رصد أول لعبة PS3 تعمل بالمحاكاة المباشرة على PS5 دون الحاجة للبث السحابي

رصد أول لعبة PS3 تعمل بالمحاكاة المباشرة على PS5 دون الحاجة للبث السحابي

تشغيل ألعاب PS3 على PS5 أصبح حقيقة واقعة بشكل رسمي ومفاجئ للجميع حيث شهدنا مؤخرًا إطلاق أول عنوان يعمل عبر نظام المحاكاة الفعلي على الجيل الجديد، ورغم أن البداية لم تكن مع واحدة من الحصريات الضخمة التي يعشقها الجمهور إلا أن ظهور لعبة Cloudberry Kingdom الكلاسيكية يمثل خطوة تقنية جبارة نحو كسر حاجز التوافق المسبق المعقد الذي طال انتظاره من قبل مجتمع اللاعبين حول العالم، والمثير في الأمر أن هذه النسخة تعمل بشكل كامل من خلال محاكي داخلي مدمج مما يفتح آفاقًا واسعة لمستقبل الحفاظ على مكتبة ألعاب الجيل الثالث.

تطوير تقنية تشغيل ألعاب PS3 على PS5 عبر محاكي RedoEngine

تقف خلف هذا الإنجاز التقني اللافت شركة RedoApps التي يديرها المطوران سيد محمود علوي وجان فيليب ديجاردان اللذان كرسا العامين الماضيين لبناء محرك محاكاة جديد كليًا من الصفر يحمل اسم RedoEngine، وتكمن عبقرية هذا النظام في قدرته الفائقة على التعامل مع مكتبة أجهزة بلايستيشن القديمة بما فيها الجيل الأول والثاني والثالث مما يفتح الباب واسعًا أمام تجربة تشغيل ألعاب PS3 على PS5 بسلاسة لم نعهدها من قبل، والمثير للاهتمام أن هذا المحاكي يختلف جذريًا عن مشروع RPCS3 الشهير لأنه يتبنى نهجًا مغايرًا يعتمد على النتائج السلوكية للعتاد بدلًا من محاكاة كل قطعة إلكترونية بدقة مفرطة كما هو الحال في المحاكاة منخفضة المستوى التقليدية، وهذا التوجه الذكي يسمح للمطورين بالتركيز على الأداء الفعلي للعبة وتجاوز العقبات التقنية التي كانت تجعل من عملية النقل أمرًا شبه مستحيل في السابق.

التحديات التقنية عند تشغيل ألعاب PS3 على PS5 ومقارنة الأداء

لطالما شكلت معمارية معالج Cell المعقدة ووحدات SPU كابوسًا للمبرمجين وعقبة رئيسية أمام أي محاولة جادة لعملية تشغيل ألعاب PS3 على PS5 بكفاءة عالية، ولكن الفريق المطور لجأ إلى حيلة ذكية تعتمد على استبدال الوظائف الثقيلة لهذه الوحدات بتنفيذات برمجية أصلية تتناسب مع بنية النظام الجديد، وفي حالة اللعبة المستقلة المذكورة فقد تم تعطيل وحدات SPU تمامًا لأن استخدامها كان يقتصر فقط على معالجة الصوت والفيديو مما سهل المهمة بشكل ملحوظ، وعند شراء الحزمة الجديدة سيلاحظ اللاعب وجود فروقات جوهرية بين النسخة الأصلية والنسخة التي تعمل بالمحاكاة، ويمكن تلخيص أبرز المزايا والفروقات التي ستواجهها عند تجربة المحاكي في النقاط التالية:

  • تدعم النسخة المحاكية دقة عرض 1080p بينما تعمل نسخة الجيل الحالي الأصلية بدقة 4K كاملة.
  • إضافة ميزة الحفظ الفوري (Save States) التي تسمح بحفظ التقدم في أي لحظة وهي ميزة اقتبستها سوني مؤخرًا لمحاكياتها القديمة.
  • ظهور شاشة تعليمات توضح كيفية تعيين أزرار يد تحكم DualShock 3 القديمة لتعمل بتوافق تام مع وحدة تحكم DualSense الحديثة.
  • وجود بعض المشاكل الرسومية البسيطة والمتوقعة في هذه المرحلة المبكرة والتي وعد المطورون بإصلاحها عبر تحديثات قادمة.

ولتوضيح الصورة بشكل أدق حول ما تقدمه هذه الحزمة التقنية مقارنة بالإصدارات الأصلية، إليك الجدول التالي الذي يقارن بين خصائص النسخ المتوفرة ضمن الحزمة:

الميزة نسخة المحاكي (RedoEngine) النسخة الأصلية (PS5 Native)
دقة العرض 1080p 4K
ميزة الحفظ السريع مدعومة (Save States) نظام الحفظ العادي
طريقة التشغيل محاكاة برمجية تشغيل أصلي (Native)

مستقبل تشغيل ألعاب PS3 على PS5 وإمكانية دعم عناوين AAA

بالرغم من أن لعبة المنصات البسيطة هذه قد لا تكون المقياس الأمثل لاستعراض عضلات المحاكي الجديد إلا أن الشركة أكدت اختبار تقنية تشغيل ألعاب PS3 على PS5 بنجاح على عشرة عناوين أخرى تتنوع بين الألعاب المستقلة والألعاب المتوسطة والضخمة، وقد رفض الفريق الإفصاح عن أسماء هذه الألعاب حاليًا لتجنب أي صدام قانوني مبكر مع شركات النشر الكبرى، ويمتلك الفريق طموحًا هائلًا يهدف إلى استعادة المكتبة الكاملة للجهاز المحبوب بما في ذلك عناوين AAA الثقيلة رغم اعترافهم بصعوبة التعامل مع وحدات SPU في تلك الألعاب المتقدمة، كما أوضح المطورون أن المحاكي قد يشق طريقه لمنصات أخرى مستقبلًا لكنهم استبعدوا تمامًا فكرة نقله إلى جهاز نينتندو سويتش أو الهواتف الذكية نظرًا لضعف العتاد مقارنة بمتطلبات المحاكاة المعقدة لهذه المعمارية الفريدة.

يعتبر هذا التطور التقني بمثابة نقطة تحول تاريخية في مسار الحفاظ على التراث الرقمي لأجهزة سوني حيث يثبت أن الحلم الذي راود الملايين لسنوات طويلة بات أقرب من أي وقت مضى، فنجاح هذه التجربة الأولية يمهد الطريق لعودة مئات العناوين الكلاسيكية التي ظلت حبيسة العتاد القديم لسنوات طويلة دون حل رسمي، وإذا تمكن فريق التطوير في RedoApps من تذليل العقبات المتبقية الخاصة بالمعالجة المعقدة فإننا سنكون بلا شك أمام ثورة حقيقية تعيد تشكيل مفهوم التوافق المسبق وتسمح للجيل الجديد باحتضان تاريخه العريق بكفاءة تامة.