط آمال عريضة من الجماهير واتحاد الكرة لإنعاش الخزينة بالجوائز المالية الضخمة التي رصدتها اللجنة المنظمة للبطل والتي تصل لسبعة ملايين دولار.

تحضيرات وقائمة منتخب مصر في منافسات كأس العرب

عمل الجهاز الفني بقيادة طولان على تجهيز منتخب مصر في منافسات كأس العرب عبر خوض سلسلة مكثفة من المباريات الودية القوية بلغت ست مواجهات كاملة، حيث التقى بمنتخبات تونس والجزائر في مناسبتين لكل منهما، بالإضافة إلى مواجهة المغرب والبحرين بهدف خلق حالة من الانسجام التام بين العناصر المختارة قبل السفر إلى الدوحة؛ إذ يعول المدرب المخضرم على هذه الاحتكاكات القوية للوصول إلى التشكيلة المثالية التي تمزج بين الخبرة والشباب، خاصة مع انضمام الثنائي المحترف محمد النني وأكرم توفيق لتدعيم صفوف الفريق في هذا المعترك العربي الكبير الذي يتطلب جاهزية بدنية وفنية عالية.

استقر الجهاز الفني على القائمة النهائية التي ستدافع عن ألوان منتخب مصر في منافسات كأس العرب، والتي شهدت تواجد أسماء لامعة من مختلف الأندية المصرية لتدعيم كافة الخطوط بدءاً من حراسة المرمى وصولاً إلى خط الهجوم، ويمكن استعراض أبرز الأسماء المختارة وتوزيعهم التكتيكي في الجدول التالي:

تاريخ وإنجازات منتخب مصر في منافسات كأس العرب

بالعودة إلى الوراء لقراءة تاريخ منتخب مصر في منافسات كأس العرب، نجد أن البداية الحقيقية كانت في النسخة الرابعة بالأردن عام 1988 تحت قيادة فؤاد صدقي، حين تصدر الفراعنة مجموعتهم بانتصارات على تونس بقذيفة طارق سليمان وعلى لبنان بثلاثية، وتعادلات مع السعودية والعراق، إلا أن ركلات الترجيح وقفت عائقاً أمامهم في نصف النهائي ضد سوريا؛ ليعود الفريق ويحقق المركز الثالث على حساب الأردن بفضل ثنائية علاء ميهوب وحسام حسن، ليكون هذا الظهور بمثابة حجر الأساس للمشاركات المستقبلية التي بحث فيها المصريون دائماً عن اعتلاء منصات التتويج وتأكيد زعامتم للكرة العربية.

تجلى المجد الحقيقي في مسيرة منتخب مصر في منافسات كأس العرب خلال نسخة 1992 بسوريا، عندما قاد الجنرال محمود الجوهري الفريق للقب الغالي بعد التغلب على الكويت والأردن في المجموعات بهدفي أيمن منصور، ثم الثأر من سوريا بركلات الترجيح في نصف النهائي؛ وكان مسك الختام في المواجهة النهائية المثيرة أمام السعودية، حيث فاز الفراعنة بنتيجة 3-2 بفضل ثلاثية سامي الشيشيني وأحمد الكاس والمقصية الرائعة من حسام حسن، ليحصد المنتخب اللقب الأول في تاريخه بتشكيلة ضمت عناصر من المنتخب الثاني مطعمة بنجوم الصف الأول.

أداء الأجيال الحديثة مع منتخب مصر في منافسات كأس العرب

شهدت الفترات اللاحقة تبايناً ملحوظاً في مستوى منتخب مصر في منافسات كأس العرب، حيث شارك الفراعنة بمنتخب الشباب في نسخة 1998 بقطر وبالمنتخب الأولمبي في نسخة 2012 بالسعودية، ولم يحققوا النتائج المرجوة وخرجوا مبكراً بنتائج متواضعة أمام منتخبات مثل الكويت والعراق؛ لكن الصورة تغيرت كلياً في النسخة العاشرة بقطر عام 2021 تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش، إذ قدم الفريق أداءً بطولياً رغم الاعتماد على الصف الثاني، فتصدر مجموعته بجدارة قبل أن يقصي الأردن في ربع النهائي بمباراة ماراثونية انتهت بثلاثية، إلا أن الحظ عاندهم مجدداً بخسارة مؤلمة أمام تونس بهدف عكسي، ثم خسارة المركز الثالث بركلات الترجيح أمام قطر.

تميزت مشاركة 2021 بالعديد من المحطات الهامة التي عكست قوة شخصية منتخب مصر في منافسات كأس العرب رغم عدم التتويج، حيث برزت عدة نقاط مضيئة في مشوار الفريق نوجزها في النقاط التالية:

• تصدر المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط بعد الفوز على لبنان والسودان والتعادل مع الجزائر بهدف عمرو السولية.
• العودة في النتيجة أمام الأردن في ربع النهائي والفوز 3-1 بأهداف مروان حمدي وأحمد رفعت ومروان داوود.
• تألق حراس المرمى والدفاع في مباريات خروج المغلوب رغم الخسارة في الأوقات القاتلة أو بركلات الترجيح.
• اكتشاف عناصر جديدة ومميزة انضمت لاحقاً للقوام الأساسي للمنتخب الأول في البطولات القارية.

تظل رحلة منتخب مصر في منافسات كأس العرب مليئة بالدروس والعبر الفنية التي تستفيد منها الأجهزة الفنية المتعاقبة لبناء أجيال قوية قادرة على المنافسة في المحافل الدولية، ومع تواجد أسماء لامعة حالياً في القائمة المختارة بقيادة حلمي طولان؛ يترقب الجميع صافرة البداية لرؤية ما سيسفر عنه هذا التحدي الجديد في الملاعب القطرية.