ريال مدريد يغلق ملف أولى صفقات الصيف بعد تأمين موافقة اللاعب النهائية

ريال مدريد يغلق ملف أولى صفقات الصيف بعد تأمين موافقة اللاعب النهائية
بموافقة اللاعب.. ريال مدريد يحسم صفقته الصيفية الأولى

عودة نيكو باز إلى ريال مدريد باتت العنوان الأبرز الذي يتصدر المشهد داخل أروقة النادي الملكي في الوقت الراهن؛ حيث حسمت الإدارة قرارها النهائي باستعادة النجم الأرجنتيني الشاب ليكون الركيزة الأولى في مشروع الفريق للموسم المقبل، وذلك بعد المستويات المبهرة التي قدمها اللاعب والتي أجبرت الجميع على الاعتراف بضرورة وجوده في “سانتياغو برنابيو” لتدعيم خط الوسط والهجوم بخيارات فنية متطورة تضمن استمرار المنافسة على كافة الألقاب.

تفاصيل عودة نيكو باز إلى ريال مدريد وموعد الحسم

كشفت التقارير الصحفية الموثوقة وعلى رأسها تأكيدات فابريزيو رومانو أن قرار استعادة الموهبة الأرجنتينية قد اتُخذ بالفعل داخل مكاتب الإدارة؛ إذ يمتلك النادي بنداً تعاقدياً يسمح له بإعادة اللاعب مقابل مبلغ مالي محدد ارتفع هذا الموسم ليصبح 9 ملايين يورو بدلاً من 8 ملايين في الصيف الماضي، وهذا البند لا يمكن تفعيله إلا خلال شهر يونيو مما يعني أن جماهير الميرنجي عليها الانتظار حتى فتح نافذة الانتقالات الصيفية لرؤية باز بقميص الفريق مجدداً، خاصة أن ناديه الحالي “كومو” يتمسك ببقائه حتى نهاية الموسم للاستفادة من خدماته في تحقيق أهدافه الرياضية وعدم التفريط به في منتصف الطريق.

الأرقام التي حققها اللاعب هي المحرك الأساسي وراء الإصرار على عودة نيكو باز إلى ريال مدريد في أقرب وقت ممكن؛ فقد نجح النجم الشاب في قيادة خط وسط فريقه الحالي باقتدار مسجلاً 5 أهداف وصانعاً 4 أخرى خلال 12 مباراة فقط لعبها كأساسي، وهو معدل مساهمة تهديفية يعكس نضجاً كبيراً وتطوراً في شخصية اللاعب الذي يرى فيه مسيرو النادي الملكي حلاً مثالياً لبعض المشاكل الهجومية وصناعة اللعب التي قد تواجه الفريق، ليكون بذلك أولى الصفقات الرسمية “المطبوخة” على نار هادئة استعداداً للموسم الجديد.

استراتيجية الشباب وتأثير عودة نيكو باز إلى ريال مدريد

تنسجم خطوة استعادة باز تماماً مع السياسة الجديدة التي يتبناها النادي منذ سنوات والتي تبتعد عن صفقات “الجلاكتيكوس” الجاهزة والمكلفة للغاية؛ حيث تحولت البوصلة نحو الاستثمار في الجواهر الخام وصقلها إما داخل النادي أو عبر إعارتها لاكتساب الخبرات اللازمة، وقد أثبتت هذه الرؤية نجاحها الساحق مع أسماء مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو وكامافينجا وتشواميني الذين تحولوا من مواهب واعدة إلى أعمدة رئيسية لا غنى عنها في التشكيلة الأساسية، مما يحقق التوازن الصعب بين التفوق الرياضي والاستدامة المالية التي تجنب النادي الدخول في أزمات اقتصادية.

مشروع عودة نيكو باز إلى ريال مدريد لا يقتصر فقط على الجانب الفني بل يمتد لضمان تواصل الأجيال داخل غرفة الملابس؛ إذ تحرص الإدارة على دمج هؤلاء الشباب مع عناصر الخبرة مثل روديجر وكارفاخال لضمان انتقال سلس للقيادة والخبرات، وهو ما يخلق بيئة تنافسية صحية تضمن بقاء النادي على قمة الهرم الكروي لسنوات قادمة، فالهدف ليس مجرد الفوز ببطولة عابرة بل بناء فريق قادر على الهيمنة لعقد كامل من الزمن بالاعتماد على أبناء النادي والمواهب التي تم اكتشافها وتطويرها بعناية فائقة.

الأزمة الدفاعية قبل عودة نيكو باز إلى ريال مدريد

بينما يترقب الجميع تعزيز الصفوف الأمامية يعيش الفريق واقعاً دفاعياً مقلقاً تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو؛ حيث أظهرت المباريات الأخيرة تراجعاً مخيفاً في الصلابة الخلفية التي كانت تميز بداية الموسم، وقد تجلى ذلك بوضوح في التعادل المخيب أمام إلتشي والهزيمة من ليفربول، فالأرقام تشير إلى أن مرمى الفريق بات مستباحاً للخصوم بشكل غير مسبوق، وأصبح المعدل التهديفي الذي يستقبله الفريق أو عدد الفرص المحققة ضده ينذر بخطر حقيقي إذا لم يتم تداركه سريعاً قبل فوات الأوان.

توضح الإحصائيات التالية الفارق الكبير في عدد التسديدات التي تلقاها مرمى الفريق مؤخراً مقارنة بالفترة السابقة، مما يبرز حجم المعاناة الدفاعية الحالية:

المعيار الإحصائي في المباريات الـ 14 السابقة في آخر 3 مباريات (المعدل)
متوسط التسديدات المستقبلة 9.7 تسديدة/مباراة 15 تسديدة/مباراة
الفرص الخطيرة (بين القائمين) 3.2 فرصة/مباراة 5.7 فرصة/مباراة

المشكلة لا تتوقف عند الأرقام بل تمتد إلى التخبط التكتيكي والإصابات التي ضربت الخط الخلفي؛ حيث حاول المدرب اعتماد رسم تكتيكي يبدو كخماسي في الخلف بوجود كاريراس وهويسين وأسينسيو لكنه تحول فعلياً إلى الخطة المعتادة 4-2-3-1 دون جدوى، ومع تزايد الضغط الهجومي للخصوم وافتقاد الفريق لخدمات لاعبين مؤثرين، بات الاعتماد الكلي على براعة الحارس كورتوا لإنقاذ الموقف في كل مباراة، وتفاقمت الأزمة بسبب غيابات مؤثرة في الدفاع تشمل القائمة التالية:

  • إيدير ميليتاو (إصابة جديدة مع المنتخب).
  • ديفيد ألابا (مشاكل عضلية مستمرة).
  • داني كارفاخال (غياب لعدة أسابيع).
  • روديجر وهويسين (عدم الجاهزية الكاملة).

هذا الوضع الدفاعي الهش يضع ضغوطاً إضافية على الإدارة لتسريع وتيرة الإصلاحات، ورغم أن عودة نيكو باز إلى ريال مدريد ستحل مشاكل الوسط والهجوم، إلا أن الفريق بحاجة ماسة لاستعادة توازنه الخلفي والتقليل من عدد الفرص السهلة التي يمنحها للمنافسين، فالاعتماد المستمر على تألق حارس المرمى ليس استراتيجية مستدامة لفريق يطمح لحصد الألقاب الكبرى، والجمهور ينتظر ردة فعل قوية تعيد الهيبة لدفاعات الميرنجي وتوقف نزيف الفرص قبل الدخول في المنعطفات الحاسمة من الموسم.