سباليتي يُنذر لاعبي يوفنتوس بـ”مواجهة جليدية” تحدد مستقبلهم مع منتخب إيطاليا

تكتسب مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت المرتقبة مساء اليوم طابعاً مصيرياً بالنسبة لكتيبة المدرب لوتشيانو سباليتي الذي يدرك حجم المخاطر التي تحيط بفريقه في هذه الرحلة الشمالية المحفوفة بالمصاعب، إذ لا تقتصر التحديات على قوة الخصم فحسب بل تمتد لتشمل اللعب في أجواء جليدية قاسية وعشب صناعي غير مألوف للاعبين الإيطاليين وهو ما يضعهم أمام اختبار حقيقي لإثبات الجدارة الأوروبية.

تحديات الطقس والملعب في مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت

يدخل البيانكونيري هذه المباراة وهو مثقل بسجل خالٍ من الانتصارات في دوري الأبطال هذا الموسم حيث اكتفى الفريق بثلاث نقاط فقط من ثلاث تعادلات وهزيمة واحدة مما جعله يقبع في المركز السادس والعشرين خارج مراكز التأهل المباشر، وهذا الوضع الرقمي المقلق يفرض ضغوطاً هائلة على الجهاز الفني واللاعبين للعودة بالنقاط الكاملة من ملعب أسبميرا رغم أن مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت تأتي في ظروف مناخية صعبة للغاية حيث الحرارة تحت الصفر والأرضية ذات العشب الصناعي التي تختلف كلياً عن ملاعب إيطاليا الطبيعية؛ مما يجعل التكيف السريع هو المفتاح الأول للنجاة من هذا المأزق القاري المعقد.

حاول سباليتي تخفيف حدة التوتر المحيط بالفريق من خلال دعوته للهدوء والتعامل مع كل مباراة على حدة مؤكداً أن التعادل الأخير مع فيورنتينا لم يكن كارثياً كما صوره البعض في وسائل الإعلام، وقد أشار المدرب المخضرم إلى أنه لمس رغبة حقيقية لدى لاعبيه لتجاوز هذه العقبة واستغلال كافة الموارد البشرية المتاحة لتعويض الفجوة الفنية التي قد يسببها اختلاف الأرضية والمناخ، إذ يرى سباليتي أن الخصم النرويجي يجيد استغلال ملعبه ببراعة ويعمل كآلة منظمة تجعل الأمور معقدة على أي زائر مهما كان حجمه أو تاريخه؛ لذا فإن التحضير الذهني يوازي في أهميته التحضير البدني لهذه الموقعة.

أكد سباليتي أن الفوارق الفنية يجب أن تظهر بوضوح للتغلب على عيوب الملعب والمناخ مشدداً على ضرورة مجاراة سرعة الفريق النرويجي الذي يعتمد على اللعب المباشر والتحولات السريعة، وقد أوضح المدرب أن فريقه عانى في الشوط الأول أمام فيورنتينا من بطء حركة الكرة وهو سيناريو ممنوع تكراره في مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت لأن أي تهاون في التمرير أو التمركز سيمنح الخصم فرصة للانقضاض وإيذاء الدفاعات الإيطالية، وبالتالي فإن التعليمات كانت واضحة بضرورة اللعب بجودة فنية عالية وعدم الاكتفاء بالتمريرة الأولى بل النظر لما هو أبعد لخلق المساحات في عمق دفاعات الخصم المتكتل.

فيما يلي أبرز العوامل المؤثرة التي يخشاها سباليتي في اللقاء:

• أرضية ملعب أسبميرا المغطاة بالعشب الصناعي والتي تغير من حركة وارتداد الكرة بشكل جذري.
• درجات الحرارة المنخفضة جداً والتي تصل إلى التجمد وتؤثر على تنفس اللاعبين وعضلاتهم.
• الأسلوب التكتيكي للفريق النرويجي الذي يعتمد على السرعة وإغلاق المساحات في العمق.

الترتيبات الفنية لحسم مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت

أشار المدير الفني إلى نيته إجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية لضمان الحيوية والقدرة على تغطية المساحات خاصة في المناطق الخلفية لمنع المهاجمين النرويجيين من الاختراق، حيث يرى سباليتي أن مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت تتطلب ذكاءً تكتيكياً يتمثل في البقاء متماسكين في العمق وإجبار الخصم على اللعب حول التكتل الدفاعي وليس خلاله، ومع اعترافه بتأثير ارتداد الكرة المختلف على العشب الصناعي إلا أنه شدد على أن الفريق مر بظروف مشابهة سابقاً ونجح في التكيف معها مما يعني أن الأعذار لن تكون مقبولة في حال الإخفاق في تقديم الأداء المنتظر الذي يليق بسمعة السيدة العجوز.

تحدث سباليتي عن ضرورة تلافي الأخطاء الفردية التي قد تكلف الفريق غالياً في مثل هذه المباريات الحساسة مشيراً إلى أن الجهاز الفني قام بدراسة كل تفاصيل المنافس بمساعدة محللي الأداء، والهدف الأساسي ليس البحث عن مباراة سهلة بل خوض تحدٍ صعب والخروج منه بانتصار يعيد الثقة والهيبة للفريق، حيث تدرك المجموعة أن السرعة في اتخاذ القرار والتنفيذ ستكون هي العامل الفاصل في مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت خاصة أن الفريق النرويجي يمتلك قيمة فنية حقيقية وأظهر ذلك بوضوح في مبارياته القارية السابقة؛ مما يستدعي أعلى درجات التركيز طوال التسعين دقيقة.

تصريحات اللاعبين حول مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت

لم يخفِ أندريا كامبياسو مدافع اليوفي قلقه من الظروف المحيطة بالمباراة معترفاً بأن اللعب في درجة حرارة تصل إلى 6 درجات تحت الصفر سيشكل عائقاً جسدياً كبيراً يؤثر على التنفس وقوة دفع الأرجل، وأكد اللاعب أن مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت ستكون اختباراً بدنياً شاقاً يتطلب تغيير نوعية الأحذية لتلائم العشب الصناعي الذي لم يعتد اللعب عليه منذ سنوات مراهقته، ومع ذلك فقد أظهر عزيمة وإصراراً على ضرورة تجاوز هذه المعوقات لأن هامش الخطأ بات ضئيلاً جداً والفريق بحاجة ماسة للنقاط الثلاث لإنقاذ مسيرته الأوروبية.

يدرك لاعبو يوفنتوس أن التاريخ يقف بجانب أصحاب الأرض الذين سبق لمنتخب بلادهم التفوق على الطليان مرتين لكنهم عازمون على كتابة سيناريو مغاير الليلة، فالكل يعلم أن الفوز في مواجهة يوفنتوس ضد بودو جليمت هو السبيل الوحيد لاستعادة التوازن وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.