رسالة للمصريين في السعودية: الخارجية تشدد على ضرورة احترام الأنظمة لتجنب المساءلة القانونية

الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية تحظى باهتمام حكومي واسع تجلى بوضوح في الزيارة الهامة التي أجراها السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج إلى العاصمة الرياض؛ حيث شدد سيادته خلال تواجده هناك على ضرورة الالتزام التام واحترام كافة القوانين واللوائح التنظيمية المعمول بها داخل الأراضي السعودية؛ كما أكد أن هذا الالتزام يعكس الصورة الحضارية للمصريين ويضمن استقرار أوضاعهم المعيشية والمهنية في بلدهم الثاني بما يعزز من متانة العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين.

أهمية التواصل المباشر مع رموز الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية

انعقد هذا اللقاء المثمر الذي جمع السفير نبيل حبشي مع نخبة من رموز وممثلي الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية على هامش مشاركته الفعالة في فعاليات مؤتمر حوار الحضارات الذي استضافته مدينة الرياض؛ وقد شهد الاجتماع حضور قامات دبلوماسية رفيعة المستوى تمثلت في السفير إيهاب أبو سريع سفير مصر لدى المملكة والقنصل المصري العام ياسر هاشم؛ حيث هدف الاجتماع بشكل رئيسي إلى مد جسور الحوار البناء وتفعيل قنوات الاتصال المباشر بين المسؤولين والمواطنين المغتربين للاستماع إلى رؤاهم ومقترحاتهم بشكل مباشر ودون وسطاء؛ إذ تعتبر هذه اللقاءات الدورية ركيزة أساسية في استراتيجية الوزارة الرامية إلى تذليل العقبات وحل المشكلات التي قد تواجه أبناء مصر في الخارج.

أوضح نائب وزير الخارجية خلال حديثه أن هذه الزيارة تأتي ترجمة عملية وتنفيذًا مباشرًا لتوجيهات الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الذي يولي أولوية قصوى لملف المغتربين؛ حيث شدد الوزير على أهمية الاطمئنان الدوري والمستمر على أحوال الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية وتلمس احتياجاتهم عن قرب؛ وتأتي هذه التوجيهات في إطار رؤية الدولة المصرية الشاملة التي تضع المواطن المصري في قلب اهتماماتها سواء كان داخل حدود الوطن أو خارجها؛ كما تسعى الوزارة من خلال هذه التحركات الدبلوماسية النشطة إلى تعزيز شعور المواطن بالانتماء والأمان وأن دولته تقف بجانبه وتدعم مسيرته في كافة الأوقات والظروف.

حزمة مبادرات نوعية لخدمة الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية

استعرض السفير نبيل حبشي خلال نقاشاته الموسعة عددًا من المبادرات الهامة التي تم إطلاقها خصيصًا لتلبية احتياجات أبناء مصر في الخارج وتسهيل حياتهم اليومية وتعزيز ارتباطهم بالوطن الأم؛ حيث تضمنت هذه المبادرات حلولًا عملية في مجالات الإسكان والتعليم والخدمات المصرفية والتأمين الاجتماعي؛ وقد حرصت الدولة على صياغة هذه البرامج بعناية فائقة لتغطي مختلف جوانب الحياة التي تهم الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية وتسهم في تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم؛ وتعد هذه الخطوات نقلة نوعية في شكل العلاقة بين الدولة وأبنائها في الخارج حيث تنتقل من مجرد الرعاية القنصلية التقليدية إلى تقديم خدمات تنموية واستثمارية متكاملة تحقق فوائد ملموسة للجميع.

شهد اللقاء استعراضًا مفصلًا لقائمة المبادرات الوطنية التي تم طرحها بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة والقطاع المصرفي لضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة للمواطن المغترب؛ وفيما يلي أبرز هذه المبادرات التي تم تسليط الضوء عليها لتعظيم استفادة المواطنين منها:

• مبادرة “افتح حسابك في مصر” التي تم إطلاقها بتعاون استراتيجي مع البنك الأهلي المصري وبنك مصر لتسهيل المعاملات المالية والتحويلات النقدية.
• مبادرة “بيتك في مصر” التي تهدف إلى توفير وحدات سكنية وفرص تملك عقاري متميزة للمغتربين بأسعار وتسهيلات تنافسية.
• مبادرة “مدرستك في مصر” التي تعنى بربط الأبناء بالمنهج المصري والهوية الوطنية وتسهيل الإجراءات التعليمية للطلاب في الخارج.
• مبادرة التأمين الشامل التي تستهدف توفير مظلة حماية اجتماعية ورعاية متكاملة تغطي حالات الطوارئ والظروف المختلفة التي قد يتعرض لها المواطن.

تطرق الحديث أيضًا إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الخارجية والهجرة لتطوير منظومة العمل القنصلي وتحويلها إلى منظومة رقمية متطورة تواكب العصر؛ حيث أشار السفير حبشي إلى أن رقمنة الخدمات والمعاملات القنصلية تعد خطوة استراتيجية تهدف إلى توفير الوقت والجهد على المواطنين وتسهيل حصولهم على المستندات والأوراق الرسمية بيسر وسهولة؛ وتأتي هذه الجهود لتؤكد أن الدولة لا تدخر جهدًا في تسخير التكنولوجيا لخدمة الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية وتقديم رعاية تليق بمكانة المواطن المصري؛ كما أن هذا التطوير المستمر يعكس رغبة حقيقية في القضاء على البيروقراطية وتيسير كافة الإجراءات الإدارية التي كانت تمثل عبئًا في السابق.

الفرص الاستثمارية وآليات دعم الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية

ناقش الحضور باستفاضة الملف الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة أمام المصريين بالخارج للمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني والاستفادة من العوائد المجزية؛ حيث تهدف هذه الفرص إلى تعميق الانتماء الوطني وربط المصالح الاقتصادية للمغتربين بوطنهم؛ وقد أوضح نائب الوزير أن الدولة تفتح ذراعيها لكافة المستثمرين من أبناء الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية للمساهمة في المشروعات القومية والتنموية؛ كما تم استعراض قنوات التواصل الحديثة التي تتيحها الوزارة، بما في ذلك المنصات الرقمية والصالون الثقافي واللقاءات الافتراضية، لضمان استمرار الحوار وتبادل الأفكار بشكل دوري وفعال.

استمع السفير نبيل حبشي في نهاية اللقاء باهتمام بالغ إلى كافة الآراء والمقترحات التي طرحها رموز وممثلو الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية حول سبل تطوير المبادرات القائمة؛ وأكد سيادته أن الوزارة ستعكف على دراسة هذه المقترحات بجدية تامة للعمل على تنفيذ الممكن منها في إطار سعيها الدائم لتحسين جودة الخدمات المقدمة ورعاية مصالح أبناء الوطن في كل مكان.