حماية الطفل من التحرش في سن الروضة.. 13 قاعدة تربوية لتعليم الصغار حدود أجسادهم

حماية الطفل من التحرش في سن الروضة.. 13 قاعدة تربوية لتعليم الصغار حدود أجسادهم

طرق حماية الطفل من التحرش تعد من أهم القضايا التربوية التي تشغل بال الآباء والأمهات خاصة عند بلوغ الأبناء مرحلة ما قبل المدرسة من عمر ثلاث إلى ست سنوات؛ حيث يشير الدكتور محمد فوزي أستاذ الطب النفسي إلى أن هذه الفترة هي الأخطر لأن الطفل يبدأ في تكوين إدراك لجسده دون امتلاك مهارات الدفاع اللازمة، مما يفرض على الأهل اتباع استراتيجيات وقائية محددة لضمان سلامة الصغار النفسية والجسدية.

ترسيخ مفاهيم الجسد ضمن طرق حماية الطفل من التحرش

يعتمد التأسيس السليم للطفل على تعليمه تقسيمات الجسد بوضوح وبساطة تناسب إدراكه العقلي؛ حيث يتم شرح قاعدة “المساحات الثلاث” باستخدام القصص أو الرسومات ليفهم أن هناك مساحة عامة تشمل اليد والكتف والرأس، ومساحة خاصة تتضمن الصدر والبطن والظهر، ومساحة ممنوعة تمامًا وهي المناطق التناسلية، وبالتوازي مع ذلك يجب غرس مفهوم “اللمسة الآمنة” التي تصدر من الوالدين أو الطبيب في وجودهما، والتمييز بينها وبين “اللمسة غير الآمنة” التي تسبب عدم الارتياح أو تتم في الخفاء؛ كما يتوجب على الوالدين تطبيق قاعدة صارمة تمنع أي شخص غيرهما من تغيير ملابس الطفل أو دخول الحمام معه، مع التأكيد المستمر على قاعدة “ما فيش أسرار في الجسم” لقطع الطريق على أي متحرش يحاول استغلال براءة الطفل تحت ستار السرية والكتمان.

تتطلب طرق حماية الطفل من التحرش أيضًا تدريبًا عمليًا على رفض التلامس غير المرغوب فيه وعدم الاكتفاء بالتوجيه اللفظي فقط؛ لأن الطفل في هذا العمر يستجيب للمحاكاة والتمثيل أكثر من الكلام النظري، ولذلك يجب تعليمه عدم الانصياع لرغبات الأقارب أو الغرباء في الأحضان والقبلات الإجبارية لأن ذلك يكسر حواجز جسده النفسية ويجعله عاجزًا عن التفرقة بين المسموح والممنوع، ومن الضروري تعزيز ثقة الطفل بنفسه ليتمكن من الإبلاغ الفوري عن أي مضايقات يتعرض لها دون خوف من العقاب أو التكذيب؛ إذ أثبتت الدراسات أن الخوف هو الثغرة الأولى التي يستغلها المعتدون للسيطرة على ضحاياهم الصغار.

تطبيقات عملية لتعزيز طرق حماية الطفل من التحرش

لا تقتصر الحماية على التوعية الجسدية فحسب بل تمتد لتشمل تدريب الطفل على ردود أفعال دفاعية تلقائية عند الشعور بالخطر؛ حيث يفتقر الأطفال في مرحلة الروضة للقوة البدنية ولكنهم يمتلكون أسلحة فعالة مثل الصوت العالي والجري، ولذلك ينصح خبراء السلوك الوقائي بتدريب الطفل عبر تمثيليات منزلية على كيفية التصرف إذا اقترب منه شخص غريب بشكل مريب، وتتضمن هذه التدريبات مجموعة من الخطوات الذهبية التي يجب أن يحفظها الطفل عن ظهر قلب لتكون خط الدفاع الأول له في غياب الأهل.

تشمل الإجراءات السلوكية التي يجب تحفيظها للطفل ما يلي:

  • استخدام جملة الرفض القاطع والمباشر بصوت مرتفع مثل “لا.. مش عايز” عند تعرضه لأي لمسة غير مريحة.
  • تطبيق قاعدة “الابتعاد ثلاث خطوات” للخلف فورًا إذا اقترب منه شخص بطريقة مريبة لتوفير مساحة أمان نفسي.
  • اللجوء إلى الصراخ المدوي والجري السريع نحو أقرب شخص بالغ موثوق لطلب المساعدة الفورية.

الرقابة والمتابعة كركائز أساسية في طرق حماية الطفل من التحرش

تمتد مسؤولية الحماية لتشمل البيئة المحيطة بالطفل خارج المنزل مثل المدرسة ووسائل النقل؛ حيث يعد الباص المدرسي والحمامات من أكثر الأماكن التي قد يتعرض فيها الطفل لانتهاكات إذا غابت الرقابة، ولذلك يجب على الأهل التأكد من وجود مشرفات مؤهلات ومنع اختلاء أي بالغ بالطفل في هذه الأماكن، كما تلعب الملاحظة الدقيقة لسلوكيات الطفل ورسوماته دورًا محوريًا في الاكتشاف المبكر لأي مشكلة؛ فقد أظهرت الإحصائيات أن نسبة كبيرة من الأطفال يعبرون عن معاناتهم من خلال اللعب التخيلي بالدمى أو اختيار شخصيات معينة في الرسم، ويوضح الجدول التالي أبرز نقاط المراقبة التي يجب الانتباه إليها:

مجال المراقبة الإجراء الوقائي المطلوب
الرسومات واللعب تحليل طريقة لمس الطفل للعرائس واختياره للألوان والشخصيات للكشف عن أي صدمات مخفية.
حمامات المدرسة التأكد من عدم إغلاق الباب كليًا ومنع دخول البالغين للحمام أثناء وجود الأطفال.

تكتمل منظومة الوقاية بإجراء فحص طبي وسلوكي دوري كل ثلاثة أشهر كإجراء احترازي معتمد في المدارس الدولية؛ حيث يساعد هذا الروتين في رصد أي تغيرات جسدية أو نفسية طارئة وتقييم مهارات الطفل الدفاعية، مما يضمن تفعيل طرق حماية الطفل من التحرش بكفاءة عالية واستدامة الأمان للطفل.