محاكمة سعد لمجرد في فرنسا تعود لتتصدر عناوين الأخبار اليوم الاثنين مع مثول النجم المغربي الشهير أمام محكمة الجنايات في دراغينيان جنوب شرق البلاد؛ حيث يواجه تهمة اغتصاب نادلة في قضية تعود فصولها إلى عام 2018 وسط اهتمام إعلامي واسع وترقب للحكم النهائي المتوقع صدوره يوم الخميس المقبل؛ ويأتي هذا المثول بينما يصر الفنان البالغ من العمر 40 عامًا على براءته التامة من التهم المنسوبة إليه نافيًا وقوع أي اعتداء جنسي في الوقت الذي يمثل فيه أمام القضاء وهو في حالة سراح لمواجهة هذه الاتهامات الجديدة التي تضاف إلى سجل قضاياه السابقة.
تفاصيل شهادة الضحية ومستجدات محاكمة سعد لمجرد في فرنسا
تعود حيثيات هذه القضية الشائكة التي جددت الحديث عن ملف محاكمة سعد لمجرد في فرنسا إلى شهر أغسطس من عام 2018 حين كانت المدعية تعمل نادلة موسمية في مدينة سان تروبيه الساحلية؛ وقد التقت بالفنان المغربي في أحد الملاهي الليلية بالمدينة دون أن تكون على دراية مسبقة بهويته الفنية أو شهرته الواسعة في العالم العربي بحسب إفادتها للمحققين؛ وتطورت الأحداث عندما وافقت الشابة على دعوته لتناول مشروب معه في الفندق الذي كان يقيم فيه ليلة الحادثة؛ وهي اللحظة التي شكلت نقطة التحول في هذه القضية التي ينظر فيها القضاء الفرنسي حاليًا للبت في ملابساتها الدقيقة.
سردت المدعية تفاصيل ما حدث تلك الليلة أمام جهات التحقيق مشيرة إلى أن الفنان اصطحبها مباشرة إلى غرفته وحاول تقبيلها في البداية؛ ثم تصاعد الموقف عندما أجبرها بالقوة على الاستلقاء على السرير وقام بتجريدها من ملابسها واعتدى عليها جنسيًا وفقًا لروايتها؛ وفي المقابل أعلن محامي المدعية دومينيك لاردان أن موكلته ستطلب من هيئة المحكمة عقد جلسة استماع مغلقة بعيدًا عن عدسات الصحافة والإعلام؛ مؤكدًا في تصريحات لوكالة فرانس برس أنها تنتظر بثقة كبيرة أن يتم الاعتراف بها قضائيًا كضحية في هذا الملف المعقد الذي يشهد تضاربًا كبيرًا في الروايات بين الطرفين.
الأدلة الجنائية ودفوع الدفاع في محاكمة سعد لمجرد في فرنسا
يتمسك الدفاع خلال جلسات محاكمة سعد لمجرد في فرنسا برواية مغايرة تمامًا لما ذكرته المدعية؛ حيث يؤكد النجم المغربي أن العلاقة التي جمعته بالنادلة كانت بالتراضي الكامل ولم تتضمن أي شكل من أشكال الإكراه أو العنف؛ وقد استندت التحقيقات إلى أدلة مادية متمثلة في اختبارات الكحول التي أجريت للطرفين بعد ساعات قليلة من وقوع الحادثة المزعومة؛ وأظهرت النتائج المخبرية وجود نسب متفاوتة من الكحول في دماء كل من المدعية والمتهم مما يضيف أبعادًا أخرى لتقييم الحالة الذهنية والقدرة على السيطرة والتمييز وقت حدوث الواقعة؛ ونستعرض في الجدول التالي البيانات الدقيقة لنتائج فحص الكحول كما وردت في ملف القضية:
| الطرف المعني بالفحص | نسبة الكحول في الدم (غرام/لتر) |
|---|---|
| المدعية (النادلة) | بين 1,2 و 1,4 |
| المتهم (سعد لمجرد) | بين 1,6 و 1,8 |
تأتي هذه الجولة الجديدة من محاكمة سعد لمجرد في فرنسا وسط سياق قانوني مثقل باتهامات سابقة واجهها المغني على مدار السنوات الماضية في دول مختلفة؛ وهو ما يجعل موقف الدفاع أكثر دقة وحساسية في التعامل مع هيئة المحكمة التي تنظر في السلوك العام والسوابق القضائية؛ وقد وُجهت للمغني اتهامات مماثلة في فترات زمنية متباعدة شكلت ضغطًا كبيرًا على مسيرته الفنية وحياته الشخصية؛ ويمكن تلخيص التسلسل الزمني لهذه الاتهامات التي سبقت القضية الحالية في النقاط التالية التي توضح النطاق الجغرافي والزمني للملاحقات القضائية:
- اتهام في الولايات المتحدة الأمريكية يعود لعام 2010.
- اتهام في بلده الأم المغرب تم توجيهه عام 2015.
- اتهام في العاصمة الفرنسية باريس عام 2016 (قضية لورا بريول).
تداعيات الأحكام السابقة على محاكمة سعد لمجرد في فرنسا
لا يمكن فصل مسار محاكمة سعد لمجرد في فرنسا الحالية عن الحكم الثقيل الذي صدر بحقه عام 2023؛ حيث دانته محكمة الجنايات في باريس بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة اغتصاب وضرب شابة أخرى تدعى لورا بريول كان قد التقاها في ملهى ليلي واصطحبها لغرفة فندق فخم عام 2016؛ ورغم صدور ذلك الحكم إلا أن لمجرد دأب على استئنافه والتمسك ببراءته؛ وقد شهدت الإجراءات القانونية تأجيلًا لمحاكمته الاستئنافية التي كانت مقررة في شهر يونيو الماضي في منطقة كريتاي قرب باريس مما جعل ملفاته القضائية تتداخل زمنيًا أمام القضاء الفرنسي.
يشهد هذا الملف تطورًا دراميًا موازيًا قد يؤثر على الرأي العام المحيط بقضية محاكمة سعد لمجرد في فرنسا؛ حيث ستخضع الشابة صاحبة قضية باريس وأربعة من شركائها المزعومين للمحاكمة بتهمة محاولة الابتزاز المالي؛ وتعود تفاصيل هذا الشق القانوني لمحاولتهم الحصول على مبلغ ضخم يقدر بثلاثة ملايين يورو من المغني مقابل سحب الشكوى المقدمة ضده؛ وهو ما يضيف تعقيدات قانونية جديدة للمشهد برمته.
